أكد مجلس محافظة نينوى، أن من اولويات الخطة التي اعدتها حكومة المدينة هي اعادة الاستقرار المتمثل بتوفير الخدمات الرئيسة كالماء والكهرباء والصحة والتربية، من ثم البدء بمرحلة البناء والاعمار، وفيما بيّنت لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية أن مدينة الموصل
أكد مجلس محافظة نينوى، أن من اولويات الخطة التي اعدتها حكومة المدينة هي اعادة الاستقرار المتمثل بتوفير الخدمات الرئيسة كالماء والكهرباء والصحة والتربية، من ثم البدء بمرحلة البناء والاعمار، وفيما بيّنت لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية أن مدينة الموصل مدمّرة بنسبة 100%، لكن اعادة البنى التحتية تحتاج الى وقت طويل ومبالغ كبيرة، مشددة على ضرورة ايجاد حل سياسي لعودة النازحين الى ديارهم ببعض المناطق.
الى ذلك بيّن خبير اقتصادي، أن العراق بصفة عامة لديه عجز في البناء التحتي ومع اننا لا نقول تعليق الاعمار، لكن يجب احداث نهضة شاملة في البناء التحتي وعدم تجزئة الامر، مشيراً الى ضرورة ضمان وجود شركات متخصصة نزيهة قادرة على الاعمار، لأن المسألة ليست متعلقة بإنفاق الاموال فحسب، فنحن انفقنا الكثير من الاموال ولم نحصل على شيء.
ويقول عضو مجلس محافظة نينوى غزوان الداودي في حديث لـ(المدى)، إن الدمار الذي اصاب مدينة الموصل سواء من جراء العمليات الاجرامية لداعش أو قصف من قبل قوات التحالف أو من العمليات العسكرية، فقد ترك الجانب الايمن مدمراً بنسبة تفوق الـ"80%، بالتالي يحتاج الى اعادة تأهيل، مضيفاً: اما الجانب الايسر، فإن الكثير من الجسور اصبحت خارج الخدمة ولا يمكن المرور عليها، لكن حجم الدمار بالتأكيد اقل في هذا الجانب مقارنة بما حصل في الأيمن، مع كونه ايضاً يحتاج الى الكثير من المشاريع الستراتيجية والبناء ومنها الجسور، موكداً ضرورة ان تكون هناك حملة على الصعيد الدولي من اجل دفع الدول المانحة لمساعدة العراق في اعادة اعمار نينوى لأن الحكومة الاتحادية لا تستطيع لوحدها، فهي أيضاً تعاني من ازمة مالية وأمامها تحديات كبيرة جداً.
ويواصل الداودي، انه وحسب الخطة التي اقرتها الحكومة المحلية لمدينة نينوى، فهي ستكون على مراحل اولها اعادة الاستقرار المتمثل بإعادة الخدمات الرئيسة كالماء والكهرباء والصحة والتربية، من ثم المرحلة الثانية وهي البناء والاعمار مروراً بمرحلة المصالحة المجتمعية خاصة وأن هناك مكونات قد تضررت بسبب داعش الامر الذي يتطلب اتفاقاً سياسياً ومجتمعياً، ليكون هناك انصاف للضحايا ويطبّق مبدأ العدالة في محاكمة الدواعش وتعويض المتضررين واصلاح الجوانب الاقتصادية والفكرية والثقافية، لأننا بدون ذلك سنعود لنرى تنظيمات اخرى ظلامية تشبه فكر داعش كونه زرع الكثير في افكار الاطفال وهذا يجب القضاء عليه.
عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية جميلة العبيدي تبدأ في حديث لـ(المدى)، بتهنئة الشعب العراقي والقيادات العسكرية وكل من شارك وضحّى بروح عراقية وطنية وحرر مدينة الموصل، مشيرة الى أن الجميع يعلم أن نتائج هذه الحرب كانت كبيرة كونها كانت داخل مدينة ومن قبل تنظيم ارهابي مدعوم عالمياً، قد دمّر البنى التحتية للمدينة، لذلك فإن المهمة كبيرة لدينا واعمار البنى التحتية مع اعمار البشر نفسه أمر في غاية الاهمية، خاصة وأن اجرام وتوحش هذا التنظيم ترك اهالي المدينة محطمين، سواء من الاطفال أو الشباب وحتى كبار السن، لذلك فإن حجم الدمار كبير جداً وصل بنسبة 100% خصوصاً في المدينة القديمة، الامر الذي قدّرته الامم المتحدة بمبالغ عالية، مستطردة: هناك شيء أهم من ذلك كله وهو ايجاد حل سياسي، فهناك بعض المناطق لا يستطيع اهاليها العودة الى منازلهم، مما يتطلب الاسراع بإيجاد حل سياسي، مع توفير بعض الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء، لأن اعمار البنية التحتية أمر طويل الامد ولا يعود بيوم وليلية كما انه يحتاج الى مبالغ كبيرة.
وتؤكد العبيدي، ضرورة البدء بإيجاد حل سياسي للجميع في الموصل ومن ثم العمل على توفير الخدمات من ثم الصحة والتعليم، مستدركة: وهذا كله لابد أن يقضي على البطالة في المحافظة، لأن إعادة البناء تحتاج الى كوادر كبيرة للعمل، وهنا نستطيع تحقيق الكثير في آن واحد، مع ضرورة اعمار الجسور المهدمة والتي تربط بين الساحلين الأيسر والأيمن للموصل.
من جهة اخرى يقول الخبير الاقتصادي احمد بريهي في حديث لـ(المدى)، المطلوب هو اعادة اعمار جميع المناطق التي كانت قد سيطر عليها الارهاب، مستدركاً: طبعاً مع الأولوية للمدن الاكثر تضرراً فحتّى في مدينة الموصل ليست جميعها بنفس الدرجة من الضرر، مضيفاً كما يجب أن تعطى الاولوية الاولى للسكن ثم الخدمات المهمة كالكهرباء والماء، مشدداً على ضرورة الاهتمام والانتباه لنقطة مهمة هي اننا في العراق لدينا عجز، ويجب أن تكون هناك ترتيبات ادارية تضمن اعادة الاعمار بالفعل، وبصفة عامة فإن العراق لديه عجز في البناء التحتي، ونحن هنا لا نقول تعليق الاعمار على نهضة شاملة في البناء التحتي، بل نقول يجب أن لا تتجزأ بسبب وحدة الموارد ووحدة القدرة الوطنية على البناء، لذلك يجب ان تكون في سياق تصور إعادة نقص البناء التحتي في كل العراق.
ويركّز بريهي خلال حديثه على نقطة مهمة، هي اننا لغاية الآن نسمع الحديث يركز على المال والانفاق وهذا خطأ كبير، لأن المطلوب في العراق من الآن النهوض بالقدرة الوطنية على البناء والاعمار وضمان وجود شركات متخصصة قادرة تشكلها الحكومة بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، مع أو بدون شركات اجنبية، وهنا نضمن وجود شركات وطنية نزيهة وكفوءة وطنية بالمشاركة مع جهات اجنبية، وهذه الشركات يمكن أن تكون فعلاً قادرة على الاعمار، الآن المسألة ليست متعلقة بإنفاق الاموال، فنحن انفقنا الكثير والكثير جداً منها ولم نحصل على شيء لأن القدرة الوطنية للبناء في العراق واطئة جداً.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الاثنين 10-7-2017، من الموصل، تحرير المدينة بالكامل على يد القوات العراقية من قبضة تنظيم "داعش".، وقال العبادي في كلمة تلفزيونية، إن النصر في الموصل تم بتخطيط وإنجاز وتنفيذ عراقي، ومن حق العراقيين الافتخار بهذا الإنجاز".
يذكر أن تنظيم (داعش) استولى على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014، وأنه ارتكب فيها "فظائع" كثيرة لاسيما ضد أبناء الأقليات، والمواقع الدينية والحضارية، ما أثار حملة إدانة واستنكار محلية وعالمية واسعة النطاق، أسفرت عن اعتبارها "جرائم ضد الإنسانية".