بغداد/ المدىبدأت قصة الحب عندما شاهدته لاول مرة يدخل مكتبة الكلية ليزور شقيقته التي صادف ان تكون زميلة لها في نفس القسم ... وبداخلها امتزجت مشاعر الانجذاب والاعجاب لتتحول في عدة ايام الى عاشقة لهذا الشاب وطريقته المهذبة في الحديث ... وصادف اكثـر من
بغداد/ المدى
بدأت قصة الحب عندما شاهدته لاول مرة يدخل مكتبة الكلية ليزور شقيقته التي صادف ان تكون زميلة لها في نفس القسم ... وبداخلها امتزجت مشاعر الانجذاب والاعجاب لتتحول في عدة ايام الى عاشقة لهذا الشاب وطريقته المهذبة في الحديث ... وصادف اكثـر من مرة ان يتبادلا اطراف الحديث عندما يأتي ليزور اخته ... وفوجئت في احد الايام باخته تصارحها بمشاعر شقيقها تجاهها وانه معجب باخلاقها وبشخصيتها المرحة !
صمتت (ن) عند سماعها هذا الاعتراف الجميل ورغم صمتها فان ملامح وجهها الذي ملأته ابتسامة الفرحة والسعادة الشديدة ... فضحتها وكانت بمثابة اعتراف منها هي الاخرى بما يحمله قلبها من مشاعر قوية تجاه (أ) .
وفي هذا اليوم تغيرت تصرفات (ن) حيث ظل بالها مشغولا بما قالته صديقتها عن شقيقها ولازمتها هذه الحالة حتى بعد عودتها الى منزلها وهذا ما أثار دهشة والدتها وحاولت معرفة سبب هذا التغير المفاجئ التي تمر به ابنتها .. وبلا تردد صرحت الفتاة عما في قلبها لوالدتها والتي ابتسمت وقالت ... اشكرك بنتي على هذه الصراحة وقول الحقيقة ... وطلبت منها ان يظل الأمر سرا بينهما حتى يأتـي الوقت الذي يتقدم فيه (أ) لخطبتها ... ومرت الايام والشهور وقام الشاب بتهيئة نفسه ماديا قبل الشروع بالخطة ... وفي عصر احد الايام ذهب مع والدته وشقيقته الى بيت (ن) لخطبتها اليه واثناء الزيارة تعرف على اهلها وابدى الجميع موافقتهم على هذا الشاب الحسن الاخلاق والسيرة والسلوك ... وبعد عدة لقاءات اسرية اتفق الجميع على موعد الزفاف بعد ان اكتمل تأثيث الغرفة وملحقاتها التي ستكون عش الزوجية لهما في المستقبل ... وقبل موعد الزفاف بيومين ... قررت (ن) الذهاب الى بيت صديقتها بعد ان طلبت الاخيرة منها مشاهدة الحلي الذهبية ( النيشان ) الذي اشتراها لها خطيبها ... وبالفعل ارتدت ملابسها ... لكن احساسا غامضا اصابها بالتوتر الشديد والخوف من هذه الزيارة ... حاولت ان تنسى هذا الشعور حتى يمر هذان اليومان بسلام لكنها لم تستطع وظل هذا الخوف يلاحقها حتى قررت اخيرا ان تزور صديقتها دون النظر لاي شيء ... طلبت منها والدتها ان ترجع سريعا ثم قبلتها وكان المشهد غريبا وكأن الام تشعر بانها لن ترى ابنتها مرة ثانية ! خرجت (ن) من منزلها وتوجهت الى منزل صديقتها التي تسكن في حي مجاور وقريب لبيتها ... وبعد مرور عدة ساعات اتصلت الام بصديقة ابنتها لتطمئن عليها ... ولكن سقط قلبها من المفاجأة عندما اكدت لها صديقة ابنتها بانها لم تصل اليها حتى الان وانها اتصلت بها عدة مرات فوجدت المحمول مغلقا ... اغلقت الام الموبايل واجرت اتصالا مع زوجها ... واخبرته بان (ن) خرجت منذ اربعة ساعات ولم تصل الى بيت صديقتها ولم استطع الاتصال بها ايضا ! ... حاول الزوج تهدئة زوجته واخبرها بانها ربما توجهت لصديقة اخرى في اثناء ذهابها .. قال الاب هذه الجملة ولم يستطع اخفاء نبرة الخوف الذي ملأت صوته ... حاول الاب الاتصال بخطيبها (أ) لمعرفة اذا كانت ابنته معه او اتصلت به ... وهنا اتسعت دائرة الفزع لتضم العريس ايضا والذي توجه فورا الى منازل كل صديقاتها لكنه لم يصل لمعلومة مفيدة ... وهنا لم يجد امامه سوى التوجه الى المستشفيات لعل خطيبته قد تعرضت لسوء ... لكنه لم يجدها ايضا ... واصابه الجنون... واخيرا توجه مع والدها الى مركز الشرطة وقاما باخبار الشرطة باختفاء خطيبته المفاجئ ! قام رجال الشرطة بجمع المعلومات السريعة عن الفتاة واسرتها لمعرفة احتمال تعرض الفتاة للخطف من اجل الفدية والسرقة ... وهذا بعد علمهم بانها كانت ترتدي حلي ذهبية ثمينة التي ربما أغرت احد اللصوص لخطفها للحصول على تلك الحلي الثمينة ! لكن اثبتت التحريات التي اجرتها الشرطة ان الفتاة كانت مستقيمة ولا توجد بينها وبين أي شخص مشاكل تدفعها للهروب من منزلها حيث انها تنتظر حفل زفافها بفارغ الصبر ... حالة من الحزن الشديد اصابت جميع من لهم صلة بالفتاة الطيبة (ن) وتحول منزلها من الفرحة والسعادة بزفافها الى حزن وبؤس لاختفائها ... وما زال سر الاختفاء لم يظهر لحد الان ولم ترجع الفتاة الى أهلها .