TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الإعلام الأجنبي والانتخابات العراقية

الإعلام الأجنبي والانتخابات العراقية

نشر في: 22 فبراير, 2010: 04:44 م

عمار كاظم محمدتحتل قضية الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق والتي ستجري في السابع من آذار المقبل مركز الصدارة حاليا من اهتمامات الإعلام المكتوب والمرئي باللغة العربية وكذلك الاعلام الأجنبي على حد سواء لما لها من أهمية في تحديد ورسم ملامح المستقبل العراقي والتجربة الديمقراطية فيه .
وبالتأكيد فان للأعلام دوراً فاعلاً في توضيح الرؤية السياسية والبرنامج الانتخابي للكتل والشخصيات المشاركة في هذه الممارسة الحضارية بحيادية ووضوح لكن ما يدعو للاستغراب حقا هو طبيعة التناول الإعلامي لدى الصحف الاجنبية لقضية الانتخابات في ممارسة تصل أحياناً الى محاولة التسقيط السياسي وتشويه الصورة الحقيقية لما يجري في البلاد ومحاولة الربط الملفق أحياناً بين مختلف الاحداث التي تجري في الساحة العراقية بقضية الانتخاب. هنا نود الاشارة الى ما يدور في صحف مثل النيويورك تايمز والهيرالد تربيون وغيرها من عكس صورة غير صائبة وليس لها احيانا علاقة بالانتخابات ومحاولة الربط بين أحزاب من خارج العملية السياسية ومكون معين من مكونات الشعب العراقي او اسقاط قضية ما حدث في تكريت مثلا وهي قضية قانونية مثلا وعلاقتها بهيمنة الحكومة العراقية من عدمها أو حساب فصيل أو كتلة سياسية على جهة دون أخرى بتعابير تشير دائما الى الطائفة أو الفئة او تأثير دول الجوار على هذا الطرف أو ذاك مثلا . بالتأكيد أن مثل هذا التناول الخاطيء الذي اعتاد عليه الاعلام الأجنبي بقدر ما يمثله من رؤية أجنبية للواقع العراقي هو بالتأكيد لا يخلو من خطورة في هذه المرحلة الحساسة لما له من تأثير على حيادية الاعلام المهني في تناوله لقضية الانتخابات العراقية مثلما له تأثير في الوضع الأمني لما يثيره من بلبلة بين الأطراف المشاركة في العملية الانتخابية. نعتقد أن الظروف التي تجري فيها الانتخابات العراقية تختلف جذريا عما هو عليه الحال في الولايات المتحدة مثلا ففي المنافسة الانتخابية التي جرت بين الرئيس السابق بوش والحالي اوباما استخدمت وسائل الاعلام كل ما في جعبتها من اسلحة حسب انحيازها للطرفين حتى وصل الأمر في بعض الاحيان الى قضية التمييز العنصري كوسيلة اعلامية في الانتخابات لكن ما جرى هناك هو جزء من التقاليد الانتخابية التي يعرف المواطن فيها هناك أنها جزء من اللعبة الانتخابية في بلد استقرت فيه التقاليد الانتخابية وارست الديمقراطية قواعدها فيه عبر ممارسة طويلة وهو بالتالي غير الوضع العراقي الناشيء والذي يحتاج الى المزيد من الزمن والتجربة لكي تمر تقاليده الانتخابية بسلاسة كجزء من الدعايات التي تتخذها الاحزاب في الانتخابات وهذا ما لايفهمه الاعلام الاجنبي في تناوله لقضية الانتخابات في العراق وما فيها من حساسية تؤثر في الشارع العراقي في الوقت الحاضر لذلك فان اقاويل واساليب الصحف الأجنبية في تناول قضية الانتخابات تثير زوابعا اعلامية ليست في مصلحة الوضع العراقي عموما وفوق هذا كله يفقد تلك الواجهات الاعلامية الحيادية المطلوبة في مواقف كهذه وهذا ما يتطلب الانتباه اليه وتأشيره لدى المسؤولين في العراق كي يقوموا بمهمة التصدي لتلك الظواهر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram