TOP

جريدة المدى > سينما > ارصفة.. لبيع الاطعمة

ارصفة.. لبيع الاطعمة

نشر في: 22 فبراير, 2010: 05:30 م

بغداد/ سها الشيخلي تصوير: سعد الله الخالديظاهرة ملفتة للنظريجدها السائر في اغلب شوارع العاصمة  بغداد، هي استغلال الارصفة في شوارعها لبيع الاطعمة الجاهزة، منها على  سبيل المثال شوايات لبيع الدجاج (على الفحم او على الغاز) والسمك المسكوف على الفحم ايضا وهذه الاكشاك  تكثر في  الشوارع التي تعاني الازدحام لوجود الاسواق  المكتظة   بالمتبضعين..
ويبقى السائر في تلك الشوارع في حيرة من امره فتارة يصعد الرصيف الذي هو حق من حقوقه في الشارع لكنه سلب منه تكسبا للرزق .. ولشيوع البطالة.. ثم تزاحمه تلك العربات فيضطر الى النزول الى الشارع ليجد الازدحام المروري يداهمه.والمتتبع للحياة الاقتصادية  والاجتماعية في العاصمة بغداد يجد ان أبناءها يأكلون اكثر مما يعملون، اورد لي هذه الملاحظة عراقي غادر بغداد منذ اكثر من ثلاثين عاما، واشار: الدليل على ذلك قلة الخدمات في المدينة، وكثرة تواجد الازبال والنفايات فيها، وزيادة عدد  عربات الاطعمة والاكشاك التي تقدم عادة الاطعمة بطريقة غير حضارية، حيث يقوم البائع بحشو الساندويج بالفلافل بيده واصابعه المتسخة ببقايا الاطعمة، لكن الجميع لا يابه بذلك ما دامت (السندويجة) حارة وشهية  وهناك من يلتهمها ! ويرمي بقاياها على قارعة الطريق ليزيد من تشويه معالم المدينة التي كانت الى وقت قريب تعد من اجمل المدن .. فمن يجاري وجه بغداد الصبوح (سابقا) كما قال محدثي بحزن شفيف .. اردت ان ادافع عن بغداد امام زائرها لكنني وجدت نفسي في نهاية المطاف (كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء) فوجه بغداد الـ (مجدور) ساهمنا كلنا في ان يكون كذلك سواء كنا مواطنين نرمي اعقاب السكائر وعلبتها الفارغة من شباك السيارة وهي مسرعة او كنا اصحاب اكشاك وشوايات تقدم الاكلات السريعة (على الماشي) ولم اقدم تبريرات عدم المتابعة من قبل امانة بغداد ذلك لعلمي الاكيد ان المتابعة مهما كانت كبيرة وواسعة لا تقوى لوحدها على ان تعيد الاشراقة لوجه بغداد ما دام مواطنها لا يحترم خصوصيتها ولا يحافظ على بهائها ورونقها، فاليد الواحدة كما قالوا لا تستطيع ان تصفق هذا من جانب نظافة بغداد، ولكن لأعد الى فوضى الارصفة وليتسع صدر الامانة لهذه الملاحظة وهي انها قامت بترحيل الباعة المتجولين والاكشاك في اغلب ساحات العاصمة للحفاظ على جمالية المدينة اولا وقد يكون الاجراء يدخل من باب (الملف الامني) في تلك المناطق والتي هي على سبيل المثال (ساحة باب الدروازة في مدينة الكاظمية المقدسة، وساحة باب المعظم قرب مبنى وزارة الدفاع) وكلها مناطق ساخنة سبق وان تعرضت ساحاتها الى تفجيرات عدة قبل سنوات، وكانت حجة الامانة ان الشارع ملك السابلة فليس من حق المتجاوزين على الرصيف ان يجعلوا المارة ينزلون الى الشارع معرضين انفسهم لحالات الدهس ويبقى السؤال المطروح يفرض نفسه وهو (اشغال الارصفة بالشوايات واكشاك المطاعم) لماذا لا  يعد تجاوزا في نظر الامانة ؟ حاله حال تجاوز الباعة المتجولين والاكشاك في المناطق المشاراليها ؟ وبعيدا عن هاجس ( قطع الارزاق ) يبقى الموضوع بحاجة الى حل، ونامل ان يكون الحل ليس على حساب اي طرف لارضاء الطرف الاخر، بل حلا يرضي كل الاطراف للحفاظ على بغداد اجمل وانظف .. فمن اجل اعادة الاشراقة لوجه بغداد ليتحمل البعض تلك الحلول مهما كانت قاسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram