TOP

جريدة المدى > عام > ثلاث قصائد إغريقية

ثلاث قصائد إغريقية

نشر في: 10 يوليو, 2017: 12:01 ص

(1)شخير أوديسيوسأنا أوديسيوسُ الضجِرأقرأ للمرة الألف ملحمتيوأقلّب ألبومَ الصورِ القديملكنني لا أتذكر وجهاً.وأصغي للثرثرة، الصراخالعراك، الحجاجالمواعظ، المراثيلكنني، لشيخوختيلا أسمع شيئاً.هكذا إذن يا فتايلستُ وحدي من لا يرىلا يفقهولا يسكرهُ بخورُ المح

(1)
شخير أوديسيوس
أنا أوديسيوسُ الضجِر
أقرأ للمرة الألف ملحمتي
وأقلّب ألبومَ الصورِ القديم
لكنني لا أتذكر وجهاً.
وأصغي للثرثرة، الصراخ
العراك، الحجاج
المواعظ، المراثي
لكنني، لشيخوختي
لا أسمع شيئاً.
هكذا إذن يا فتاي
لستُ وحدي من لا يرى
لا يفقه
ولا يسكرهُ بخورُ المحاريب.
لكنني كالسائر في نومه
أدلي بدلوي المُخرَّقِ
في بئر الأبدية
وأنظر فيما نزحتُ من مائه
وطينه ويرقاته الكسلى
وأدعي أنه حسنٌ.. حسن!
...
غيرَ إني في عنجهيتي التي
ورثتها عن أحفادي
أمحوه.. ذاك الكتاب القديم
وأعيد كتابته كل نهاية أسبوع
واثقاً من حكمتي وطيبتي
ونظري الثاقب.
مبرئاً نفسي من الجنون والبلادة
والعسفِ والسخف
والسقم والسفاهة والصلف!
هكذا نحن يا ولدي يا تليماخوس:
شعبٌ حَرون
وحين تلعب الكأس برؤوسنا الرمادية الصغيرة
نصدِّقُ أننا
حراسُ كيسِ الرياح التي رغم حكمتنا
وانتفاخ العيون من قلة النوم
تعصفُ، لا بدَّ، بالسفينة
وتهوي بها الى القاعِ
الى القرارة الباردة!

(2)
كفَّ عني يا فيثاغورس

أما أنا فجئتُ كي أتفرجَ
فلا أبيعُ ولا أشتري
ولا أتبارى مع المتبارين
هذا ما أفعله في كل مهرجان
..
أفٍّ..
قد مللتُ التناسخَ.!
...
ربما غيرتُ رأيي
لو رأيتُ شيئاً جديداً
ولهذا أنا جالسٌ ها هنا؛
المقعدُ، كما أخبروني,
محجوزٌ باسمي حتى يفنى أحدُنا:
أنا أو الكرسي
...
وأين أذهبُ
على كلِّ حال؟!
...
كفَّ عني يا فيثاغورس،
إنكَ لن تمنحني العزاء!

(3)
أغنية الزنديق الأثيني
(وجدوها بعد موته، مطويةً بعناية.. تحت وسادته)
لو كنت مكان زيوس
لكبّرت عقلي قليلا
ولم أعاقب أحداً
على ذنب سمحت له باقترافه!
....
لو كنت مكان زيوس
لما سمحت لأحدٍ أن يموت
قبل أبيه وأمه
ولجعلتُهُ.. ذلك الموت الذي
حتّمتهُ لسبب نسيته..
رحلةً وجيزةً هيّنة
لشيوخٍ أصحاء
يختارون توقيتها
بعد احتفال عائلي صغير!
...
لو كنت مكان زيوس
لما طالبت أحداً بعبادتي
ولألهمتُ الجميع
أن يكونوا طيبين..
ونظافاً..
وناعمين كالقطن!
...
لو كنت مكان زيوس
لأعترفت بأخطائي كلها
وأصلحتها..
ثم آويت الى عزلتي
لأقضي شيخوختي الأبدية الصالحة
هناك... في الأولمب البعيدة!
(في سنةٍ ما.. قبل الميلاد بالطبع!)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية

مآثر فوق التصوّر

في غياب الأستاذ

‏رحل استاذنا

وجهة نظر: السينما المُدجَّنة: بيان في النقد

مقالات ذات صلة

مع تباشير العام الجديد عولمة مضادة للسعادات الصغيرة
عام

مع تباشير العام الجديد عولمة مضادة للسعادات الصغيرة

لطفيّة الدليمي ها نحنُ ثانية على مبعدة ساعات من بدءالسنة الجديدة. أهو حدثٌ كبير؟ جديد؟ يستوجبُ التهيئة المكلفة والتقاليد الإحتفائية المكرورة من سنوات؟ ما الذي يحصل كلّ سنة؟ لا شيء. يتبدّلُ وضع العدّاد ويبقى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram