عامر القيسييعتقد البعض واهما أو عن جهل أو تعمدا أن العراق مازال يعيش في مرحلة " اذا قال صدام قال العراق " وهي مرحلة سوّق بها النظام شخصه وطنا وتأريخا ، وهي الثقافة نفسها التي انتجت ترويجات من طراز "سقوط بغداد " باعتبارها مرادفة لسقوط الصنم .
هذا البعض من المرشحين يعتقد ان العملية السياسية والانتخابات طوع بنانه وان مجرد انسحابه من اللعبة سيأتي من بعده الطوفان ، ويقول هذا البعض ان الاستبعاد كان للشخصيات الوطنية وهذا يعني عودة لثقافة الاتهامات القديمة فهذا عميل لايران والآخر من الجيب الكردي العميل وغيرهم اخلص العملاء لموسكو واطلاق الالقاب البائسة على رؤوساء الدول العربية فهذا خائن الحرمين وذاك ابن ابيه وغيرهما قارون وبجنبهما الملالي وعلى تخوم المتوسط حسني الخفيف ، وهكذا كنّا نجد انفسنا وسط بحر من العملاء والمزايدين والخونة ، الا القائد فهو المعدن الصافي المصفى الى الدرجة التي وصف بها ببغاءه " عزت الدوري " ال1% الذين عارضوا البيعة للقائد ،وهي نسبة شجاعة في "انتخابات " بيعة القائد ، من على شاشات التلفزيون بانهم ثلة من العراقيين الخونة! المثير في الامر ان يعتقد هذا البعض ان مستقبل العراق ومشروعه السياسي لن يتقدم خطوة الى الامام الا ببركاته ، وهي رؤية خاطئة بكل المقاييس السياسية الاستراتيجية والتكتيكية ، ولو فهم هذا البعض بان مايجري في العراق هو حركة تأريخ وليس اشخاص لكان لقراراتهم دروبا اخرى . والغريب ان تنسحب كتلة من الانتخابات لاسباب مبدئية ووطنية كما يقولون ، لان العملية السياسية غير شفافة وملتبسة وتدار باياد خارجية ، وتعود لتقرر المشاركة في محافظة واحدة لاسباب مبدئية ووطنية ايضا! في العاصمة وفي كل محافظات العراق الانتخابا ت ملتبسة الاهداف الا في محافظة واحدة فهي انتخابات ما فوق الفرنسية او السويدية لذلك قرر هذا البعض المشاركة فيها. وهنا ومن باب ان الدين النصيحة نعتقد ان اي مقاطعة للانتخابات هي خطأ استراتيجي من الصعوبة معالجته فيما بعد ، هذا على مستوى المشاركة السياسية للمرشحين ، وعدم المشاركة في الانتخابات على مستوى الافراد كناخبين هو خطأ شخصي يسهل للآخرين مهمة التزوير! ونعتقد ايضا ان اللعبة الديمقراطية بما تحتويه من اشكال ضغط للحصول على مكاسب حالية أو مستقبلية لايمكن ان تدار بهذه الصورة المشوشة الخالية من روحية الاحتراف السياسي ، وهي اقرب الى اللعب بالنار منها الى المناورات السياسية التي تدار في اطار اللعبة نفسها . لسنا مع مستبعد ولا مع هيئة المساءلة ولا مع الهيئة التمييزية البرلمانية ، فهذه قضايا امامها القانون وهو الفيصل في حلّها ومعالجتها ، نحن نتحدث هنا عن اسلوب عمل سياسي قائم على وهم الأنا المتضخمة التي تعتبر الآخرين كل الآخرين في خدمة اهدافها وتطلعاتها ونواياها وان الآخرين مجرد صدى لطروحاتهم حتى وان لم تكن شرعية ، بل وحتى ان أدت الى المزيد من الضحايا في واقع عراقي سياسي شديد الحساسية وربما يكون مهيأ اكثر من اي مشهد مشابه للانجرار خلف السياسات الخاطئة!
انتخبوا وغيّروا ..:إذا قال العراق...
نشر في: 22 فبراير, 2010: 07:00 م