ما يدعو للتفاؤل في مشهدنا الثقافي اليوم، هو أن نرى مجلات ثقافية مازالت تسعى وبجهد مضني من أجل فرض جدلية الأعلى والأرقى فناً وأدباً وتتوخى وتستقرئ بنهم، الروائع الأدبية والفنية وتحافظ على قيمه دائماً وسحر مستديم يواكب الوعي ومسيرة الواقع الفكري المتجد
ما يدعو للتفاؤل في مشهدنا الثقافي اليوم، هو أن نرى مجلات ثقافية مازالت تسعى وبجهد مضني من أجل فرض جدلية الأعلى والأرقى فناً وأدباً وتتوخى وتستقرئ بنهم، الروائع الأدبية والفنية وتحافظ على قيمه دائماً وسحر مستديم يواكب الوعي ومسيرة الواقع الفكري المتجدد لتأسيس أبجديات جديدة على صعيد الأفكار والبنى المعرفية على وفق رؤى في الحداثة والتجديد، رؤى تعبر من فوق التاريخ وتغامر بطروحاتها التي تخرق السائد والمألوف، من هذا المنطق نشيد بصدور العدد الثاني من (مجلة الأقلام) التي تعنى بالأدب الحديث والتي تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة، كتبَ افتتاحية العدد رئيس التحرير الأستاذ عبد الستار البيضاني والتي جاءت بعنوان: (عرش الثقافة العراقية) ومما جاءَ فيها حتى قبل عقدين، كان باستطاعة أي متابع أن يقدم توصيفاً أولياً للمشهد الشعري العراقي، سواء لجهة التجييل والتحقيب، أو رسم الملامح الفنية والفكرية لهُ، وتتجلى صورة ذلك في المهرجانات والجلسات الشعرية، حيث كان جمهور الشعر يعرف ترتيب الأولويات في القراءات من دون الإطلاع على برنامج الجلسة.
غير أن الأمر أختلف الآن تماماً، لأسباب وعوامل كثيرة، ليسَ من شأن هذا المقال أن يضع من بين هذه الأسباب قيمة المنجز الشعري الذي قدمَ في السنوات الأخيرة أو الأسماء الجديدة التي ظهرت ونشطت في المشهد الشعري الراهن، فهذا من اختصاص المعنيين.
هذا المتغبر- على أهميته- بقى بعيداً عن أهتمام النقاد والدارسين، بالرغم من أننا لا نستطيع عزله من نتائج الزلزال الذي شهدتهُ الحياة العراقية بعدَ نيسان 2003، وكونهُ حصلَ ضمن حالة عامة وقعت بتأثير عوامل خارجية وداخلية، لا يمكن أن يقلل من أهمية الدعوة إلى مراجعته، لأنه ليسَ فقط تغيير في ملامح أو مزاج، وإنما هو تغيير المتربع على عرش الثقافة العراقية، وهو عرش شعري بامتياز على مدى عقود، حتى ذهبَ القول، أن الثقافة العراقية هي ثقافة شعرية، مذهب البديهية في توصيفات الثقافة العربية، مستنداً إلى أهمية منجزات وأسماء عراقية من مختلف الأجيال.
إخلاء الشعر العراقي لعرشه، دفع الكثيرين إلى القول أن هذا العرش أخلاه الشعر للسرد بقناعة معطيات المشهد الثقافي العراقي، وفعلاً السرد شغلَ هذا العرش بدلالة الجوائز التي يحصدها السرد العراقي سنوياً، لكن هذا لا يعني بأيّ حال من الأحوال وهَنْ الشعر العراقي أو عقمه، فربما يكون العكس هو الصحيح، فقد واصل الشعراء العراقيون نشاطاتهم خاصة من الأجيال اللاحقة لجيل الستينات، وظهور أسماء جدد يحمل نتاجها شيئاً من الجدة، لكن كل هذا بقى محدود الانتشار، وبالتالي يكون من الطبيعي محدود التأثير، في أقل تقدير خلال الوقت الراهن.
وبانتقاله إلى باب دراسات حيث ساهم فيه كل من: الأستاذ ناجح المعموري، والأستاذ مؤيد جواد الطلال، أ.د. بشرى البستاني، أ.د. نادية هناوي السعدون، أ.د. جاسم حسين الخالدي، د. عالية خليل إبراهيم، د. فلاح حسن الخطاط.










