هربا من مستنقع السياسة الآسن ،، هروبا من صراع الساسة الخفي والعلني .. اهرع لأتابع — بدافع من فضول — فيلما عن ( الملاكمة ) يجري في واحدة من دول
الجوار …
اراقب بإمعان ، هستيريا الجمهور الحاشد المتحلق حول حلبة الملاكمة،، هذا يصيح ويهتف ،، ذاك يستعدي ويستصرخ ، ويبلغ التصفيق مداه ، حين يسقط احد المتلاكمين — بضربة قاضية —بلا حراك ، شبه
ميت .
صوت الحكم جهوريا ،، راعفا بالإثارة : واحد ، إثنان ،ثلاثة …يعيد الجملة بإثارة آشد …وحين لا يستجيب الشخص المسجى للنداء ولا يبادر بحركة ،،، تزداد ( هوجة ) المحتشدين ،ليعلن الحكم فوز هذا وخسارة ذاك (( لا احد يبرئ مباريات الملاكمة من شبهة المقامرة عبر شبابيك الرهان .))
الملاكمة ليست فنا كما يشاع ، وليست رياضة ، فالفن والرياضة ، ذوق رفيع وآخلاق سامية ،، كيف يمكن إعتبار الملاكمة ضمن الفنون ، والنزف من الفم والأنف والآذن ابلغ شاهد ؟
هل المباراة ان اضربك مبرحا دونما ذنب ولا جريرة باسم الرياضة ؟؟
يصرح انصار القوة العضلية — المتباهون بقوة العضلات — بعض الأمور لا تسوى ولا تحل إلا بواسطة القوة ..صحيح ، ولكن اية قوة ، وقوة العضل لم تعد ذات بال امام قوة الفكر ، وسلامة التفكير .
ليست العبرة ان اوقعك ارضا مضرجا بدمائك لإقناعك ، ولكن العبرة البليغة في كيفية إقناعك دون دمع او دم .. فمن اليسير ان ارغمك على القيام بعمل عضلي قسرا او جبرا ،، لكن من الصعوبة او ربما الإستحالة ان ارغمك على التفكير بما اؤمن به دون قناعة او إقتناع .. ما جدوى ان امتلك قوة ثور جامح ، وافتقر لفكر او تفكير ( إنسان ) حر رشيد ؟!
الرهان على ….
[post-views]
نشر في: 5 يوليو, 2017: 09:01 م