طه كمرمع انطلاقة منافسات الدوري الممتاز بكرة القدم الذي أجبر الجمهور الرياضي ان يعوّل عليه لاعتباره الأنيس الوحيد الذي سيخرجه من عزلته بعد ان اصبحت الكرة العراقية مهددة بالإيقاف خارجيا وقد اقصيت الاندية التي تأهلت لبطولة الاندية الاسيوية وستعقبها بالتأكيد إقصاءات تطول منتخباتنا الوطنية لذلك انصب اهتمام متابعينا الكرام على فرق الدوري المحلي .
وتوسمنا خيراً من مبدأ ( ربّ ضارة نافعة ) على أمل ان تجتهد هذه الاندية وتقدم عصارة جهدها لإمتاع جمهورنا الكروي الذي حضر الى ملاعبنا بلهفة وشوق خصوصا ان بعض الفرق تضم قسماً من نجومنا الذين ابتعدوا عن الانظار منذ زمن بسبب التزاماتهم مع الفرق الخارجية التي احترفوا فيها وتوقع الجميع ان دوريا ساخنا ستشهده ملاعبنا هذا الموسم ومستوى فنيا رائعا نحن على موعد معه لاسيما من قبل الفرق الجماهيرية التي كانت لها حصة الاسد من اللاعبين الدوليين . فقد تعثرت فرق الزوراء والشرطة والطلبة خلال الادوار الاولى من عمر الدوري فيما تألق الصقور خلال تلك الادوار وكثر الكلام حول هذه الفرق التي ظهرت بمستوى بائس جدا لا يلبي طموح محبيها لكن سرعان ما فاقت من سباتها ونفضت غبار اليأس وعادت الى تألقها لتحقق الفوز في المباريات اللاحقة وتحصد النقاط التي وضعتها في مكانها الطبيعي الا اننا عدنا لنفاجأ مجددا بانتكاسة هذه الفرق مع فرق حديثة التأسيس واصبحت مستوياتها تجعل القلق يساور محبيها فما بين مد وجزر اصبحت هذه الفرق تتأرجح خلف وقبل الفرق الاخرى التي كانت بالامس صيدا سهلا لها فاصبح الجميع ينظر الى جميع الفرق المشاركة في الدوري الممتاز بنفس النظرة دون وضع اية حسابات للكبير او الصغير والا بماذا نفسر فوز الجوية على الزوراء وبغداد المتخم بالنجوم ليعود ويخسر امام فريق زاخو الذي يقوده ابن الجوية وليد ضهد أو مثلا فوز الشرطة على النجف وصيف بطل الدوري للموسم الماضي وان قوة هذا الفريق معروفة على مر المواسم ومن خلال هذا الفوز استبشر محبو الاخضر خيرا على ان هذا الفوز هو فاتحة خير بعد ثلاثة تعادلات مع الحدود والكرخ والحسنين وخسارة امام كربلاء الا ان عازفي القيثارة هذا الموسم مصرّون على ايهام محبيهم من خلال مستواهم لانهم عادوا ليتعادلوا مع نفط ميسان وعلى ملعبهم وبين جمهورهم ولم يكن وضع الزوراء بافضل من سابقيه حيث تعرض الى كبوتين قويتين امام الجوية وبغداد كادت تبعثر عش النوارس الجميل وتطيح بادارته لولا انهم عادوا ليفوزوا في المباراة الاخرى وخسروا مثلها وهكذا اصبحوا يتأرجحون ايضا بين مد وجر في مستوى لا يلبي طموح عشاقه الذين يمتدون الى خارج العراق، فيما سار الطلاب بخطى ثابتة وواثقة جدا بعد ان تعثروا في بداية المشوار الا انهم اليوم يعتلون قمة المجموعة الجنوبية . افرزت الادوار التسعة التي انقضت من عمر الدوري عن صمود فرق الصناعة ونفط الجنوب وكربلاء وبقائها ضمن دائرة الضوء لكن الحقيقة انهما ليست بافضل من الفرق التي ذكرناها بل لا يختلف عنها في الاداء حيث تعثر الصناعة امام الشرطة وكلفته تلك الكبوة فقدان الصدارة والهبوط الى المركز الثالث ومثله كربلاء الذي بدأ بقوة منافسا للنجف والصناعة لكنه عجز عن الصمود في البقاء بالقمة ومثله النجف . ولم يكن حال بطل الدوري لثلاثة مواسم متتالية بأفضل حالاً من سابقيه بل انه عجز في آخر مباراة لعبها عن هز شباك مضيفه الذي يلعب لاول مرة في الدوري الممتاز وهو فريق المصافي الذي قدم مستوى رائعا خصوصا امام الفرق الكبيرة لاسيما انه حقق الفوز على فريق دهوك الذي ظهر باسوأ مواسمه، لذلك من خلال هذه المعطيات نستطيع القول ان لا كبير في دورينا ومن غير الممكن التكهن ببطل الدوري او وصيفه لانه ليس هناك مستوى ثابت وهذه بحد ذاتها مشكلة كبيرة تعانيها الكرة العراقية لانها ستؤثر سلبا على مستوى منتخباتنا الوطنية فعلى مايبدو ان هاجس الاقصاء بدأ يلقي بظلاله على لاعبينا وانديتنا ويقودنا الى حافة الهاوية . Taha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة :لا كبير في الدوري الممتاز
نشر في: 22 فبراير, 2010: 05:37 م