اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ضدّ مؤتمري بغداد وأربيل

ضدّ مؤتمري بغداد وأربيل

نشر في: 9 يوليو, 2017: 05:28 م

adnan.h@almadapaper.net

تتسابق الآن مجموعتان من السياسيين وشبه السياسيين السُّنّة العراقيين في سبيل عقد مؤتمر لكلّ منهما يُحضِّر لما بعد داعش وللانتخابات البرلمانية والمحلية المُفترض عقدها العام المقبل.
كلتا المجموعتين لا تحظيان بالاحترام والتقدير في الوسط السنّي، فضلاً عن سائر الأوساط العراقية، فأقطابهما كانوا جميعاً تقريباً جزءاً من المشكلة التي أودت بالعراق إلى أن يتحوّل، بعد أربع عشرة سنة من سقوط نظام صدام حسين، إلى شبه حطام، وبخاصة المناطق السنية التي تدمّرت مدنها وبلداتها دماراً رهيباً (الموصل مثالاً)،  وتهجّر الملايين من سكانها ومات عشرات الآلاف منهم وأصِيب مثلهم، في السنوات الثلاث الأخيرة وحدها منذ أن اجتاح تنظيم داعش الإرهابي مناطقهم، وكان بعض هؤلاء الذين سيجتمعون في بغداد وأربيل ممّنْ عمل دليلاً وظهيراً لداعش.
الجزء الآخر من المشكلة يتصل، بالطبع، بالمعادل الطائفي لهؤلاء من السياسيين وشبه السياسيين الشيعة الذين تولّوا مقادير الأمور في البلاد بالشراكة والتقاسم والتوافق مع هؤلاء الساعين لعقد المؤتمرين "السنيّين" المتزامنين.
المجموعتان تتصارعان على تمثيل السنّة في الدولة في المرحلة المقبلة، طمعاً في ما توفّره من المغانم والمكاسب، المادية خاصةً، مناصب الدولة التي مكّنت المئات من الوزراء والنواب والوكلاء والمدراء ، من السنة والشيعة والكرد، وشركاء لهم من المقاولين والتجار والمصرفيين الفاسدين أيضاً، من نهب مئات مليارات الدولارات من المال العام والخاص.
وكلٌّ من المجموعتين تسعى للاستقواء بأحزاب شيعية أو كردية يُمكن أن تكون حليفة لها وشريكة في سلطة ما بعد انتخابات 2018.
كلا المؤتمرين المزمع عقدهما في غضون الايام القليلة المقبلة يستند إلى قاعدة الطائفية فالمؤتمرون جميعاً ذاهبين الى بغداد وأربيل بصفتهم الطائفية الخالصة، وهذا مما يجعل المؤتمرين في تعارض حادّ مع مصالح الشعب العراقي الذي أنهكت قواه ونُهبت ثرواته وتتهدّد المخاطر الجسيمة مستقبله، بسبب نظام المحاصصة الطائفية – القومية الذي وضعته الطبقة السياسية المتنفذة بديلاً عن نظام الحكم الديمقراطي الذي صوّت عليه الشعب العراقي في دستور 2005.
المصلحة الوطنية العراقية تقتضي الوقوف بقوّة ضد هذين المؤتمرين اللذين يراد لهما أن يُسفرا عن إعادة إنتاج الصيغة المدمّرة للنظام السياسي الحالي، مثلما تقتضي هذه المصلحة تفكيك الكيانات والائتلافات الطائفية القائمة، بما فيها وفي مقدمها "التحالف الوطني" الشيعي و"اتحاد القوى" السنّي.
العراق والشعب العراقي أصيبا بالتخمة من " المنجزات" التدميرية للطائفية السياسية، ولم يعد يلزمهما أي شكل وأي تنظيم طائفي يعيدهما الى المربّع الأول الذي رسمه الاميركيون والبريطانيون في 2003.
المادة السابعة من الدستور حظرت كل كيان أو نهج يتبنّى "التكفير أو التطهير الطائفي"، والمادة الخامسة من قانون الاحزاب تمنع هي الاخرى تشكيل الاحزاب "على أساس العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التعصب الطائفي أو العرقي أو القومي". مؤتمرا بغداد وأربيل المزمعان يسعيان لتشكيل كيان طائفي شبيه بالكيانات الطائفية السنية والشيعية التي حكمت منذ 2003 وقامت بممارسات التعصب الطائفي والتكفير والتطهير الطائفي التي أفضت الى خراب العراق الشامل.
يتعيّن الوقوف ضد عقد هذين المؤتمرين، ويتعيّن المطالبة بحلّ كل الاحزاب والكيانات والائتلافات الطائفية، وبخاصة التحالف الوطني واتحاد القوى، تطبيقاً لأحكام الدستور وقانون الاحزاب، كيما يكون عراق ما بعد داعش عراقاً آخر لا ينبثق فيه داعش جديد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين منذ لبننة العراق وبلقنة العراق عندما غزا المحتل الأمريكي وحليفه البريطاني العراق سنك ٢٠٠٣ وجلبوا معهم عملائهم ومرتزقتهم حملت جنسياتهم من سنة وشيعة واكراد وقالوا لهم استلموا العراق وخزائن نفط العراق وافعلوا ما يأمركم به سيدكم البسطال الأمر

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram