TOP

جريدة المدى > عام > هذيانٌ يسمعهُ أحد

هذيانٌ يسمعهُ أحد

نشر في: 10 يوليو, 2017: 12:01 ص

للبقيّةِ هذيانٌ يسمعهُ أحد .لا أحد في العالمِ من غير رغبة ِعراةٍ يلوّحون مرتجفينَ من الحبّ، متحفٌ صامتٌ يخرجُ الناس من لوحاتِه. ويتكوّمونَ فوق بعضٍ، يدٌ بشغفٍ ولهفة تكتبُ بالشمعِ. عبثٌ يطلي الاسرّةَ بفوضى في الأماكنَ المقدّسة كلّ شيءٍ، ينقشُ الرغبات

للبقيّةِ هذيانٌ يسمعهُ أحد .لا أحد في العالمِ من غير رغبة ِعراةٍ يلوّحون مرتجفينَ من الحبّ، متحفٌ صامتٌ يخرجُ الناس من لوحاتِه. ويتكوّمونَ فوق بعضٍ، يدٌ بشغفٍ ولهفة تكتبُ بالشمعِ. عبثٌ يطلي الاسرّةَ بفوضى في الأماكنَ المقدّسة كلّ شيءٍ، ينقشُ الرغبات بضوءِ الحياة
.............
ببطءِ أتقدمَ لأحررَ نظرتي من قائمةِ متحفِ، يستهلك لوحاته كلّ يومٍ، طلاءَ جدرانه خلفي .يأتي ضوءٌ أبيض من برجِ كنيسةٍ قريبةٍ، أنشغلُ بالشبّاكِ، أجعلُ المطرَ يتكهّن أنّي أنظرُ اليه بعتبٍ ،ارتعشُ قبلَ أن أتمدّدَ جنبَ طيرٍ. يحتمي بظلِّ مصباحٍ ورموشه ترفرفُ. يسرد ُقصةً على مسامعي، يبكي هوامش َعناوين، فقدها على رصيف المحطّةِ، ليلة لم يكن قد ولدَ بعد.
.............
للتوِّ وبعد اليومِ الاخيرِ من مساءِ غدٍ، ومثل نحلٍ كنت أرتعشُ، ولا أخون الورد َ.وأشتاقُ الى ثلجٍ ومخطوطاتٍ، ورغبات تتقرفصُ من جوٍّ بارد غامقَ اللون. هذا السردابُ أصُّ صغير بعد غدٍ، وقبل أسبوعٍ من ولادتي قلتُ لنفسي، من الصعب أن أبقى هكذا. بيدي قوسُ قزح وأتحدّثُ الى أحَد.
.............
حينَ أنامُ أمارسُ طَقساً ربانيّاً، أتهيأُ لان أقودَ قداساً، أُهيئ الكاسَ وأقنص ُمن الفجرِ الضوءَ. وأخفي الليلَ تحت سخونةِ الخبزِ والموسيقى في النبيذ،ِ أقبلُ الى مائدةِ الحبِّ ، ويدي تخرجُ من جسدي كمنجةً. وشهوتي وردٌ ومشاعلي تغسلُ فم إِمرأة بالفراشاتِ، وكلماتي طيورٌ تترنّحُ وأنسجُ ليلي بعسلٍ كلّه ترتيل، يسيلُ على جسدي وأرقصُ محتفياً بمعجزاتِك الالهية وصهيلِ مياهك الساخنة.
.............
طوالَ عامٍ مضى. أضعُ أعضائي المفكّكة السوداء في أصصٍ ،وأخرج من الجدارِ وأقفل البابَ بأوراق بيض. اضعُ امرأةً خرساء قيد السريرِ. تثرثرُ كثيراً مع خفافيش تلعقُ أسمالي في الليلِ، ما يشغلُ نظرتي الماءِ. وانا ادحسُ البياضِ في الصلصالِ الاحمر. ينبتُ بهدوءٍ خجول.  العشبُ الأخضر في جرنِ ميلاد.
.............
السماءُ المسكينة أخذوها ايضاً. الغيومُ تستطيعُ النزول الى الارضِ. تدمعُ عينُ انشتاين. كيفَ أقنعُ سقراط ؟ أدسُ عيني في الصورةِ. شيءٌ أكثر غرابةً. رأيتُ الالهةُ  تطيرُ مثل الطيورِ، المكانَ فوق الارضِ. كان يترنّحُ على كرسيٍّ ويسقط .يتنفّس كفحلٍ مهزوم يسقط ُمن النوافذِ على حذاءِه الملهل. كورقةٍ تضجرُ من كلام مناسب.
.............
