عادت أنشطة الزملاء في مهامهم الصحفية مع الوفود الرياضية بعد توقف – مريب – لم تتضح أسبابه الحقيقية للملأ أثر تصدّع العلاقة بين بعض مسؤولي اللجنة الأولمبية الوطنية وثلّة من الصحفيين مارسوا النقد المهني النظيف بعد اختتام دورة الألعاب الأولمبية في البرازيل آب 2016 ، بحثاً عن وقائع ملموسة تكشف حجم الانفاق الكلي للبعثة الأولمبية والإجراءات المتخذة لمحاسبة الاتحادات المقصّرة تماشياً مع تأكيدات رئيس اللجنة الأولمبية رعد حمودي بأن الإعلام شريك اساسي في العمل الأولمبي، الأمر الذي لم يرق للبعض ممن فسّر الشراكة ولاءً مطلقاً .. وفماً مطبقاً!
عموماً، لم نشأ أن نفتح صفحة دورة ريو إلا للاستشهاد بتأثيرها على قرار إيقاف إصدار الأوامر الإدارية للصحفيين الرياضيين لمرافقة البعثات في البطولات الخارجية ومعاودة تغطية المشاركات وتدوين النتائج بخبرة ومهنية ونزاهة العاملين في الوسط الصحفي الرياضي، لكن ما أثار الانتباه، أن الزملاء الموفدين حالياً يعرّفون عن مهامهم بصفة (موفد الاتحاد العراقي للإعلام الرياضي) في إشارة الى التمثيل الشمولي لجميع المنضوين تحت لواء هذا الاتحاد ، بينما الحقيقة أن المؤسسة المهنية المسؤولة عن اتحاد الصحافة الرياضية شكّلت هيئة إدارية جديدة للأخير عقدت أول اجتماع لها في 23 تموز 2016، مدّدت عمل الاتحاد لمدة سنة واحدة تنتهي في 23 تموز الحالي، مع إمكانية التجديد لسنة أخرى مبررة ذلك ( أن تنظيم عملية الاقتراع بالوقت الحاضر غير ممكنة لأسباب موضوعية تتعلق بالتقشّف وصعوبة وصول اعضاء الهيئة العامة في المنطقتين الشمالية والغربية بسبب العمليات العسكرية الجارية هناك لطرد قوى الظلام والإرهاب وذلك حفاظاً على سلامتهم) ولم يرد تغيير تسمية الاتحاد ليكون باسم (الإعلام الرياضي).
ربما جاء تشكيل الهيئة المؤقتة المذكورة لحل مأزق انتهاء الدورة الانتخابية لمجلس إدارة اتحاد الصحافة الرياضية المنبثق رسمياً في 2 تشرين الثاني 2009، والذي لم يعقد بعده أي مؤتمر انتخابي طيلة السنين الثماني على أمل أن يتم التحضير للانتخابات الجديدة بعد ترتيب بيت الصحفيين الرياضيين وفق آليات تأخذ بنظر الاعتبار الارتقاء بالعمل والاهتمام بضوابط وشروط منح العضوية لمن يستحق أو إبطالها – كما يفترض - عمّن يثبت عدم ممارسته المهنة فعلياً.
ورد في مقررات اجتماع اتحاد الصحافة الرياضية المشار اليه في 23 تموز 2016 أنه تقرر( ضمّ الإعلام المرئي كلجنة داخل الاتحاد لكي يكون المظلة الشرعية التي تقود الإعلام الرياضي في العراق بجميع مسمياته المهنية) لكن ما حصل أن الهيئة المؤقتة لاتحاد الصحافة الرياضية، عقدت أول اجتماع لها تحت مسمى ( اللجنة المؤقتة لاتحاد الإعلام الرياضي العراقي) يوم الثاني من شباط الماضي، بعد تقليص عدد الاعضاء واعتذار آخرين عن الاستمرار فيها، ولم يتم توضيح اسباب تغيير التسمية في ظل عدم تغيير النظام الأساسي للاتحاد وعدم اجتماع الجمعية العمومية وتداخل اختصاصات مختلفة للإعلام في العمل الرياضي، وحتى لو كان الهدف من تشكيل اللجنة الجديدة تبنّي مشروع قيادة (الإعلام الرياضي) لمن يحظى بأصوات الناخبين مستقبلاً، فحريّ أن يكون هناك نظام واضح يفصّل واجبات كل عضو حسب انتمائه المهني ليتم التصويت عليه وإقراره أو تعديله أو رفضه.
إن تاريخ اتحاد الصحافة الرياضية برموزه وانجازاته ودوره الحيوي في رياضة العراق لا يمكن أن يُغتال معنوياً لاسيما أن الهيئة العامة للاتحاد تضم أكثر من 200 عضو فاعل في الصحف الرياضية المتخصصة والأقسام الرياضية، وهناك تأثير كبير لما يمارسه رجاله في الحراك الأولمبي والبارالمبي ولجميع الألعاب، فضلاً عن منظاره الرقابي للفعاليات والسلوكيات الجارية في المشهد الرياضي اليوم، ليس من السهل إغماط حقوقه وإلحاقه كلجنة ضمن لجان اتحاد الإعلام الرياضي، ثم أن التسمية الجديدة ستفتح الباب لفئات أخرى مثل المنضوين للمواقع الالكترونية التي اصبحت اليوم بالعشرات من دون ضوابط أو تنظيم أو اعتماد رسمي لبعضها، وهي تضمّ شباباً طموحاً في خدمة الرياضة ضمن مجال عمله.
نتمنى النجاح لأعضاء اللجنة المؤقتة ليتمّوا عملهم وفق خطة شاملة تراعي تاريخ الصحافة الرياضية والأجيال المتوالية في كنفها مع ضرورة المحافظة على كيان اتحادها بشكل مستقل تأهباً لدورة انتخابية جديدة تدشّن عهداً مختلفاً في صياغة مفردات تعاطي اللجنة الأولمبية الوطنية مع استحقاق الصحفي عنصراً بارزاً ومهماً في الوفد وليس طامعاً بـ(الخرجية والوناسة)!
استقلال الصحافة الرياضية
[post-views]
نشر في: 1 يوليو, 2017: 03:37 م