يبدو أن "قمة مجموعة العشرين" تقوم على أساس خلافات كلما سعى المجتمعون إغلاقها، فتح خلاف جديد. وبطبيعة الحال سيُهيمن الملف الاقتصادي على مباحاثات قادة دول يُشكل الناتج الإجمالي فيها أربعة أخماس الناتج الإجمالي لدول العالم مجتمعة. وتضيّف المستشارة الألم

يبدو أن "قمة مجموعة العشرين" تقوم على أساس خلافات كلما سعى المجتمعون إغلاقها، فتح خلاف جديد. وبطبيعة الحال سيُهيمن الملف الاقتصادي على مباحاثات قادة دول يُشكل الناتج الإجمالي فيها أربعة أخماس الناتج الإجمالي لدول العالم مجتمعة. وتضيّف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القمة في مدينة هامبورغ حيث أكبر موانئ ألماينا التجارية، ولعلّ أهم ما يشغل بالها هو توسيع إطار اتفاقيات التجارة الحرة. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعارض تلك الاتفاقيات لأنه يعتقد أنها تضر بمصالح العمال الأمريكيين.
وبعد ساعات من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في كانون الثاني، نفذ ترامب أحد وعوده التي أطلقها في حملته الانتخابية ووقع مذكرة انسحاب بلاده من اتفاقية التبادل الحرعبر المحيط الهادي، التي تشمل عدة دول أبرزها كندا واليابان والمكسيك وماليزيا، تلك الاتفاقية التي لم يصدق عليها الكونغرس.
وتسعى ميركل أيضا إلى التوصل "لحل وسط" في ما يتعلق باتفاقيات الاحتباس الحراري والبيئة. فالولايات المتحدة، وفقا لأمر رئاسي من ترامب، انسحبت من اتفاق باريس للتغير المناخي الشهر الماضي، لأنه يعتقد أن هذه الاتفاقية تُضعف الولايات المتحدة وتعطي مزايا اقتصادية لدول أخرى "تعد الأكثر إصدارا للتلوث" على حد وصفه.
الأميركيون، من جانبهم، يَرَوْن أن أزمات الشرق الاوسط، وأوكرانيا، يجب أن تكون لها الأولوية، لكن هذا يفتح خلافا جديدا لهم، فروسيا منخرطة في الملفين بقوة، وتصوراتها مختلفة عن الأميركيين.
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في مستهل اللقاء بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لأول مرة في قمة مجموعة العشرين أنه "يشرفه اللقاء به ويأمل ان تشهد علاقات البلدين تطورات إيجابية".
وصرح ترامب للصحفيين بينما كان بوتين يجلس بجواره انه وبوتين ناقشا قضايا متعددة ويرى أن الامور تسير بشكل ممتاز، مضيفا "أجرينا مباحثات ممتازة وسنجري مباحثات إضافية وسنستمر في التباحث".
من جانبه قال بوتين أنه سبق وتحدث مع ترامب عبر الهاتف لكن ذلك لا يكفي، ويسعده اللقاء بترامب وجهاً لوجه.
وتصافح الزعيمان في مستهل اللقاء الذي يعقعد في مدينة هامبورغ الألمانية، ومن المقرر أن يعقدا اجتماعا في وقت لاحق اليوم.
وكان الاثنان قد أعربا عن رغبتهما في إصلاح العلاقات الثنائية التي تضررت من جراء أزمتي سوريا وأوكرانيا، إضافة إلى ما يقال عن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية السنة الماضية.
دعا ترامب الخميس في خطاب في العاصمة البولندية، وارسو، روسيا إلى وقف "زعزعة استقرار" أوكرانيا وبلدان أخرى، و"الانضام إلى مجتمع الأمم المسؤولة".
دعا بوتين في لقاء مع صحيفة ألمانية إلى رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده على خلفية ضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية عام 2014.
دافع بوتين أيضا عن اتفاق مؤتمر باريس بشأن المناخ قائلا إنه "أمَّن أساس تنظيم المناخ على المدى الطويل"، مضيفا أن روسيا ترغب في "مساهمة شاملة في تطبيق" اتفاق باريس علما بأن الرئيس الأمريكي انسحب من هذا الاتفاق. اختيار ترامب لكلماته خلال إلقاء خطابه في وارسو يظهر أنه يدرك الخطر السياسي المحيط به لو اعتبر أنه قريب جدا من بوتين، حسب المراسل الدبلوماسي لبي بي سي، جيمس روبينز.
قالت وسائل إعلام روسية إن توقعاتها بشأن اللقاء منخفضة في حين قال أحد المراقبين الروس، فيودور لوكيانوف في صحيفة روسيسكايا كازيتا، إن "الشيء الأساسي هو عدم حدوث الأسوأ".
ومن المقرر أن تسيطر قضية التغيير المناخي والتجارة الدولية على أعمال القمة التي أثارت احتجاجات واسعة.
وأدت المصادمات مع الشرطة إلى إصابة 76 شرطيا حتى الآن.
ويقول مراسلون إن اختيار المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، مدينة هامبورغ معقل صناعة التكنولوجيا الفائقة الواقعة في شمال البلاد لاحتضان القمة يسعى لإظهار أن الاحتجاجات الواسعة يمكن التساهل معها في إطار ديمقراطية مفتوحة.
ويشارك في قمة العشرين 19 بلدا متقدما وناميا على السواء، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وقررت السلطات نشر نحو 20 ألفاً من عناصر الشرطة لمراقبة التظاهرة الرئيسية التي تتزامن مع موعد انعقاد القمة، حيث تقول الشرطة إن نحو 8 آلاف من المتظاهرين لديهم الاستعداد لارتكاب أعمال عنف، مما يشكل تحديا كبيرا للقوات المكلفة بالحفاظ على الأمن أثناء القمة.
والبلدان المشاركة في قمة العشرين هي: الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وأندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، والسعودية، وجنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.