يواصلُ النصُّ بعد الكاسِ العاشرة. لمسَ خبز شفتي بذهولٍ. يعثرُ على نبيذٍ يرمي جملاً كثيرة، الليلة رطبة وأنا أقفُ بصمتٍ. أمامَ تمثالٍ يبوحُ بشيء. العالم حولي غير قابل للسردِ. كيف أستطيع أن أنقذني ؟وأواصل الحياةَ مع النصِّ بعد الكاس السائل في فمِ امرأةٍ. تقذفُ أمامي اضواءَ طيّاتها الممنوعة عن الكلامِ، تدريجيّا تولدُ اشياءٌ في تلميحةِ ضوء. دون نداءٍ تشيرُ الى حياةٍ. نفكّر بها كقربان.
.............
أجلس تحتَ ظلٍّ سيموتُ بعد قليلٍ. أكتبُ  الضوءُ يأتي من ضبابٍ طازجٍ .تبدأ الكلماتُ بالقهقهةِ. قطعُ الثلجِ تسقطُ كمرايا تتكسّرُ في سردابٍ، ترشُّ أعشاشه بالملح ِبحثاً عنّي . بصري خلف غيومٍ بيض. والماضي أراهُ ينتظرُ على ارصفةِ المحطّات. أبذلُ ما بوسعي أن أضحكَ مع الجنِّ وأنقاضي نبيذ
.............
أغسلُ المطرَ هذه الليلةَ بموسيقى بصري، المطرُ يدخّنُ المصابيحَ. ويطوي الحياةَ بأصابع طريّة ٍ.باختصار يتغلغلُ شيءٌ غريب حين تلمسني المرأة التي تشربُ باسترخاءٍ لذيذ،  تتركني وحدي أفقدَ بصري .ترغبُ أن أقولَ لها أحبّك ،هذه الليلة بملءِ اعضائي السريّة و لمرّةٍ واحدة فقط .أمام عيني. أستمرَّ في التحديقِ اليها. وأفكّر أنا لستُ أفعلَ شيئاً .أحدّقَ باعوجاج الى الليلِ .كلّ شيء لذيذ هذه الليلة. المسُ المراة باسترخاءٍ وأقولُ لها أحبّك لأكثر من مرّة.
.............
في المساءِ اقفلُ البابَ والضوءَ والحائطَ. الشموعُ مرّة أخرى تقرأ بختي. قبلَ كلِّ شيء تديرُ الساعةَ الى صفرٍ أمامي والنسيانُ . أتذُوّقُ خضرةَ نظرتي أمام رغباتي. مرّةُ أُخرى أتعجّب، العالمُ فارغ الى الآنَ، أرثي جسدي. هل جئتَ قبل أنْ يولدَ التاريخُ؟ لا أتذّكرُ أوصافَ من كانَ قبلي، بأسى أحتفظُ بذاكرتي  في خزانةِ طينٍ طري، بإتجاهِ ما أشاهدهُ في الطريقِ الى الضوء.
.............
صمتي يِرتبكَ. أصابعي ليستَ زرقاءَ لتواصلَ كتابةَ جنوني. أذعن في الليلِ الى أحدْ وأسلم نفسي مختاراً لامراةٍ. تتحّدثُ الىّ بفمٍ أحمر مفتوح، أحبُّ برغبتي وأفعلُ ما أشاءَ لأحرّر الهواءَ من أقفاصِ زجاجٍ. أخجل أْنْ ألمسَ أشياءً غير قابلة للقراءةِ. وأحدّقَ بما مسموحٌ لي. الى نسخةٍ مكرّرةٍ منّي. فعلاً أملأُ صفحاتٍ بيضاءَ بكلماتٍ تقلقَ على الضوء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية

مآثر فوق التصوّر

في غياب الأستاذ

‏رحل استاذنا

وجهة نظر: السينما المُدجَّنة: بيان في النقد

مقالات ذات صلة

مع تباشير العام الجديد عولمة مضادة للسعادات الصغيرة
عام

مع تباشير العام الجديد عولمة مضادة للسعادات الصغيرة

لطفيّة الدليمي ها نحنُ ثانية على مبعدة ساعات من بدءالسنة الجديدة. أهو حدثٌ كبير؟ جديد؟ يستوجبُ التهيئة المكلفة والتقاليد الإحتفائية المكرورة من سنوات؟ ما الذي يحصل كلّ سنة؟ لا شيء. يتبدّلُ وضع العدّاد ويبقى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram