TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بين السبابة والإبهام .

بين السبابة والإبهام .

نشر في: 9 يوليو, 2017: 09:01 م

فاجأ اليافع الشاب امه الأرملة — بعد فقدان الأب في واحدة  من التفجيرات ــ بإعتزامه ترك الدراسة الجامعية ، وهو في صفوفها الآولى،، والتوجه نحو (( السياسة )) والإنخراط بمعية السياسي  (فلان الفلاني )، والترويج لمنهجه ،، ووعد اكيد بمنصب رفيع  وراتب جزل ، فيما لو فاز ( فلان الفلاني )!! .
لم تنفع توسلات الآم ولا تضرعها في ردعه  ::
— يا ولدي لا تفجعني مرتين ،، مرة بفقدان والدك، والثانية بتيهك  في سراديب السياسة الملغوم . ،…
ما من جدوى ،، فالشاب له مبرراته :: ماذا تفيدني الشهادة الجامعية ، وما من وظيفة أكيدة بعد التخرج .. سيما  وجل السياسيين لا يحملها ، ولا يعترف بها عند التعيين ، ولا يعتمدها في الحصول على المبتغى من جاه ومنصب  وثروة؟؟
………..
هذا نموذج  (حي )من آلاف الظواهر السلبية الفاجعة التي تتربص  بالناشئة ، وتشل قدراتهم الذهنية  بعدما باتوا يشهدون - بأم أعينهم - تسلق البعض ، اعلى مراتب  السلطة ، وهم  عزل من الشهادات الجامعية ، ناهيك عن الكفاءة  المعرفية .
جيل يبحث عن قدوة ،، فلا يجدها ،، يحلم بأوهام الشهرة والثروة دون كد او سهد او عرق جبين ،، وفاتهم ،إن الشهرة السريعة بلا مقوماتها، يعقبها أفول سريع ، والتألق المفاجئ  يعقبه  إنطفاء مفاجئ، والسلطة  التي تنتزع  بالقوة ، تتوارى  بقوة مضادة.
……..
ظاهرة  التسلق ، ظاهرة قديمة جديدة ، مهمة يسيرة على من يجيد صنعة ( الإنتماء  الخلب ) لهذي الجهة او تلك ، بإنتظار  المأمول الجزل  لقاء ذاك  الإنتماء…. فالقمة التي تبدو (لهم ) قريبة، بعيدة ، ناتئة  التضاريس ، رغم قربها المشبوه الذي يبدو اقرب من السبابة للإبهام.
هذا جيل  تائه ،، افقدته الأحداث  المتلاحقة  القدرة على التمييز بين مذاق الصبر  ومذاق الصبير، بين فرح دائم وفرح زائل  ، بين منطق الجهلة
ومنطلق الحكماء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram