بين ضغوطات الأهل بضرورة المعدّل العالي، وظروف البلاد العامة، واجواء امتحانات البكالوريا، يقع طلبة الصفوف الاعدادية للصفوف المنتهية تحت ضربات تلك المطارق، التي لاترحم. فضغوطات الأهل يمكن التعامل معها وفق ما يوفَّر من اجواء بيتية وعائلية واهتما
بين ضغوطات الأهل بضرورة المعدّل العالي، وظروف البلاد العامة، واجواء امتحانات البكالوريا، يقع طلبة الصفوف الاعدادية للصفوف المنتهية تحت ضربات تلك المطارق، التي لاترحم. فضغوطات الأهل يمكن التعامل معها وفق ما يوفَّر من اجواء بيتية وعائلية واهتمام افراد الأسرة، أما ظروف البلاد العامة، فلن تعد ذا تأثير كبير، فقد اعتدنا عليها، إلا أن اجواء الامتحانات والاصرار الوزاري على اجرائها في اكثر اشهر السنة ارتفاعاً بدرجات الحرارة اكثر ما يرهق الطلبة، فضلاً عن طول فترة المراجعة والقراءة التي تمتد لأكثر من شهرين ....
لا امتحانات في نينوى
وزارة التربية سبق وأن اعلنت أن أكثر من 359 ألف طالب، سيجتازون الامتحانات النهائية للمرحلة الإعدادية في جميع أنحاء العراق باستثناء محافظة نينوى. وأوضح المتحدث باسم الوزارة إبراهيم سبتي في تصريح صحافي، أن كل الإجراءات اللازمة اتخذت لسير الامتحانات في أحسن الظروف"، مشيراً إلى أن الوزارة "اتخذت الاستعدادات بشكل مبكر. وعن سبب عدم إجراء الامتحانات في نينوى، قال سبتي إن ظروف المحافظة تختلف، فالطلبة هناك نزحوا عن ديارهم وبعضهم بعيد عن المناطق التي جاء منها.
وحسب بيان المكتب الإعلامي للوزير، سيتوجه أكثر من 225 ألف طالب للصف السادس العلمي بجميع مدارسهم الحكومية والأهلية، وأكثر من 117 ألف طالب من طلبة السادس الأدبي، و16700 طالب للدراسة المهنية، و170 طالباً وطالبة للدراسة الإسلامية.
من المسؤول عمّا يحدث؟
مشاكل عدّة يواجهها طالب السادس الاعدادي في الامتحانات النهائية من المفترض انها لاتحصل لسهولة تجاوزها وبغض النظر عن قيام وزارة الكهرباء بزيادة ساعات القطع في التيار الكهربائي في كل عام بالتزامن مع الامتحانات، مايشكل صعوبة على الطالب وهو يستعد للامتحانات .واصرار وزارة التربية على جعل الامتحانات في شهر تموز الساخن جداً، وقاعات امتحانية حارّة وحتى في حال وجود مراوح أو مبردات، فهي لاتفي بالغرض نظراً الى أن بعض المدارس تقيم الامتحانات في ممرات المدرسة المفتوحة والمعرضّة لأشعة الشمس ..
مع اوّل ايام الامتحانات نُشرت عدد من الصور لطلبة يؤدون الامتحانات (بالفانيلات) وهم يفترشون الأرض لعدم توفر مقاعد كافية أو لعدم وجود استندات لوضع الكتاب. علي احمد مختص تربوي يقول لـ(المدى) إن وزارة التربية لاعلاقة لها ببناء المدارس، فهذه المهمة مناطة بالحكومة المركزية و الحكومات المحلية في المحافظات. موضحاً: أن الوزارة مهمتها هو اعداد ستراتيجية تربوية وتعليمية شاملة وتطبيقها بما يتماشى مع المعايير العالمية. مضيفاً: أن الوزارة سبق وأن اعلنت انها تسلمت اقل من نصف المبلغ المخصّص لتهيئة مستلزمات الامتحانات الوزارية.
في حين بيّن المعلم الجامعي مثنى عبد حسن، يفترض أن يكون توقيت امتحانات السادس كما كان معمولاً به سابقاً مع امتحانات الثالث المتوسط وبالتناوب ( بين يوم ويوم ). موضحاً: لأن عديد أيام المراجعة الطويلة تصيب طلبة السادس بالملل والفتور، والنسيان لبعد المراجعة عن يوم الامتحان، متابعاً: فضلاً عن الظروف الجوية الصعبة .
وأضاف عبد حسن: المشكلة أن حجّة التوقيت للوزارة كانت بسبب رمضان، مع أن الجو كان أفضل فيه. مضيفاً: أن طالب السادس يقضي امتحانين فقط في رمضان ولاضرر في ذلك عليه، مبيناً: أن أحد أصدقائه اشترى لابنته ( مروحة منضدية على الشحن ) لتأخذها في الامتحان وهذا ما لم يحصل حتى في أفقر دول وبلدان العالم الثالث حسب وصفه.
فقدان 15 درجة ؟!
الأمر لم يتوقف عند الحر وانطفاء الكهرباء أو صعوبة الاسئلة كما في الأعوام السابقة، بل وصل الى مرحلة جديدة، اذ اشتكى طلاب الصف السادس الاعدادي، في اول ايام الامتحانات، من وجود "خطأ" في اسئلة امتحانات مادة التربية الاسلامية، اذ يقول الطالب مرتضى مهدي، في السؤال الرابع طلب منا كتابة حديث نبوي عن التعاون بين المسلمين. مضيفاً: هنا كانت الصدمة، فالحديث ضمن المنهاج للشرح وليس للحفظ. الامر الذي اربكنا منذ اللحظة الأولى، فهذا يعني ان 15 درجة قد تفقد بسبب ذلك وهي الدرجة المقررة على هذا الحديث في الاسئلة.
فيما أكد الطالب معتز منهل، تفاجئه بهذا الخطأ الكارثي حسب وصفه، وفي اول ايام الامتحانات وفي درس يفترض أن له اهمية واهتماماً عند كادر الوزارة ومن وضع الاسئلة الامتحانية. متسائلاً: عن دور لجنة مراجعة الاسئلة في المتابعة التي يفترض أنها الفلتر. مستدركاً: لكن للأسف، يبدو ان لا أحد يهتم بالطلبة..
بشأن ذلك كشفت نائب رئيس لجنة التربية النيابية انتصار الغريباوي، عن ايعاز وزارة التربية الى مديرياتها بإهمال الخطأ الذي حصل باسئلة مادة امتحان التربية الاسلامية للصف السادس الاعدادي، مشيرة الى أن التصحيح سيقتصر على شرح الآيات فقط.
وقالت الغريباوي في بيان صحافي: انه خلال متابعتنا الميدانية لعدد من المراكز الامتحانية، وجدنا شكاوى من الطلبة بسبب خطأ حصل في أحد فروع السؤال الرابع من الامتحان الوزاري لمادة التربية الاسلامية للصف السادس الاعدادي. مبينة أن، الفرع من السؤال كان يطلب من الطلبة الاجابة بحديث وشرح لموضوع معين في وقت، أن الحديث الذي طلب هو للشرح فقط وليس للحفظ.
واضافت الغريباوي "قمنا بالاتصال مع الوزارة وتحديداً بوكيل الوزير رئيس اللجنة العليا للدائرة الامتحانية بهذا الشأن، حيث تم اعلامنا بتبليغ الوزارة لجميع المديريات في المحافظات بأن يتم اهمال الخطأ ووضع تقييم على الشرح فقط من قبل المصححين، مشيرة الى أن المشكلة تمت معالجتها ولن يذهب حق الطلبة بهذا الموضوع سواء كتبوا الحديث من عدمه، لأنه سيتم اهماله والتصحيح على الشرح فقط.
جهاز كشف الغش
تعجُّ صفحات التواصل الاجتماعي بظاهرة جديدة للترويج عن وسائل "غش" متطورة وغير مرئية تعرض للبيع على الطلبة بشكل علني مع كوادر "رد الاسئلة" مقابل مبالغ نقدية ليست بقليلة. كما تعج صفحات أخرى بالترويج لبيع سماعات ذكية أو هتفونات صغيرة، تستخدم في عملية الغش التي طغت على امتحانات السنين السابقة، ما دفع وزارة التربية التفكير بطريقة للحدّ من تلك العملية التي تبخس حق الطلبة المجتهدين إذ اعلنت وزارة التربية، عن ابتكار جهاز "لكشف الغش" في الامتحانات، كاشفة أن الجهاز اثبت جدارته خلال استخدامه العام الحالي. وذكرت الوزارة أن الامتحانات النهائية للدراسة الاعدادية ستشهد استخدام أجهزة تشويش حديثة ومتطورة للحد من ظاهرة الغش. موضحة: أن العام الحالي سيشهد استخدام أجهزة تشويش حديثة ومتطورة للحد من ظاهرة الغش.
وقال المتحدث باسم وزارة التربية إبراهيم السبتي، في بيان صحفي، إن استخدام تلك الأجهزة من شأنه أن يحدّ من الخروق التي تحدث في القاعات الامتحانية من بعض الطلبة. مشيراً: إلى أن تلك الأجهزة بعضها محلية الصنع، حيث قامت كوادر وزارة التربية بتصنيعها. مبيناً: أن الجهاز سيتم استخدامه في جميع المراكز الامتحانية في بغداد والمحافظات، حيث تم تحديثه وفق احدث التقنيات.
ودعا السبتي الطلبة الى عدم استخدام وسائل الغش بخاصة الالكترونية غالية الثمن، لأن وزارة التربية تمتلك أجهزة متطورة وأكثر فاعلية لكشفها.
إلا أن اولياء امور الطلبة كان لهم قول آخر، اذ ذكر علي يوسف والد احد الطلبة لـ(المدى) اذا اعتمدوا على جهاز كشف الغش، فكيف بالمراقبين الذين يتقبلون الرشى والسماح بدخول الاجابات لمن يدفع طبعاً. مضيفاً: أن هذا الامر يحدث بشكل سنوي. منوهاً: الى أن تلك الرشى تسمح احياناً بدخول وسائل الغش حتّى لو جاءت الوزارة بعدّة اجهزة ..
فيما أوضحت فاتن محسن، والدة احد الطلبة وخالة طالبة يؤديان الامتحانات الوزارية، أن وضع الطلبة هذا العام غير جيد ولا مريح، إن كان لهم أو لعوائلهم التي تنتظر نجاحهم. لافتةً: الى وجود بعض ضعاف النفس من المراقبة المركزية في قاعات الامتحانات. متابعة: والتي يفترض أن تكون في اماكن ملائمة لأهمية الامتحانات التي تحدّد مصير الطلبة، وأن تتوفر فيها جميع وسائل الحماية وبخاصة الأمنية منها.
مراجعة شاملة لقطاع التعليم
مخاوف الطلبة وعوائلهم كثيرة، فمهم يشكو عدم توفر وسائل الامتحانات المناسبة، وآخرون، بُعد المراكز الانتخابية عن منطقة سكنهم، وثالث الى صعوبة الاسئلة ورابع يتخوف من سيطرة بعض الجهات الحزبية على قاعات الامتحانات وفرض ماتريد، إن كان تسهيل عملية الغش أو السماح بتبادل الإجابات.
الباحثة الاجتماعية وديان هادي بيّنت لـ(المدى) أن الظرف الحالي، يحتم على وزارة التربية ومجلس المحافظات التعاون الجاد في رسم خطة مستندة الى أسس علمية دقيقة لإجراء امتحانات الصفوف المنتهية. مؤكدة:على ضرورة اشراك كل الجهات، إن كانت ادارات المدارس، أو الباحثين الاجتماعيين، والاختصاصيين النفسيين لأجل الاستفادة من الاستشارة والخبرة في اختصاصهم في تحديد وقت الامتحانات وأماكنها.
وأوضحت الباحثة: أن ما يحدث حالياً في بعض قاعات الامتحانات، يعد كبوة بالنسبة للتعليم في البلاد الذي كان يتصدر دول المنطقة. مضيفةً: فهل يعقل أن يصطحب الطلبة معهم مراوح صغيرة تعمل على البطارية، أو قناني الماء البارد، وعلب العصير. متسائلةً، هل عجزت الدولة ووزارتها عن توفير كمية من الماء البارد لـ(350) الف طالب، في حين تدّعي انها نجحت بخدمة عشرة ملايين زائر.
فيما أكد الباحث التربوي سعدي البريسم لـ(المدى) أن غياب الآلية العلمية والخطط التربوية، أحد أسباب التردي الحاصل بقطاع التعليم. داعياً: الى مراجعة شاملة بهذا الشأن واشراك اصحاب الاختصاص والخبرة. مؤكداً: على ضرورة الاستفادة من تجارب دول أخرى بهذا الشأن لأجل اعادة قطاع التعليم الى مكانته الحقيقية.
وبشأن ما يحث الآن مع امتحانات السادس الاعدادي، بيّن البريسم: للأسف جلّ ما تابعته عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ينمّ عن تخبط في وضع سياسات التعليم في البلاد. متسائلاً: عن دور لجنة التعليم البرلمانية، ولجنة التعليم في مجالس المحافظات، ومديريات التربية، ووزارة التربية فيما يحدث. متأسفاً من أن جلّ هؤلاء يتمتعون بمرتبات عالية وامتيازات كبيرة، كان بالإمكان خصم نسبة معينة منها لتوفير الماء والعصائر للطلبة.