صفية المغيريانتشرت ظاهرة الدروس الخصوصية في جميع المراحل الدراسية لاسيما أن هذه الظاهرة كانت في السابق تقتصر على المرحلة الثانوية فقط . بسبب رغبة الطالب وأولياء ألأمور في الحصول على درجات تؤهلهم للدخول الى أرقى الجامعات .
ألان أصبحت الدروس الخصوصية تغزو جميع المراحل التعليمية على حد سواء من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الإعدادية وأصبحت هما تضاف إلى هموم العائلة .لماذ الدروس الخصوصية ؟ و ماهي الأسباب التي تجعل الطالب يسلك الدروس الخصوصية ؟ أن الطالب الذي يكون مستواه الدراسي ضعيفاً يضطر إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية من اجل الحصول على النجاح . أما الطالب المتفوق فيستعين بها من اجل الحصول على التميز . وهذا حق مشروع لكل منهما . ومن خلال استطلاعات ولقاءات في صروح العلم مع المدرسين ومع أولياء أمور الطلبة ومع الطلبة أنفسهم عن ظاهرة الدروس الخصوصية التي انتشرت في الفترة الأخيرة ومدى تأثيرها على الجانب العلمي في المجتمع باعتبارها أحدى الحالات اليومية التي تلازم جميع الأسر ويعيش هذه الحالة كل طبقات المجتمع العراقي ومدى عبئها الاقتصادي على دخل الأسرة . المدرسة (هالة جاسم) مدرسة رياضيات قالت : المدرس يسعى لزيادة دخله المادي وخصوصا المتقاعدين منهم . ورغبة الأهل في ضمان تفوق أبنائهم والحصول على مقعد في أحدى الكليات التي يسعى إليها البعض لاسيما الطبية منها وكثرة أعداد الطلبة في الصف الواحد تؤدي إلى تشتيت الذهن للطالب وللمدرس وتأتي الدروس الخصوصية كحل مناسب لعلاج ذلك ، وهذا لا يعني عدم بذل جهد أثناء التدريس في المدرسة ، بل أحيانا أقول بصراحة الجهد يضيع مع وجود هذه الأعداد الهائلة للطلبة.(فاضل سعد الدين) مدرس متقاعد قال:أنا كنت مدرساً سابقاً في أحدى المدارس الثانوية في بغداد لكن بعد أحالتي إلى التقاعد والراتب الذي أتقاضاه من التقاعد لا يسد الرمق اتجهت إلى أعطاء الدروس الخصوصية للطلاب الذين يحتاجون دروس تقوية مقابل أجور مادية بسيطة تسمح للطلبة بالدراسة وبالتالي عدم استغلالهم. (خوله الموسوي) مدرسة فيزياء في أحدى مدارس الكرخ قالت : أرى أن السلبيات التي تنجم عن الدروس الخصوصية تفوق الايجابيات وخاصة في المنظور طويل الآجل وذلك لان الطالب يهدف الحصول على معدل جيد والمدرس هدفه زيادة دخله المادي . وتظهر السلبية بالنسبة للمراحل غير المنتهية لان الطالب يعتقد أن المدرس الذي يؤخذ عنده الدرس الخصوصي سيكشف له الأسئلة بهذا لايركز على المادة وأحيانا يصبح الطالب أشبه بجهاز الاستنساخ لايفهم المادة ولا يحللها.مدير أحدى المدارس الثانوية في الكرخ قال: أنا لا أوافق بشأن الدروس الخصوصية في المدرسة ولذلك ارتقيت مع بعض المدرسين بوضع دروس تقوية مجانية للطلاب الذين يحتاج البعض منهم أليها في الدراسة مثل الانكليزي والعربي والرياضيات وغيرها من الدروس المهمة وهذا الأمر هو بمثابة مناهض للدروس الخصوصية. لا نجد بيتا فيه طلاب ألا وكان الدرس الخصوصي حاضرا أو أن رب العائلة يفكر اذا ما أراد أن يحصل أبناؤه على معدل النجاح المقبول وبالأخص المواد الحاكمة (الرياضيات ، اللغة العربية ، الانكليزية ، الفيزياء ، الكيمياء) وهذه هي المواد هي التي تؤرق في الامتحانات النهائية،ولان الأسباب كثيرة وتشابه الدوافع والوسائل فان الطلبة تحدثوا : الطالب (سيف ضياء الدين) طالب في الصف السادس علمي: لقد اضطررت لتأجيل السنة الدراسية بسبب عدم دخولي في العطلة الصيفية بأخذ دروس خصوصية للصف السادس علمي والتهيؤ للتنافس بين اقرأني على المعدلات العالية ، ففي المدرسة يشرح المدرس مادة الدرس بسرعة ليستطيع أكمال المادة قبل نهاية السنة وفي موعدها المحدد لايفهم الدرس منه ألا الذين كانوا قد اعدوه مسبقا وعندهم محاضرات كاملة في المواد جميعها تقريبا ، أما المجموعة الأخرى التي لم تحضر دروسا خصوصية فتضيع منهم السنة الدراسية من البداية ولايستطيعون مواكبة الدرس. الطالب (ليث محمد) طالب في الصف السادس يقول: أن لم ادخل الدروس الخصوصية في بعض المواد كالرياضيات واللغة الانكليزية والفيزياء فأنني لم انجح وذلك لصعوبة هذه الدروس ولمشاغبة بعض الطلبة في الدرس اللذين يضيعون الفهم علينا. (سحر سلمان) طالبة في الصف الثالث المتوسط قالت : عقدتي وعقدة كل الطلبة هي مادة اللغة الانكليزية وقد رسبت في العام الماضي بسببها،وهذه السنة أخذت دروسا خصوصية منذ بداية السنة في هذه المادة وبعض المواد الأخرى. بعض الأسر تدفع أبناءها إلى اخذ الدروس الخصوصية برغبة صادقة ودون أجبار من قبل المدرسين لرفع كفاءتهم العلمية ويلتحقون فيها للحصول على معدلات عالية تؤهلهم لدخول الكليات العلمية . وطبعا ليس كل أولياء الأمور باستطاعتهم توفير الدروس الخصوصية لأبنائهم ، وهذا يعتمد على دخل المواطن حيث توجد عوائل لاتستطيع توفير مستلزمات التعليم لأبنائها بسبب ضعف المستوى المعيشي.المواطنة أم حيدر من مدينة البياع (أم لثلاثة أولاد اثنان منهم في المرحلة المتوسطة والأخر في الإعدادية) قالت لنا : نعم تشكل الدروس الخصوصية عبئا
الـدروس الخصوصيـة.. عـبء عـلـى كــاهـل الاسـرة
نشر في: 22 فبراير, 2010: 05:33 م