فاجأ اليافع الشاب امه الأرملة — بعد فقدان الأب في واحدة من التفجيرات ــ بإعتزامه ترك الدراسة الجامعية ، وهو في صفوفها الآولى،، والتوجه نحو (( السياسة )) والإنخراط بمعية السياسي (فلان الفلاني )، والترويج لمنهجه ،، ووعد اكيد بمنصب رفيع وراتب جزل ، فيما لو فاز ( فلان الفلاني )!! .
لم تنفع توسلات الآم ولا تضرعها في ردعه ::
— يا ولدي لا تفجعني مرتين ،، مرة بفقدان والدك، والثانية بتيهك في سراديب السياسة الملغوم . ،…
ما من جدوى ،، فالشاب له مبرراته :: ماذا تفيدني الشهادة الجامعية ، وما من وظيفة أكيدة بعد التخرج .. سيما وجل السياسيين لا يحملها ، ولا يعترف بها عند التعيين ، ولا يعتمدها في الحصول على المبتغى من جاه ومنصب وثروة؟؟
………..
هذا نموذج (حي )من آلاف الظواهر السلبية الفاجعة التي تتربص بالناشئة ، وتشل قدراتهم الذهنية بعدما باتوا يشهدون - بأم أعينهم - تسلق البعض ، اعلى مراتب السلطة ، وهم عزل من الشهادات الجامعية ، ناهيك عن الكفاءة المعرفية .
جيل يبحث عن قدوة ،، فلا يجدها ،، يحلم بأوهام الشهرة والثروة دون كد او سهد او عرق جبين ،، وفاتهم ،إن الشهرة السريعة بلا مقوماتها، يعقبها أفول سريع ، والتألق المفاجئ يعقبه إنطفاء مفاجئ، والسلطة التي تنتزع بالقوة ، تتوارى بقوة مضادة.
……..
ظاهرة التسلق ، ظاهرة قديمة جديدة ، مهمة يسيرة على من يجيد صنعة ( الإنتماء الخلب ) لهذي الجهة او تلك ، بإنتظار المأمول الجزل لقاء ذاك الإنتماء…. فالقمة التي تبدو (لهم ) قريبة، بعيدة ، ناتئة التضاريس ، رغم قربها المشبوه الذي يبدو اقرب من السبابة للإبهام.
هذا جيل تائه ،، افقدته الأحداث المتلاحقة القدرة على التمييز بين مذاق الصبر ومذاق الصبير، بين فرح دائم وفرح زائل ، بين منطق الجهلة
ومنطلق الحكماء .
بين السبابة والإبهام .
[post-views]
نشر في: 9 يوليو, 2017: 09:01 م