TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اشتروا حشيش الطليان

اشتروا حشيش الطليان

نشر في: 10 يوليو, 2017: 09:01 م

 في معركة تحرير الموصل يحرص  الكثير من  القادة السياسيين  والمسؤولين  من مواقعهم  الخلفية على  اعلان الانتصار . زعيم سياسي اعتاد حضور التجمعات العشائرية ،  انجز كتابة خطاب النصر  ليبثه بالصوت والصورة  من شاشة فضائيته  ،   وفيما تقترب القوات العراقية  من حسم المعركة واسدال الستار على المشهد الأخير على مأساة استمرت اكثر من ثلاث سنوات  ،  بادر زعيم سياسي اخر بعقد ندوات  شبه يومية   للحديث  عن   دور تنظيمه في مكافحة الارهاب   وعلى إيقاع مشروع التسوية   اطلق دعواته  للعراقيين للوقوف وراء القيادة الحكيمة  في إشارة الى المشاركة  الواسعة في الانتخابات المقبلة . النموذجان من سياسيي مرحلة "صخام الوجه " بعد الغزو الأميركي ،  يبحثان عن  مكاسب حزبية  بسرقة الانتصار واضافته الى تراثهما  الجهادي .
 استخدم العرب في حروبهم القديمة قبل الإسلام وبعده  الصوت وسيلة لرفع المعنويات في غزواتهم وفعاليات الكر والفر للحصول على الغنائم من ابل وخيول وسبايا ، كان شاعر القبيلة الغازية ، يتولى مهمة تأجيج حماسة المحاربين ، للقضاء على الاعداء وتحقيق النصر الناجز ثم العودة الى الديار غانمين مظفرين ، في نشوة الانتصار يتولى كبير القوم توزيع الغنائم بين الاشاوس على وفق القاعدة السائدة في ذلك الوقت باعتماد مكانة الفارس وما قدمه من خدمات جليلة في الدفاع عن شرف القبيلة ، فيحصل على بعيرين او اكثر مع سبية تضاف الى رصيده الاسري ، أما صاحب الصوت سواء كان شاعرا او خطيبا ، فله حصة من الغنائم لا تقل اهمية عن حصة الفارس المغوار.
 في الساحة الإقليمية  يعد رفع الصوت من المواقع الخلفية ماركة مسجلة بأسماء حكام وقادة سياسيين ورجال دين ، ما ان يقف رئيس النظام خلف المنصة حتى يهدد الاعداء بحرب وشيكة ، يحذرهم من غضب العرب ، المنطقة العربية  تتمتع بخصيصة ابادة العدو بالصوت ، فيما الوقائع على الارض تؤكد احتلال العدو المزيد من الاراضي . الحروب العربية الاسرائيلية  اسفرت  عن  احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية  ، وعلى الرغم من ذلك لم تنحسر الظاهرة الصوتية ، فظلت السلاح المفضل في مواسم النكبات والازمات.
القابعون في المواقع الخلفية من سياسيين ومسؤولين  لهم حساباتهم الخاصة في حسم معركة الموصل ، اما العراقيون  فيترقبون اعلان الانتصار حفاظا على ارواح أبنائهم في القوات المسلحة  وإعادة النازحين الى مناطق سكنهم  ، والقضاء على تنظيم إرهابي  ارتكب ابشع  الجرائم  . اغلب السياسيين يخشون  استعادة  مأساة  السنوات الثلاث الماضية . قبل أيام  تعرض رجل في العقد الخامس من عمره الى الإصابة بجلطة دماغية  فواجهت اسرته مشكلة تلبية احتياجاته ،  لفقدانه إمكانية  الحديث بشكل  يفهمه الاخرون ، فلجأ الى استخدام  لغة الإشارة ، حين وضع ألف دينار في  الصحن لم يفهم احد رسالته ، لكنه وبعد جهد استطاع ترتيب جملة " اشتروا الحشيش للطليان" فاستعاد ذكريات سنوات قديمة قضاها في القرية .  الأحزاب العراقية  المشاركة في الحكومة الحالية تتجاهل  احداث  الماضي القريب  لكنها تستذكر سنواتها الجهادية . وجيب الطليان واخذ حشيش  مع هلهولة  للحزب  الحاكم في الصومال .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الشمري فاروق

    رحم الله حسن العتابي...لقد كان كل كلامه(حسجه) علاء اشلون دبرت حجاية الطليان والحشيش واشكد ينراد النه حشيش وشجم طلي عدنه...ما شاء الله الطليان عدنه عينك اوماتمد

يحدث الآن

تسجيل حالات تسمم بعد تناول "لفات برگر" في ميسان

الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على أفغان يساعدون الحوثيين

الإطاحة بعصابة خطرة لتجارة المخدرات والنصب والاحتيال في بغداد

زلزال قوي يضرب سواحل اليابان

إدارة ترامب تبحث عن دول بديلة لترحيل المهاجرين

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: السعادة على توقيت الإمارات

منطق القوة وقوة المنطق.. أين يتجه صراع طهران وواشنطن؟

تركيا تواجه التحول الجيوسياسي الناجم عن عودة دونالد ترامب إلى السلطة

كلاكيت: عن (السينمائي) وعبد العليم البناء

الطائفيّة بين الاستعمار ومناهضة الاستعمار

العمود الثامن: السعادة على توقيت الإمارات

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجزعن مواجهة واقع يسير بنا إلى...
علي حسين

كلاكيت: عن (السينمائي) وعبد العليم البناء

 علاء المفرجي علاقتي مع (السينمائي) لها حكاية، تبدأ من اختياري لها لكتابة عمودي (كلاكيت) منذ عددها الأول، ولا تنتهي بعددها الأخير. ولئن (السينمائي) تحتفل بعشريتها الأولى، كان لزاما عليّ أن أحتفل معها بهذا...
علاء المفرجي

تركيا تواجه التحول الجيوسياسي الناجم عن عودة دونالد ترامب إلى السلطة

جان ماركو ترجمة: عدوية الهلالي في الأسابيع الأخيرة، ومع ظهور الديناميكيات الجديدة للجغرافيا السياسية لترامب، تركز الاهتمام إلى حد كبير على اللاعبين الرئيسيين في الساحة الدولية، بدلاً من التركيز على دول الطرف الثالث التي...
جان ماركو

منطق القوة وقوة المنطق.. أين يتجه صراع طهران وواشنطن؟

محمد علي الحيدري يبدو أن ملف التفاوض بين إيران والولايات المتحدة دخل مرحلة جديدة من التعقيد، ليس بسبب طبيعة الخلافات القديمة، بل نتيجة تبدّل ميزان القوى الإقليمي والدولي، الذي بات يفرض مقاربة مختلفة عن...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram