TOP

جريدة المدى > اقتصاد > غرق العملة الإيرانية يسبب أضراراً للأعمال التجارية في العراق

غرق العملة الإيرانية يسبب أضراراً للأعمال التجارية في العراق

نشر في: 3 نوفمبر, 2012: 05:19 م

يقع متجر الهدايا الذي يملكه التاجر يوسف جاسم محمد مقابل القبة الذهبية لضريح الأمام علي (ع ) في مدينة النجف الأشرف التي تعتبر من أقدس الأماكن التي تجذب حافلات نقل الزوار الإيرانيين ، الذين يشكلون الأساس الذي تقوم عليه تجارة السياحة في العراق . قبل فترة ليست بالطويلة، كان  يوسف – 60 سنة و أب لثلاثة أبناء – يبيع ما قيمته ألف دولار في اليوم من المجوهرات و السبح و الحلي، أما اليوم فيتواجد القليل من الإيرانيين المارين قرب متجره و حتى هؤلاء فإنهم حريصون جدا على ما يحملون من مال . لم يعد يوسف يكسب عشر ما كان يكسبه من قبل . يقول " إن الإيرانيين اليوم يساومون حول الأسعار بعكس الفترة الماضية، لأن العقوبات الدولية المفروضة على بلدهم قد أضرت باقتصادهم كثيرا و بدأ هذا ينعكس علينا ".
لقد انخفضت قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار خلال العام الماضي بسبب العقوبات الأوروبية التي تستهدف برنامج إيران النووي، و كذلك بسبب سوء إدارة حكومة طهران .
الانهيار الحاد يؤذي المواطنين الإيرانيين ، حيث عليهم الآن أن يدفعوا مبالغ أكثر مقابل السلع المستوردة، لكنه أيضا يسبب أضراراً لقطاع السياحة الهش في العراق ، مما يسبب أذى للتجار الصغار و يجبر الشركات على تسريح عدد من عمالها . القليل من الإيرانيين يستطيعون زيارة المواقع المقدسة  في العراق إذ أن كل دولار أو كل دينار عراقي يعادل حاليا ثلاثة أضعاف ما كان عليه في العام الماضي، مما أدى إلى زيادة أسعار الجولات المنظمة بشكل كبير و جعل التجار العراقيين لا يقبلون الدفع بالعملة الإيرانية .

75 مليون دولار
بذمة الإيرانيين
 يقول ناجي مرتضى – زائر إيراني يقود مجموعة في جولة إلى ضريح الأمام الكاظم  ( ع ) " حاليا الأسعار مرتفعة بسبب مشاكل العملة التي نعانيها ". كما أن بعض صرافي العملة العراقيين يرفضون قبول العملة الورقية الإيرانية قائلين إنهم لا يستخدمون عملة  متقلبة . شركة نقل الزائرين الحكومية الإيرانية مدينة للعراقيين بما يقارب 75 مليون دولار على شكل قوائم طلب غير مسددة منذ العام الماضي ، حسب محمود عبد الجبار الزبيدي رئيس قسم السياحة في وزارة السياحة و الآثار العراقية ، مما حفّز أكبر وكالات السفر و العديد من الفنادق في العراق على عدم استقبال الزوار الإيرانيين مالم يتم إيجاد حل للخلاف حول المدفوعات .
قالت إيمان رسول نعمة، مديرة  فندق جنة الفردوس في مدينة الكاظمية، بأنها توقفت عن استقبال الزوار الإيرانيين في فندقها قبل شهرين بعد أن بلغت ديون المجموعات السياحية 50 ألف دولار ، و هي اليوم تركز على جذب الزوار من أقطار عربية مثل البحرين والسعودية بدلا من إيران، مع أن  الزوار الإيرانيين يشكلون حوالي 95 بالمئة من تجارة السياحة في العراق . تقول السيدة إيمان " لقد تقلصت أعمالنا لأن الإيرانيين يشكلون القسم الأكبر منها". من جانب آخر قال رئيس إحدى وكالات السفر الكبرى في النجف – رفض ذكر اسمه بسبب التفاوض الذي يجريه حول القوائم غير المدفوعة -  بأن الإيرانيين مدينون له بمبلغ خمسة ملايين دولار ،لذلك لم يعد يستقبل زوارا من الجمهورية الإسلامية . وأضاف بأنه يتوقع تسريح نصف عماله من العمل نهاية الشهر الحالي بسبب خسارة الزبائن الإيرانيين.، و هو يصر – كغيره في مجال السياحة – على أن يكون الدفع بالدولار و ليس بالريال الإيراني " بالنسبة لكل التجار في العراق فإن التعامل بعملة متقلبة مثل الريال الإيراني في الوقت الراهن هو بمثابة انتحار". من جانبهم رفض مسؤولون في منظمة الحج والزيارة الإيرانية -التي تنظم رحلات إلى المواقع الدينية في الخارج – التعليق بشأن الموضوع . إلا أن وسائل الإعلام الإيرانية اقتبست عن عدد من المسؤولين  قولهم إن كلفة السفر إلى العراق قد تضاعفت، حيث جاء هذا الإقرار بعد أيام من فقدان العملة الإيرانية لخمسين بالمئة من قيمتها بداية تشرين الأول الماضي .
 قبل الانهيار ..
قبل انهيار الريال كان يسافر إلى العراق يوميا حوالي أربعة آلاف زائر إيراني حسب مسؤولين من كلا البلدين. من جانبها لم تسجل وزارة السياحة العراقية أي تقلص بعدد الزوار، إلا أن أصحاب الأعمال و مسؤولين في مراكز الزيارة يناقضون ذلك ، حيث يقولون إن عدد الزوار الإيرانيين قد انخفض إلى 2500 زائر يوميا . يقول أحد أصحاب الفنادق إنه بالكاد يستطيع أن يشغل 10 بالمئة من غرف الفندق هذه الأيام و انه  بدأ بتسريح بعض  عماله. العديد من كادر الفندق يجلسون بزيهم الموحد في الصالة و هم في حالة ضجر بانتظار زيارة احدهم . يقول صاحب الفندق " الأمر سيئ ، و القطاع الخاص يحتاج إلى دعم من الحكومة لكننا هنا في العراق مشلولون ". يقول محمد الهر رئيس جمعية الفنادق والمطاعم في كربلاء إن أصحاب الفنادق في مدينة كربلاء يعانون من الأمر ذاته، حيث يقولون إن بعض أصحاب الأعمال قد قاطعوا مجاميع الزيارات الإيرانية حتى يتم حسم موضوع المدفوعات، كما أن بعض المؤسسات قد تغلق أبوابها إذا ما استمرت الأزمة. يقول طارق الخاجاني عضو مجلس محافظة كربلاء " الموقف سبّب أذى لاقتصاد المدينة  و ارتفعت نسبة البطالة ،حيث أن معظم الفنادق و المطاعم فارغة ". يقول حسين الحميري، صاحب متجر للمنسوجات والهدايا  التذكارية ، انه يبيع الآن في الأغلب للعراقيين و لبعض الزوار من البلدان الأخرى، و يقدّر أن الأعمال انخفضت بنسبة 90% منذ انهيار الريال الإيراني ، ويضيف بأن السوق راكد في الوقت الحاضر. في المتجر المجاور راح أحد الزوار الإيرانيين يتفحص قلادة بيديه، و عندما أخبره التاجر بسعرها رفع حاجبيه مندهشا ثم وضع القلادة في مكانها و سارع بالخروج من المتجر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يقلص صادراته النفطية واستهلاكه المحلي
اقتصاد

العراق يقلص صادراته النفطية واستهلاكه المحلي

بغداد/ المدى أعلنت وزارة النفط، اليوم الجمعة، تخفيض وتقليص صادرات العراق من النفط الخام وتقليل استهلاكه المحلي. وذكرت الوزارة في بيان، تلقته (المدى)،: "تماشياً مع التزام جمهورية العراق بقرارات منظمة أوبك والدول المتحالفة ضمن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram