في معركة تحرير الموصل يحرص الكثير من القادة السياسيين والمسؤولين من مواقعهم الخلفية على اعلان الانتصار . زعيم سياسي اعتاد حضور التجمعات العشائرية ، انجز كتابة خطاب النصر ليبثه بالصوت والصورة من شاشة فضائيته ، وفيما تقترب القوات العراقية من حسم المعركة واسدال الستار على المشهد الأخير على مأساة استمرت اكثر من ثلاث سنوات ، بادر زعيم سياسي اخر بعقد ندوات شبه يومية للحديث عن دور تنظيمه في مكافحة الارهاب وعلى إيقاع مشروع التسوية اطلق دعواته للعراقيين للوقوف وراء القيادة الحكيمة في إشارة الى المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة . النموذجان من سياسيي مرحلة "صخام الوجه " بعد الغزو الأميركي ، يبحثان عن مكاسب حزبية بسرقة الانتصار واضافته الى تراثهما الجهادي .
استخدم العرب في حروبهم القديمة قبل الإسلام وبعده الصوت وسيلة لرفع المعنويات في غزواتهم وفعاليات الكر والفر للحصول على الغنائم من ابل وخيول وسبايا ، كان شاعر القبيلة الغازية ، يتولى مهمة تأجيج حماسة المحاربين ، للقضاء على الاعداء وتحقيق النصر الناجز ثم العودة الى الديار غانمين مظفرين ، في نشوة الانتصار يتولى كبير القوم توزيع الغنائم بين الاشاوس على وفق القاعدة السائدة في ذلك الوقت باعتماد مكانة الفارس وما قدمه من خدمات جليلة في الدفاع عن شرف القبيلة ، فيحصل على بعيرين او اكثر مع سبية تضاف الى رصيده الاسري ، أما صاحب الصوت سواء كان شاعرا او خطيبا ، فله حصة من الغنائم لا تقل اهمية عن حصة الفارس المغوار.
في الساحة الإقليمية يعد رفع الصوت من المواقع الخلفية ماركة مسجلة بأسماء حكام وقادة سياسيين ورجال دين ، ما ان يقف رئيس النظام خلف المنصة حتى يهدد الاعداء بحرب وشيكة ، يحذرهم من غضب العرب ، المنطقة العربية تتمتع بخصيصة ابادة العدو بالصوت ، فيما الوقائع على الارض تؤكد احتلال العدو المزيد من الاراضي . الحروب العربية الاسرائيلية اسفرت عن احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية ، وعلى الرغم من ذلك لم تنحسر الظاهرة الصوتية ، فظلت السلاح المفضل في مواسم النكبات والازمات.
القابعون في المواقع الخلفية من سياسيين ومسؤولين لهم حساباتهم الخاصة في حسم معركة الموصل ، اما العراقيون فيترقبون اعلان الانتصار حفاظا على ارواح أبنائهم في القوات المسلحة وإعادة النازحين الى مناطق سكنهم ، والقضاء على تنظيم إرهابي ارتكب ابشع الجرائم . اغلب السياسيين يخشون استعادة مأساة السنوات الثلاث الماضية . قبل أيام تعرض رجل في العقد الخامس من عمره الى الإصابة بجلطة دماغية فواجهت اسرته مشكلة تلبية احتياجاته ، لفقدانه إمكانية الحديث بشكل يفهمه الاخرون ، فلجأ الى استخدام لغة الإشارة ، حين وضع ألف دينار في الصحن لم يفهم احد رسالته ، لكنه وبعد جهد استطاع ترتيب جملة " اشتروا الحشيش للطليان" فاستعاد ذكريات سنوات قديمة قضاها في القرية . الأحزاب العراقية المشاركة في الحكومة الحالية تتجاهل احداث الماضي القريب لكنها تستذكر سنواتها الجهادية . وجيب الطليان واخذ حشيش مع هلهولة للحزب الحاكم في الصومال .
اشتروا حشيش الطليان
[post-views]
نشر في: 10 يوليو, 2017: 09:01 م
جميع التعليقات 1
الشمري فاروق
رحم الله حسن العتابي...لقد كان كل كلامه(حسجه) علاء اشلون دبرت حجاية الطليان والحشيش واشكد ينراد النه حشيش وشجم طلي عدنه...ما شاء الله الطليان عدنه عينك اوماتمد