اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الجالغي الموصلي

الجالغي الموصلي

نشر في: 3 يوليو, 2017: 09:01 م

فعالية الناشطين المدنيين في ثالث أيام العيد  بمدينة الموصل  بحسب منظميها  ومن شارك فيها  كانت تهدف الى تعزيز وحدة الشعب العراقي ،  والتخفيف من معاناة مريرة عاشها  الأهالي  في ظل سيطرة تنظيم داعش . حقق الناشطون بالاغنية والقصيدة والفيلم السينمائي ما عجز عنه السياسيون  .
 منتصف تسعينيات القرن الماضي غادر الشاب ستار جبار حسن العراق متوجها الى هولندا ، درس الموسيقى متخصصا بالايقاعات الشرقية القديمة ، دعمها ببحوث ودراسات ، مستعينا بمكتبة جامعة امستردام الضخمة بما تضم من مصادر عن موسيقى بابل واشور وغيرهما من المدن العراقية القديمة ، موسيقى الزمن القديم نشأت في المعابد ، كانت تؤدي وظيفة دينية ، فأصبحت جزءا من الطقوس المقدسة للتقرب الى الآلهة ، لها مواعيد ثابتة لأقامتها عادة ما تكون مع بداية حلول فصل الربيع .
 الموسيقي العراقي المقيم حاليا في هولندا اصبح مدرسا في احدى كلياتها الفنية لمادة الايقاعات الشرقية القديمة ، لم يقتصر جهده على هذا النشاط ،بل تعداه الى تدريب فرقة الكورال لاداء الاغاني العراقية القديمة باصوات شابات هولنديات . سخر فرقته وبمشاركة بعض زملائه لتنظيم فعاليات فنية في عواصم اجنبية  لدعم  النازحين ، من خلال الفن استطاع ان يوفر مساعدات  سلمها الى منظمات دولية لتقوم بتأمين وصولها  الى مخيمات.
 الفن العراقي القديم وصل الى بقاع واسعة الى العالم ، لفت انتباه الجمهور ، فأثار اعجابهم ولاسيما ان تاريخه يعود الى آلاف السنين قبل الميلاد ، يعكس مظاهر حضارية اندثرت ، ومن حسن حظ البشرية ورد بعض تفاصيلها في الرقم الطينية ، ولعل ما يلفت النظر في بعض ما ورد في الرقم الطينية ان رجال السلطة في مدن العراق القديمة ورجال الدين والكهنة ، كلفوا احد الاشخاص بمهمة حراسة "الطبل المقدس" لقاء أجر ، فضلا عن تمتعه بمكانة اجتماعية واعتبارية ، لا تقل مكانةً عن ضارب الطبل نفسه المسؤول عن ضبط ايقاع الاحتفال الديني.
 قبل الاف السنين كانت الموسيقى في العراق القديم تصل الى مرتبة التقديس ، ولارتباطها بنشاط ديني ، بوصفها اداة لتطهير النفوس ، كما الدراما الاغريقية والرومانية الغاية منها تطهير ادران بني البشر .  الاطراف المشاركة في الحكومة لم تضع في برامجها السياسية فقرة تؤكد اهتمامها بالفنون والاداب ، بل بعضها اتخذ موقفا متشددا ضد الجمال ، فشمله بدائرة التحريم ، فانعكس ذلك على انحسار النشاطات الفنية في  مدن عراقية عرفت حارس الطبل المقدس ومنحته امتيازا يليق بمكانته في ضبط العلاقة بين عامة الناس والالهة .
 غياب "حارس الطبل المقدس " خلّف لعنة في بلاد تعرضت الى حروب وكوارث ، ونكبات ، بلد لا يحترم الموسيقى ويعدها رجسا من الشيطان ، لا يجيد اختيار الزاوية المفضلة للنظر الى مستقبله  وهنا تكمن ام الكوارث  ، انطلاقا من الفهم الخاطئ للفنون  هناك من قلل من أهمية فعالية الناشطين المدنيين  ، لانهم من وجهة نظره يرغبون في نصب الجالغي الموصلي في اطلال المدينة ،  متجاهلا حقيقة ان الشباب قادرون على مواجهة الخراب وتجاوز  السياسيين بمبادرات وفعاليات  تحبط أصحاب مشاريع العزف على الوتر الطائفي . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram