واسط المحافظة الأقرب من جاراتها الى بغداد، إذ لا تتجاوز المسافة بينهما 180 كم، السفر في الظروف الطبيعية منها الى بغداد ساعة ونصف الساعة في أبعد الأحوال إلا أن جملة من المشاكل تضاعف الوقت والجهد تبدأ من فوضى المرآب الموحّد الى كثرة المطبّات في الطريق
واسط المحافظة الأقرب من جاراتها الى بغداد، إذ لا تتجاوز المسافة بينهما 180 كم، السفر في الظروف الطبيعية منها الى بغداد ساعة ونصف الساعة في أبعد الأحوال إلا أن جملة من المشاكل تضاعف الوقت والجهد تبدأ من فوضى المرآب الموحّد الى كثرة المطبّات في الطريق ومحاذاته لمدن بين المحافظتين بالإضافة الى السيطرات التي تستغرق ساعات أحياناً خاصة سيطرة جسر ديالى التي باتت (البعبع) الذي يحسب لها المسافر من الكوت الى بغداد ألف حساب وحساب، لتحول هذه المسافة الى رحلة مرهقة للمسافرين دون أيّ محاولة لمعالجة تلك المعوقات من قبل الحكومة.
فوضى المرآب وتعدّد أنواع المركبات
هناك مرآب موحّد واحد في مركز مدينة الكوت، والذي تنطلق منه المركبات الى جميع اقضية ونواحي المحافظة، بالإضافة الى المحافظات الأخرى، لكن الفوضى الأكبر في مركبات خط كوت - بغداد. اذ يقول المواطن محسن علي لـــ(المدى) رغم كثرة المسافرين لكن الوقت يضيع بسبب المرآب وذلك لكثرة أنواع المركبات التي تستقبل المسافربالوقت نفسه دون نظام أو ترتيب. مردفاً: فعند دخولك ستفاجأ بأنواع المركبات الصغيرة والمتوسطة (11) راكباً وباصات (18) راكباً والكبيرة (29) راكباً فضلاً عن سيارات التاكسي. متابعاً: مما يجعل المسافرين موزعين على المركبات، الامر الذي يعد هدراً لوقتهم ووقت السائق. فيما وصف صادق حسن سائق مركبة، أن تعدد أنواع المركبات يضفي مرونة وحرية اكثر للمسافر باختيار المركبة التي تناسب قدرته المادية وتضمن الراحة التي يطلبها مضيفاً: أن لكل نوع مركبات نظام انطلاق يشرف عليه احد موظفي هيئة النقل. منوهاً: الى أن الاهم من ذلك هو المرآب الذي لم يعد صالحاً للعمل بسبب قدمه والفوضى التي تعمّ كل مفاصله، ناهيك عن غياب كل شروط الراحة للمسافر..
طريق الموت
رغم أن الطريق الرابط بين بغداد وواسط بممرين للذهاب والإياب، الا انه يعاني مشاكل عديدة أهمها عدم صيانته منذ فترة طويلة، مما أدى الى وجود تخسفات وحفر بأحجام متنوعة نتيجة إهماله ومرور الشاحنات بحمولة اكثر من المسموح بها، بالإضافة الى وجود عدّة مدن على جانبيه مما جعل الأهالي يضعون المطبّات بشكل عشوائي لتقليل سرعة المركبات، الامر الذي تسبب بحوادث عديدة مع غياب دور مديرية المرور بتحديد تلك المطبّات، المهندس محمد العتابي في مديرية الطرق والجسور تحدث لـــ(المدى) يمر الطريق الحالي وسط عدّة أقضية ونواحي مثل البتار والدبوني والعزيزية والحفرية والصويرة، مما يؤثر على سير المركبات ويزيد من خطورة الحوادث. مردفاً: منذ عام 2014 تمت إحالة مشروع الطريق الحولي الى شركة متخصصة بمبلغ (104) مليارات دينار الى أن التقشف أدّى الى توقف العمل فيه. موكدأ: أن الطريق الحولي يعد نقلة نوعية في حل مشاكل الطرق في المحافظة، حيث يؤمن طريق للمركبات خارج المدن يبدأ من أطراف مدينة الكوت ليسمح بمرور المسافرين الى بغداد من محافظتي الناصرية وميسان دون الدخول وسط المدينة ومن ثم يسير خارج الاقضية والنواحي أعلاه. المواطن فرحان الشمري أحد سكنة منطقة البتار المتاخمة للطريق تحدث لـــ(المدى) يشكل طريق كوت - بغداد خطراً حقيقياً ويمثل رعباً لنا أثناء ذهاب أطفالنا للمدارس وعبورهم الشارع العام بالإضافة لكبار السن. موضحاً: أن أصحاب المركبات لا يقدّرون ان هذه منطقة سكنية وعليهم تقليل السرعة. مستطرداً: قبل اشهر بسبب السرعة الفائقة فقدنا ثلاثة أطفال وأمهم بحادث مروّع مما حدا بالأهالي وضع مطبّات كثيرة . بينما تحدث السائق سيف حسن، عن ضرورة تحديد آلية وضع المطبّات مع لوحات دلالة من قبل مديرية المرور. مردفاً: بالوقت التي تعمل تلك المطبّات على الحد من الحوادث ستكون عاملاً مساعداً لوقوع تلك الحوادث بسبب وضعها من قبل الأهالي دون علم سائقي المركبات، إذ ستكون مفاجئة وغير صحيحة. روتين السيطرات وهدر الوقت الإجراءات الأمنية ومزاجية بعض عناصر السيطرات هي الأخرى باتت من المعيقات الكبيرة التي يحسب لها المسافر ألف حساب، ياسر ناصر سائق مركبة نقل (ستاركس) قال: نعاني من الزحام نتيجة الإجراءات الأمنية والتي كثير ما تكون روتينية محفوظة عن السائق والمسافرين. متابعاً: عند خروجك من واسط باتجاه بغداد تكون تحت قلق الزحام في سيطرة جسر ديالى والتي قد يستغرق اجتيازها ساعات عدّة. لافتاً: الى عدم وجود ممرات كافية بالإضافة الى تأخير سيارات الحمل الكبيرة والتي يسمح لها بالدخول لبغداد بعد الساعة الرابعة عصراً، مما يجعلها قبل ذلك الوقت تزدحم لمسافات طويلة تاركة من الشارع ما يسمح لمرور مركبة واحدة.
وأضاف ناصر: البعض يحاول المرور بالاتجاه المعاكس مما يسبّب فوضى كبيرة تستغرق أكثر من ساعتين. موضحاً: لا وجود لرؤية امنية حقيقية وسط غياب دور المرور في التقاطعات الحيوية بخاصة أوقات الذروة. مبيناً: أن طريق العودة لا يختلف كثيراً إن لم يزد فهنالك "سيطرتان رئيستان تعتبران بوابتي واسط الأمنية اللج ومدخل الكوت.
وأكد السائق على خط كوت - بغداد: أن سيطرة اللج كفيلة بسرقة ساعة ونصف الساعة على اقل تقدير في إجراءاتها رغم وجود أجهزة الكشف عن المتفجرات الحديثة. مشيراً: الى طابور طويل من المركبات يمتد امام السيطرة وعند الوصول الى رجل الأمن يكتفي بالسؤال الروتيني (منين جاي وين رايح) مع نزول الركاب والبحث عن أسمائهم في الحاسبة وكثيراً ما يتجاهلون عرض أوراقهم الثبوتية على الشخص المسؤول عن الحاسبة نتيجة الزحام عليه مجرد وصولهم لكابينته والعودة الى المركبة .
حوادث السير الرعب الدائم
تسبب أحد الحوادث المروّعة على طريق كوت - بغداد بوفاة 23 مواطناً بضمنهم اطفال ونساء، إذ ادى الى احتراق سيارتين بالكامل، بعد ان انحرفت سيارة نوع اوباما متجهةً الى بغداد بعد انفجار أحد إطاراتها وعبورها الى السايد الآخر وارتطامها بسيارة نوع كيا فتون قادمة من بغداد باتجاه الكوت واحتراقهما بالكامل، مما ادى الى مقتل جميع الركاب باستثناء طفلين وامرأة تم نقلهم من قبل الاهالي الى المستشفى.. عن الحوادث وسرعة إسعافها تحدث السائق حيدر حسين لــ(المدى) هناك مسافات كبيرة بين الاقضية والنواحي الممتدة على طول الطريق تعد مقطوعة. متابعاً: حين وقوع الحوادث تتأخر الإسعافات عن الوصول بالوقت المناسب بسبب الاجراءات المتبعة في دائرة الصحة، الأمر الذي يزيد من عدد الضحايا. منوهاً: حيث تتم المناداة على الإسعاف ضمن المنطقة، الامر الذي كثير ما يحدث فيه سوء فهم بسبب تداخل المناطق. وشدد حسين: فضلاً عن ذلك يتجنب المواطنون نقل الجرحى خوفاً من التبعات العشائرية والقانونية والاتهام بأنهم سبب الحادث أو من ارتكبه. مضيفاً: على طول الطريق يوجد مستشفى العزيزية العام فقط ويعد بعيداً مقارنة ببعض المناطق التي تقع فيها الحوادث. مطالباً: بضرورة وجود مراكز إسعاف فوري مرابطة في تلك المناطق والتي تتمكن من الوصول الى مكان الحادث بسهولة متجاوزةً الروتين .
