اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أربع قواعد للإصلاح

أربع قواعد للإصلاح

نشر في: 8 يوليو, 2017: 09:01 م

 لن تفلح حكومة السيد العبادي ولا أي حكومة قادمة بحل مشاكل العراق، إلا باتخاذها جملة إجراءات، ولأنَّ الحديث بالتلميح لم يُعد موجباً، لأن الخوف من الخوض في الاسباب ظل طي أقبية السياسيين ووسائل الإعلام، بما جلب علينا الويلات ثم الويلات، لذا سنفتح الجرح وإن بدا فاغرا ونازفاً، ذلك لأن ما تتعرض له البلاد من انهيارت داخلية وخارجية يدعونا لقول ما لم يقله أحدٌ من قبل، حتى وإن كانت ستكلفنا حياتنا أو أنها ستكون آخر ورقة نكتبها بأصابعنا. ولمعالجة ذلك نتطلع الى من يأخذ بما فيها بجدية ويعمل مخلصاً، فقد آن الأوان لقول:
أولاً: يتوجب على الدولة الأخذ بنظر الاعتبار بان الزيادة المضطردة وغير الطبيعية في عدد السكان باتت تشكل واحدة من مُستنزِفات اقتصادنا الريعي، الضعيف والهالك بسبب الفساد والحروب. فالمشاكل الاقتصادية والامنية والاجتماعية إنما تكمن في بعض مفاصلها بزيادة السكان، في بلاد تفتقد أبسط مقومات العيش. ولمعالجة ذلك يتوجب سن قانون تحديد النسل بـ طفل او اثنين على ان يتضمن في بعض فقراته مكافأة الملتزم وفرض ضريبة على الثالث، وتحديد المخصصات المالية لأطفال الموظف بطفلين فقط.
   ثانياً: بناء مدن سكنية كبيرة حضارية ومتقدمة في محافظات ميسان والناصرية والكوت والسماوة بما يليق بالانسان هناك، ويحفظ كرامته ويؤمن سبل حياته، وذلك من أجل توطينه في مدينته عزيزا كريماً، ولمنع هجرته الى محافظتي بغداد والبصرة فقد تبين بان واحداً من أسباب الازمات في المدينتين إنما هي النزوحات المستمرة والكبيرة من مدينة العمارة على وجه الخصوص، الى هاتين المدينتين. يشجعنا في ذلك الارتفاع الكبير في ما يصدر من نفطها خلال السنوات الأخيرة، وصلاح الارض الزراعية فيها. نوعز هذا الى ان الدولة الضعيفة في قوانينها وتشريعاتها باتت بشكل واضح، غير قادرة على إيجاد الحلول القانوينة للنزاعات العشائرية والمشاكل الاجتماعية، التي جلبتها القبائل والعشائر النازحة من هناك، الأمر الذي انعكس سلباً على سلوك وطبائع مواطني بغداد والبصرة. ومعلوم أن المواطن لن يكون مضطرا لمغادرة مدينته إذا وجد فيها فرصة العمل والعيش الكريم والسكن اللائق.
ثالثاً: تحديد وتحجيم دور المؤسسات الدينية(المسجد والحسينية) في الحياة العامة، من خلال مراقبة ما يُقرأ فيها من خطب ويبث من على منابرها من فتن وفرقة، وغير خاف على أحد ما تسبب به الكثير من القراء والخطباء من مقاتل وهجرات ورعب، وبمراجعة بسيطة لعدد المساجد والحسينيات والزيادة في عديد الخطباء والائمة والوعاظ يتبين لنا بانها لم تقدم فعلاً نبيلاً، ولم يجن المواطن من ذلك كله سوى القتل والخوف، فالجريمة فوق معدلاتها والفساد بأعلى صوره والأمية على سلّمها الذي طاول السماء ووو . هذا إذا أحسنّا الظن بانها لم تقْدِم على هدم وتقويض مؤسسات الدولة. ويقوم تحديد الدور هذا من خلال إطلاق موازنة انفجارية لصالح التعليم والعلوم العملية، بشكل خاص وإصلاح المناهج بما فيها مراجعة محتويات مادتي التربية الدينية والتاريخ، ومن ثم إطلاق حملات واسعة لبناء رياض الاطفال والمدارس والجامعات، واستكمالاً لذلك إدخال مادتي تعليم الموسيقى والرسم في التعليم الابتدائي بقوة، من أجل إشاعة الحياة والبهجة في نفوس جيلنا القادم، بعد أن انهكته الحروب الطائفية.    
 رابعاً: إضعاف الدور المشين للعشيرة وشيوخ القبائل في الحياة العراقية والعمل على تعزيز روح الانتماء للوطن وتشجيع المدنية والتحضر، فالحياة مع القانون والنظام بعيدا عن الاعراف والسنن والتقاليد العشائرية تجنبنا الكثير من الصراعات والنزاعات المسلحة، التي باتت تفتك بالناس وتتسع قاعدتها، القاعدة التي لم تعد تصلح في البناء المجتمعي والحياة الحقيقية، ويتم ذلك باتخاذ جملة إجراءات، ليس أقلها سن القوانين التي تحمي الفرد الأعزل البسيط.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. محمد سعيد

    مقاله تفتح الشهية لمتابعه ثناياها , اتفق مع الكاتب في اطروحاته في البند الثالث والرابع ,اما قبلها اراء تمثل نظريه مالتوس بان تكاثر السكان هو البلاء الاعظم .ان عدم تنظيم الحياة وغياب الوعي الفردي والمجتمعي تظل حسب اعتقادنا هي لولب المشكلة. ا

  2. الشمري فاروق

    يا سيدي لقد عدنا الى زمن ما قبل الاقطاع...وارجو ان لاتنسي ترييف المدن..وهذه مشكلة يجب الانتباه اليها ومعالجتها...ولكن لا حياة لمن تنادي!!!!!!!!!!!!!!

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram