قام فيليب كولينز، الفنان البريطاني المولود في برلين، بنقل تمثال لفريدريك إنجلز بطول 3.5 متر من قرية في شرقي أوكرانيا عبر أوروبا إلى بريطانيا حيث سيتم عرضه ، خلال مهرجان مانشستر الدولي، ويعود تاريخ هذا التمثال الى سبعينيات القرن العشرين وس
قام فيليب كولينز، الفنان البريطاني المولود في برلين، بنقل تمثال لفريدريك إنجلز بطول 3.5 متر من قرية في شرقي أوكرانيا عبر أوروبا إلى بريطانيا حيث سيتم عرضه ، خلال مهرجان مانشستر الدولي، ويعود تاريخ هذا التمثال الى سبعينيات القرن العشرين وسينصب ، في المدينة التي عاش فيها فريدريك انجلز رفيق درب كارل ماركس وألف كتابه المعنون احوال الطبقة العاملة في انكلترا.
عاش إنجلز في مانشستر لأكثر من عقدين في منتصف القرن التاسع عشر، وشحذ فلسفته الثورية من خلال مشاهداته للظروف المروعة التي كان يعيشها العمال من الأطفال والنساء والرجال في مهد الرأسمالية الصناعية. وكما يشير الفنان فيليب كولينز، انه على الرغم من أن حياة هذا الفيلسوف في مانشستر معروفة وموثقة بشكل جيد، فإنه لا يوجد له تذكار دائم في المدينة، ولا يوجد رمز مرئي للرجل على الإطلاق - على الرغم من أن ملاحظاته وافكاره التي تبناها في مانشستر قد غيرت بالطبع تاريخ القرن العشرين
ويقول كولينز : سيتم تصحيح هذا في السادس عشر من تموز عندما، يتم نصب التمثال
وكثيرا ما كانت أعمال كولينز الأخيرة (و الذي رشح في القائمة القصيرة لجائزة تيرنر في عام 2006) محصورة في تاريخ البلدان الشيوعية وما بعده. فلديه فيلمان هما ( الماركسية اليوم )و(المنفعة و القيمة والتبادل) (2010) ويتحدث الاول عن مصير احد معلمات النظرية الماركسية في ألمانيا الشرقية. التي كانت في يوم من الأيام درسا إلزاميا في مدارس المانيا الشرقية؛ اما الثاني فيتحدث عن تدريس المعلمة لمواضيع عفا عليه الزمن. مثل المنفعة و القيمةو التبادل! وقد صور كولينز هذه المعلمة وهي تشرح إحدى دروسها القديمة لفئة معاصرة من الطلبة ، في المدرسة التي تدرس فيها، وكانت طالبة فيها قبل سقوط جدار برلين ، كانت اللقطات تتقاطع مع مشاهد لتمثال ماركس وقد تحول من مكان بارز في منتدى ماركس-إنجلز في برلين إلى موضع أقل وضوحا.
كولينز مهتم في مثل هذه الأعمال – التعاليم التي تسافر عبر الزمن، والتمثال الذي يسافر عبر الفضاء.و يتشوق الى محاولة فهم التحول المفاجئ في أهمية الأفكار المرتبطة بالشيوعية ويقول عن ذلك "ما يحدث لرموز طفولتك عندما تتلوث مع سقوط الجدار حتى يصبح المنظور الوحيد الذي يمكنك رؤيتها من خلاله هو منظور الديكتاتورية، بدلا من الحياة والحب والصداقة وجميع الأشياء الأخرى التي تحدث في الحياة اليومية لاي مجتمع اليومي
. منذ عام 2015، تم حظر علامات ورموز الحقبة الشيوعية السابقة في أوكرانيا. ومن المفترض أن تتم إزالة التماثيل والجداريات وتدميرها، وإعادة تسمية الشوارع. " ويقول كولينز. عن ذلك (ولكن الكثير من المدن لا تعرف ما يجب القيام به مع المنحوتات. ليس هناك مبرر لتدمير هذه الرموز أو الآثار،. في بعض الأحيان تترك التماثيل في غموض غريب – بعد إزالتها من اماكنها القديمة، وتترك لتهدم بهدوء – دون ان يعرف احد فيما إذا ستكون لها حاجة مرة أخرى؟
استغرق الأمر من هذا الفنان ما يقرب من عامين لتعقب تمثال مناسب لإنجلز. وأخيرا عثر على احد التماثيل في قرية مالا بيريششيبينا، في منطقة كانت تسمى سابقا إنجلز في منطقة بولتافا شرقي أوكرانيا. وقد تم رفعه من موقعه المركزي في القرية، وشطره إلى النصف في وسطه، وألقي به في مجمع زراعي وتمت تغطيته بأكياس كبيرة. وكان هناك آثار من الطلاء الأزرق الفاتح والأصفر على ساقيه، وهي الوان العلم الأوكراني.
وبعد ثمانية أشهر من المفاوضات، و اجراءات قانونية، وتطلب الموضوع الحصول على الكثير من الوثائق سيتم نصبه في مدينة مانشستر ليكون شاهدا عن تحول تاريخي وانتقال ، من مجتمع إلى آخر.حيث تمثل مانشستر. مكان ولادة الرأسمالية
ولد انجلز عام 1820 في بارمن وهي مدينة من اقليم ريناني تابع لمملكة بروسيا. و كان والده صاحب مصنع. و في 1838 اضطر انجلز لاسباب عائلية و قبل ان ينهي دراسته الثانوية لان يعمل مستخدما في مؤسسة تجارية في مدينة بريمن. و لكن الاعمال التجارية لم تمنع انجلز قط من العمل على تثقيف نفسه علميا و سياسيا. فمنذ ان كان في المدرسة الثانوية حقد على الاوتوقراطية و على تعسف (البيروقراطية). و قد دفعته دراساته الفلسفية الى ابعد من ذلك. فقد كان مذهب هيغل في ذلك الحين مسيطرا على الفلسفة الالمانية و اصبح انجلزمن اتباعه. و مع ان هيغل نفسه كان معجبا بالدولة البروسية الاتوقراطية التي كان يخدمها بوصفه استاذا في جامعة برلين فقد كان مذهبه مع ذلك ثوريا
وتعرف انجلز على الطبقة العاملة في انكلترا في مركز الصناعة الانجليزية في مانشستر حيث اقام سنة 1842 مستخدما في مؤسسة تجارية كان ابوه مساهما فيها. ولم يكتف انجلز بعمل بسيط في مكتب المصنع بل زار الاحياء القذرة حيث كان يقطن العمال و حيث استطاع ان يرى بام عينه كل بؤسهم و بلاياهم. و لم يكتف بملاحظاته الشخصية بل قرأ ايضا كل ما سجله الغير من قبله عن حالة الطبقة العاملة الانجليزية و درس درسا دقيقا جميع الوثائق الرسمية التي تمكن من الرجوع اليها. وكان كتابه "حالة الطبقة العاملة في انجلترا" الذي صدر سنة 1845 ثمرة تلك الدراسات و تلك الملاحظات
كان رفيق درب ماركس وساهم معه في العمل الفكري والسياسي وفي عام 1848، أصدر مع ماركس، بيانهما المشهور والمعروف ببيان الحزب الشيوعي، والذي يسمى اختصارًا البيان الشيوعي. فيما بعد، ساعد كارل ماركس ماديا من أجل أن يكتب هذا الأخير كتابه الرأسمال. بعد وفاة ماركس، نشر إنجلز الجزءين الثاني والثالث من هذا الكتاب.وتوفي في عام 1895
عن: الغارديان