أفلام الحرب تحكي قصصاً كبيرة عن المعارك بين الأمم، وعدد قليل منها يستكشف قصص المقاومة فيها، في فيلم "وحده في برلين" (2016) من إخراج فنسنت بيريز، نجد أن روح المقاومة قد أخذت منحاً
أفلام الحرب تحكي قصصاً كبيرة عن المعارك بين الأمم، وعدد قليل منها يستكشف قصص المقاومة فيها، في فيلم "وحده في برلين" (2016) من إخراج فنسنت بيريز، نجد أن روح المقاومة قد أخذت منحاً آخر لها من خلال النظر إلى زوجين من الطبقة العاملة العادية أجبرتهما وفاة ابنهما الوحيد في فرنسا على الثورة على هتلر ونظامه النازي من خلال توزيعهما لبطاقات تحث الناس على عدم الرضوخ لهذا النظام ، وهو أيضاً تعبير عن الحزن الأبوي الذي يعبّر عن الألم والخسارة .
الفيلم استند إلى أحداث حقيقية كان قد تناولها الروائي الألماني هانز فالادا في روايته " كل إنسان يموت وحده"، ففي شقة صغيرة في برلين حيث علم أوتو كوانجيل (بريندان جليسون) وزوجته آنا (إيما طومسون) أن ابنهما توفّي في المعركة، حيث سبق أن كان أوتو قد شجّع ابنه على الانضمام إلى الجيش النازي، والآن آنا تلومه على خسارتهم إياه ، وللتعبير عن غضبهما ضد نظام هتلر قاما بالكتابة على بطاقات بريدية وتركها سراً على مداخل البيوت، وحيث يمكن أن ينظر إليها من قبل المارّة، في البداية حاول أوتو أن يبقي آنا بعيداً عن هذه المهمة الخطيرة ، لكنها كانت تصرّ على المشاركة وكلاهما يصبحان مقاتلين باستخدامهما لهذا السلاح السري والذي هو عبارة عن رسائل بسيطة ضد النازية وكانا قادرين على كتابة وتوزيع أكثر من 260 بطاقة، على الرغم من جهود التحقيق التي كان يجريها النازيون لوقفها وبعد عامين تقريباً من كتابة تلك البطاقات يتم القبض عليهما ليواجها معاً الأحكام النازية التعسفية .
يحتوي هذا الفيلم على مشاهد متوازنة تبدأ بالاعجاب لتنتهي بمعارضة شديدة ، إنها قصة ملتزمة بتفاصيل صغيرة مع أن أحداثها كانت تسير ببطء شديد وترقّب ينهك الأعصاب لأن عملاً كالذي قام به أوتو وآنا، كان له تأثير كبير في شد المشاهد حتى نهايته بقيامهما تسليم معظم البطاقات إلى السلطات ليقفا أمام المحقق (دانيال بروهل) وهو المعروف بحماسه للفوهرر الذي يتحول إلى إعجاب بعمل الزوجين دون أن يصرّح به ، لكنه مجبرٌ على تنفيذ حكمه بإدانتهما .
الفيلم قدّم قصة عن بطولة متواضعة لزوجين هما أوتو وآنا ، وهما رمزان للناس العاديين الذين يتعاملون مع المأساة والغضب داخل عالم من الخوف والخطر، وبعيداً عن كونهما مجرد ضحيتين فإن احتجاجاتهما الصغيرة قد أربكت النازيين وكانت المشاهد الختامية بمثابة إشادة بقوة تلك الفكرة البسيطة التي كانت عنواناً صريحاً للمقاومة .