اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دينار وشقيقه ربع

دينار وشقيقه ربع

نشر في: 7 يوليو, 2017: 09:01 م

قبل عقد مؤتمر القوى السياسية  السنّية صدرت تصريحات من عدة  جهات فضلا عن نواب من التحالف الوطني لوّحت   باعتقال  المطلوبين  للقضاء   المدعوين للمشاركة  .الساحة  العراقية اعتادت  اطلاق مثل هذه التصريحات  المعبرة عن مواقف  تكشف حجم الخلاف  بين النخب السياسية  شاركت في الحكومات المتعاقبة  .
المؤتمر من وجهة نظر دعاة دولة المواطنة يكرس الطائفية ، فبعد كل هذا الخراب والدمار وما خلفه تنظيم داعش من نكبات ، لم  تستطع عقول الساسة  ادراك أهمية نبذ التخندق الطائفي ،  لإصرارها على إعادة انتاج  عملية  سياسية فاشلة ،  اثبتت تجارب السنوات السابقة  انها ظلت تراوح في مكانها ، او اتخذت مسار أبو الجنيب . مرحلة ما بعد تنظيم داعش تتطلب إعادة تصحيح أخطاء السنوات السابقة ،  وتفعيل دور القضاء في ملاحقة المتورطين بهدر المال العام ، ومحاسبة من تخلى عن مسؤوليته في حفظ الامن حين  سلم ثلث مساحة العراق لتنظيم إرهابي.    
في مقاهي أيام زمان في بغداد ومدن عراقية أخرى كانت المواقع الستراتيجية مخصصة لكبار القوم ، وعادة ما تكون في الواجهة وبعيدة عن ضوضاء الزبائن ، ودخان الناركيلة ، وليس من حق احد أن يتجاوز حدوده ، ويغامر بالجلوس على "تخت الباشا" ويطلب الجاي او الحامض ، وفي حال تجاوز احد الزبائن الخطوط الحمر وابدى رغبته في "احتلال التخت" ، للحصول على استرخاء والشعور بالانتماء الى طبقة اجتماعية مرفهة لدقائق معدودة ، يبدي الأخرون اعتراضهم على هذا التصرف وفي مقدمتهم صاحب المقهى ، فيحبطون أحلام الزبون الراغب في تجاوز الفوارق الطبقية بعبارات الردع والمنع ، والتوبيخ ، وإجباره على الجلوس على تخت آخر مجرد من الحصير قرب الوجاغ لانه المكان الوحيد الملائم لشخصه ، وموقعه الاجتماعي والاقتصادي ، فيستجيب الزبون للأوامر ، ومع نفث دخان سيجارته من نوع اللف ، يظل نظره متجها لتخت الباشا، ثم يدخل في "صفنات" طويلة في التخطيط لتحقيق حلمه في القضاء على التباين الطبقي بطريقته الخاصة .
يحكى ان احد الباشوات عندما يجلس على التخت ، ينفش ريشه مثل الطاووس ، ويطلب من سائق عربته الربل "العربنجي " الوقوف بجواره في الجهة الأخرى من التخت ليرد على تحيات الزبائن بدلا عن الباشا ، المنشغل باحتساء الشاي باستكان مذهب ، خصص له شخصيا ، ويحظر على الآخرين استخدامه حتى لو كان من كبار الباشوات ، وأثناء مراقبة الزبون القابع بجوار الوجاغ لتصرفات كبير القوم ، ينتابه الشعور بان القضية بحاجة الى "موقف ثوري" لتكون تخوت المقاهي مشاعة للجميع .
مصيبة  العراقيين كانت ومازالت تتمثل بسيل لعاب بعض الأطراف للوصول الى السلطة ، كل جهة تدعي أنها اكثر ديمقراطية من غيرها ، وانها الممثل الشرعي للشعب العراقي ،  لتمسكها بالمشروع الوطني  ، اما القوى الأخرى  فهي من صنف "دينار وشقيقه ربع " عرف عنهما داخل العشيرة بان ممارساتهما تخالف الأعراف والتقاليد السائدة  ، فقرر العقلاء في العشيرة اعلان البراءة منهما ،  وحين اعترض بعضهم على القرار جاء الرد على لسان  احدهم :" العشيرة ليست بحاجة الى دينار وربع " العراق  اليوم بحاجة الى نخب سياسية  لا تنظر الى تخت السلطة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram