لقد أفسد عليَّ فرحتي بتحرير الموصل بعضُ الذين علقوا على منشوري، الخاص بما كتبه سعدي يوسف في الفيسبوك، كنت، وددت الخروج راقصاً مع أبنائي، وددت أن أشرب كاساً معتقة، هي نخب انتصار الجنود هناك، نخب تحرير الأرض والانسان، لكنهم، سامحهم الله جعلوا من سعادتي مِزقاً، نثروها فوق اجداث تهيؤات وأخيلة ما أنزل الله بها من سلطان، لذا، لملمت بعضي يائساً، خجولاً. هكذا مثل أي جريح في معركة خاسرة.
وجدت أن البعض يجتزئ ما يعجبه مما نخط ، ويقتطع ما يلامس دخيلته فيكتب ما لم نقله، وفي ذلك ضياع للمعرفة ونقص في فهم القصد، إذا لم نقل إيقاعا بصاحب القول. وما كنا ذات يوم بساعين الى الشر بين اهلنا، تشهد على ذلك عشرات المواد التي كتبناها، والتي كانت بغيتها الحب واللطف وترسيخ قيم الجمال في المجتمع. ولملمة شعث البلاد والانسان فيها، ونحن السعداء بذلك.
بيننا من يقرأ ويجد بغيته فهما وتعقلاً فيحسن الظن، لكن، وللاسف، هناك من يقرأ بعين بغضائه وتشجنه فيسيئ الظن، ولا نجد في القراءتين ضيراً، اللهم إلا ما يبيته اصحاب القراءة السيئة من نوايا، بل ونخشى الذين لم يقرأوا، إنما سمعوا، هكذا حسب. وكلنا يتذكر أن الذي طعن نجيب محفوظ لم يقرأ له سطرا واحداً، مثلما نتذكر أن الذي قتل طبيب الجملة العصبية في البصرة قبل أكثر من عقد من الزمان كان صبيا في الحادية عشرة. هل نقول من الذي قتل فرج فودة ؟
مثل كل العراقيين الأحرار فرحت بسقوط نظام صدام حسين، ويتذكرني الاصدقاء بانني كنت من أوائل البصريين الذين خرجوا ونظموا صفوف الأدباء في آذار سنة 2003 ومثلهم فرحت بمقتل الزرقاوي وابن لادن وبنهاية المليشيات في البصرة، وقد أحصيت سعاداتي فوجدتها كثيرة، لا أستثني منها يوم دخول محمد باقر الحكيم البصرة، والى اليوم ترن في اذني كلمات الإخاء والطمأنينية التي قالها. وإن احصيت كمدي وحزني فلا أجدني غير مستحضر أرواح الذين سقطوا على أيدي السلطات منذ العام 1963 -حيث وعيت للدنيا- الى اليوم، فعلام يستكثر علينا البعض ما نقوله إصلاحاً وسداداً. لماذا يغضب البعض من قولنا: بان بناء مدرسة ومستوصف خير من بناء مسجد وحسينية، لماذا يتطير البعض من قولنا: يتوجب مراقبة الخطباء والائمة في المساجد والحسينيات فالبعض منهم يحرض على الطائفية؟
هل ينبغي لأحدنا المجاهرة بشتم أحد خصوم طائفته لكي يكون غير طائفي، وهل تكون مجاهرتي بحبّي لعلي مجزية لأصبح شيعيا خالصاً؟ وهل يكمن الاصطفاف مع الوطن والجيش والشعب في سبِّ سعدي يوسف، وهل يكفي لأحدنا نشر صورة لجنود في صفحته على الفيسبوك لكي يبرأ من تهمة الخيانة والداعشية؟ اعتقد انَّ القضية أكبر وأبعد من هذه وتلك. نحن بحاجة الى فهم آخر لمعنى الوطن والانتماء والولاءات، أبعد مما في انسجتنا من الشحنات العاطفية. أن تبني وطناً بحق، عليك ان ترقص فيه مع الجميع، لا أن ترقص فيه وحدك.
تعالوا نرقص فرحين بانتصارنا
[post-views]
نشر في: 11 يوليو, 2017: 09:01 م
جميع التعليقات 1
kadhim
وهب تعتقد من ان مرتزقة الدين سيقفون مكتوفي الايدي والاسن لقطع ابواب رزقهم ؟ هذا هو حال البعض من غسلت عقولهم بصابون الركي