ميسان/ رعد شاكرقد يسد الاعلام المرئي والمسموع جانبا من حاجة الناخبين في المناطق البعيدة والنائية لمعرفة اساسيات وآليات العملية الانتخابية، ولكن يبقى للفعاليات والانشطة الحية الدور الاهم والاكثـر فاعلية في التعريف بماهية الانتخابات وترسيخ المفاهيم والمعلومات والآليات المتعلقة بها.
ورغم جهود مكتب انتخابات ميسان في هذا المجال الا ان الكثير من تلك المناطق لم يشهد أي نشاط أو حراك إنتخابي لغاية الآن رغم أقتراب موعد الأنتخابات التشريعية. مسؤول أعلام مكتب أنتخابات ميسان صلاح نعيم عبد الله أوضح لـ(المدى) أن المكتب نظم العديد من الندوات التثقيفية لقادة الرأي من شيوخ العشائر ورجال الدين والشباب ومنظمات المجتمع المدني و من المفترض أن يمارس كل هؤلاء دورهم في إيصال المعلومات للناخبين في عموم مناطق المحافظة ومنها المناطق النائية ، لا فتا الى ان كوادر المكتب لوحدهم لا يمكن ان يقوموابتثقيف جميع الناخبين في المحافظة. (المدى) استطلعت آراء عدد من رؤساء منظمات المجتمع المدني في ميسان عن دور منظماتهم في هذا المجال، حيث اكد أمين عام منظمة الصحفيين والمثقفين الشباب في ميسان مهند الهاشمي أن بعض أعضاء المنظمة زاروا بعض القرى النائية بهدف تثقيف سكانها بأهمية المشاركة في الأنتخابات البرلمانية المقبلة، واكدوا ان لقاءاتهم بسكان القرى كشفت جهلهم بموعد الأنتخابات وآلية الأقتراع. مضيفا "نحن نتفهم وندرك ان قدرات وامكانات مكتب انتخابات ميسان لاتتناسب مع جسامة مهمة تثقفيف عموم الناخبين في المحافظة والذين يناهزون الـ600 الف ناخب ولكن كنا نامل ان ينسق المكتب ويتعاون مع منظمات المجتمع المدني في هذا المجال عبر تقديم الدعم المتمثل بوسائط النقل والملصقات والفولدرات التوضيحية لنقوم بايصالها لسكان المناطق البعيدة والنائية لضمان اوسع مشاركة في الانتخابات ولكن ذلك لم يحصل بالشكل الامثل، ومع ذلك فقد قمنا من جهتنا وبدعم من احدى المنظمات الدولية بعقد 50 ندوة تثقيفية لسكان بعض القرى التي لم تشهد اي فعالية بخصوص التعريف بالانتخابات". ولفت الى ان "البعض من سكان القرى اكدوا جهلهم بادق التفاصيل الخاصة بموعد الانتخابات. وبينا ان اي لجنة من لجان المفوضية او القوى والكيانات السياسية المتنافسة لم يزر تلك المناطق والتقى بجمهورالناخبين فيها". من جهته، نفى رئيس إحدى منظمات المجتمع المدني في المحافظة ميثم الساعدي ان يكون مكتب انتخابات ميسان قد وجه لهم دعوة للمشاركة في اي دورة تدريبية او تثقيفية بخصوص الانتخابات، وقال أن منظمته وبالتعاون مع مركز نزاهة الأنتخابات في أربيل قامت بتدريب 250 مراقبا للأنتخابات من سكنة الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة. وبين الساعدي أن جل ما قدمه مكتب الأنتخابات هو منح هؤلاء المراقبين (باجات). وتابع "أعتقد أن الناخب الميساني عموما مالا زال يفتقر الى الكثير من المعلومات المتعلقة بالاقتراع ليكتسب وعيا أنتخابيا متكاملا رغم أن وعيه الأنتخابي الآن أفضل نسبيا مما كان عليه في إنتخابات العام 2005"، ودعا الساعدي مكتب إنتخابات ميسان الى تحمل القدر الأكبر من مسؤولية رفع الوعي الانتخابي للمواطنين، مبينا ان نشاطات المكتب تقتصر في هذا المجال على مراكز المدن والقصبات وتقتصر على أعداد محدودة من موظفي الدوائر الحكومية وشبه الرسمية. كما طالب مفوضية الانتخابات بتقديم الدعم اللازم لمنظمات المجتمع المدني بهدف إشراكها في عمليات تثقيف الناخبين ونشر الوعي الانتخابي بين صفوف جميع شرائح المجتمع. كما قال مدير مركز الأمام الصادق الثقافي أمجد الدهامات، أن مسؤولية تثقيف الناخب هي مسؤولية مشتركة ولا يمكن أن تقوم بها جهة واحدة وإذا كان هنالك من تقصير في جانب الثقافة الانتخابية لمواطني القرى فأن هذا الجانب يقع على عاتق منظمات المجتمع المدني كما تتحمل جانبا منه القوى والأحزاب السياسية. وعن دور منظمته في هذا المجال أشار الدهامات الى أن إنشغال المركز بانتخابات الهيئة الأدارية الجديدة التي تزامنت مع موعد الأنتخابات البرلمانية حال دون قيام المركز بنشاطاته في هذا المضمار، منوها الى أن المركز سبق وأن عقد العديد من الندوات التثقيفية عن انتخابات مجالس المحافظات الماضية، مؤكداً سعي المركز لاتمام الإستعدادات الخاصة بتقديم عمل مسرحي يشمل عمل لجان الانتخابات واليات الاقتراع المقبلة خلال الأيام القليلة القادمة، بما يحقق معرفة شمولية لجميع مواطني المحافظة ويدفع الى مشاركة جمعية من قبل عموم الناخبين الميسانيين في العرس الانتخابي.
رأي عــام :الثقافة الانتخابية في ميسان تقتصر على مركز المدينة وتتجاهل القرى النائية
نشر في: 22 فبراير, 2010: 06:54 م