حولي واسط "يدخل مرحلة الموت السريري"
تعاني مدينة الكوت، من كثرة مرور المركبات بمختلف أنواعها ومنها شاحنات نقل الحمولات القادمة من محافظات البصرة والناصرية والعمارة باتجاه بغداد أو المحافظات الأخرى وبالعكس، كون تلك الشاحنات تمر في وسط المدينة مما أدى الى إلحاق أضرار كبيرة في الشوارع الرئيسة التي تمر بها، وجاء التخطيط لمشروع الطريق الحولي لتجنب مرور تلك الشاحنات في مركز المدينة وتسهيل انسيابية الحركة المرورية فيها. مشروع الطريق الحولي الذي ينفذ لحساب وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة بكلفة اجمالية تبلغ 104 مليارات دينار مع جسر الكارضية، أصبح بحكم الميت سريرياً لعدم قدرة الشركة المتعاقدة على إنجازه. والذي تمت المباشرة به من قبل شركتي نجران وجنة الخليج في الـ(24 من شباط 2009)، وهو يتكون من مرحلتين، المرحلة الأولى تضمنت الاشتغال على (20 كم) وبمدة انجازية تصل الى 900 يوم، وبكلفة اجمالية تبلغ 79 ملياراً و224 مليوناً و390 ألف دينار بموجب العقد المبرم مع الشركتين، أما المرحلة الثانية هي إنشاء جسر الكارضية على نهر دجلة شرقي الكوت ليربط جانبي الطريق، وقد تمت المباشرة به من قبل شركتي الغدق والنور الثاقب في الـ(21 من تشرين الاول 2011) والذي كان من المفترض أن ينجز في السابع من شهر ايار 2013، لكنه تأخر الى الآن بسبب ضعف القدرة المالية لدى تلك الشركات، علماً أن الكلفة الاجمالية للمرحلة الثانية تبلغ 25 ملياراً و763 مليوناً و650 الف دينار.
نسب إنجاز متفاوتة
مدير دائرة الطرق والجسور في واسط سعدون كريم حسين، قال إن الطريق الحولي يربط الطرق الرئيسة في مدينة الكوت دون المرور بمركز المدينة وهذه الطرق هي، طريق كوت - ناصرية وكوت - عمارة وكوت - بغداد وكوت - بدرة. وأكد حسين في تصريح صحافي سابق، أن الطريق الحولي عبارة عن ممرين للذهاب والإياب عرض كل ممر 12.5 متر مع جزرة وسطية بعرض ثلاثة أمتار، مع إنشاء ثلاثة مجسرات لتسهيل انسيابية مرور المركبات، هي مجسر طريق كوت - بغداد ومجسر طريق كوت - بدرة ومجسر طريق كوت - عمارة، إضافة الى إنشاء جسر خرساني على نهر دجلة ليربط جانبي الطريق".
ولفت حسين، الى أن نسب الانجاز في المجسرات الثلاثة والجسر متفاوتة لكنها جيدة لو توفرت الأموال الكافية، في حين أن الطريق شبه منجز وهناك مسافة 13 كم منه تم تبليطها بطبقة واحدة من أصل طبقتين"، موضحاً أن "مشروع الطريق الحولي، شهد الى الآن نسب انجاز تصل الى 60% لكنَّ هناك انحرافاً كبيراً في العمل الذي من المفترض أن ينجز في (الثالث عشر من أيلول 2013 ).
كما كشف مدير طرق واسط، عن جملة من الإجراءات الفنية والإدارية التي تقوم بها دائرته بالتنسيق مع الحكومة المحلية ووزارة الإعمار والإسكان والبلديات العاملة أهمها تبنّي الوزارة بالبحث عن شريك آخر يموّل الشركات المتعاقدة على تنفيذ المشروع وفقاً لآلية يتم الاتفاق عليها بين تلك الشركات والوزارة بهدف إنجازه بأسرع وقت ممكن نظراً لأهميته".