اعداد/ المدى الرياضييُعد دييغو فورلان واحداً من أبرز سفراء أوروغواي وأمريكا الجنوبية في أوروبا وأحد أعظم اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان منتخب لاسيليستي ليصبح رمزاً من رموز كرة القدم في بلاده، حيث يتأهب لخوض ثاني مشاركة له بكأس العالم في مسيرته الحافلة، بعدما ساهم في خطف بطاقة التأهل لجنوب أفريقيا 2010 بشق الأنفس وبعد عناء طويل، فقد لعب لأندية عريقة بدءاً بإنديندينتي دي أفيلينادا مروراً بمانشستر يونايتد وفياريال وانتهاءً بأتلتيكو مدريد.
ولا يقتصر تألق فورلان على أرضية الملعب فقط، بل يتعدى المستطيل الأخضر ليشمل مختلف جوانب حياته الشخصية، حيث يتميز بطيبته وسعة صدره وعشقه الكبير لرياضة التنس، وهو ما أوضحه نجم (لاسيليستي) في احد المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت الذي أفصح فيه عن طموحاته مع ثاني أعرق أندية العاصمة الإسبانية وتطلعاته مع منتخب بلاده في أول عرس كروي عالمي تضيفه القارة السمراء.* بداية، هل لك أن تُقَيِّم لنا حصيلة منتخب أوروغواي خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم؟- لقد كانت المنافسات غاية في الصعوبة، شأنها في ذلك شأن كل المنافسات في أمريكا الجنوبية، فقد كنا نلعب جيداً ونكسب نقاطاً عدة تارة، بينما تبادر إلى أذهاننا أننا كنا الأقرب إلى الإقصاء منه إلى التأهل تارة أخرى، لم يكن أداؤنا منتظماً على الإطلاق ولكن الأهم هو أننا تأهلنا في النهاية.* ما برأيك اللحظة الحاسمة خلال هذه التصفيات الأخيرة؟- لقد كانت مباراتنا أمام الإكوادور مفتاح تأهلنا إلى كأس العالم، حيث حُسم فيها كل شيء تقريباً. فقد لعبنا في مكان مرتفع جداً عن سطح البحر وأمام منتخب كبير لا يقل طموحاً عن منتخبنا، حيث كان بدوره يملك حظوظاً وافرة للتأهل إلى جنوب أفريقيا، ولكننا كنا الأقوى بعدما قدمنا أفضل مباراة لنا خلال مشوار التصفيات بأكمله، أعتقد أن تلك كانت اللحظة التي حسمت تأهلنا إلى كأس العالم، برغم أن الارتباك والتوتر نال منا خلال المباراتين الأخيرتين أمام الأرجنتين وكوستاريكا.* ثم جاءت لحظة القرعة النهائية، كيف تعرفت على خصوم منتخب بلادك وكيف تُقَيِّم المجموعة التي أوقعتكم فيها؟- كنت في رحلة جوية رفقة زملائي في نادي أتلتيكو مدريد، حيث تم سحب القرعة يوم الجمعة مساءً وكنا نحن في طريقنا للعب مباراة خارج ملعبنا. وقد كانت هواتف اللاعبين الذين سيشاركون في كأس العالم تستقبل رسالات قصيرة بين الفينة والأخرى حول نتائج القرعة فور سحبها، ولكن ماكسي رودريغيز كان أول من وردت عليه أحدث الأخبار بشكل كامل، حيث أطلعني على مجموعتنا أولاً بأول، إنها مجموعة غاية في الصعوبة، حيث تم وضع منتخبنا في الوعاء الثالث ما كان يعني أن مواجهة أحد المنتخبات العمالقة أمر لا مفر منه، صحيح أن منتخب أوروغواي لن يكون ضمن المرشحين، ولكننا ذاهبون إلى جنوب أفريقيا للدفاع عن حظوظنا بكل بسالة وحتى الرمق الأخير.لقد أمضيت سنوات عدة في أوروبا، اكتسبت فيها خبرة وتجربة كبيرتين، لقد كنت آنذاك مهاجماً خالصاً، لكنني اليوم أساهم أكثر في صنع الهجمات وإدارة اللعب وأحياناً تسجيل الهدف في مرمى الخصوم.* وماذا عن تقييمك للمدير الفني أوسكار تاباريز والعمل الذي قام به حتى الآن؟- جيد جداً، أعتقد أن الجهاز التقني تميز بمهنية واحترافية عالية منذ اليوم الأول كما قام بعمل جبار يُحسد عليه، فقد برمج مباريات إعدادية عدة حتى قبل انطلاق نهائيات ألمانيا 2006، وقد انعكس هذا العمل المضني على مستوى الفريق وها نحن اليوم نجني ثمار تلك الجهود الجبارة، وأعتقد أن أوسكار تاباريز غني عن التعريف، إضافة إلى كل ما أنجزه حتى الآن، فإنه يملك خبرة كبيرة في كأس العالم (إيطاليا 90)، وهذا شيء من شأنه أن ينعكس إيجاباً على مشوارنا في جنوب أفريقيا بطبيعة الحال.* لطالما اشتهر منتخب أوروغواي على مر تاريخه العريق بروحه القتالية وتنافسية وندية قلّ نظيرها (ما يُعرف بــ"لا جارّا تشاروا" في اللغة الإسبانية)، فهل مازال أسلوبكم مبنياً على هذه الصفات أو أن ذلك أصبح في خبر كان؟- لا، لم يتغير شيء في ذلك، فنحن مازلنا نلعب بقوة وروح قتالية عالية، وهو أسلوب دأبنا عليه منذ سنوات طوال، حيث أصبح متجذراً في كرة القدم الأوروغويانية، لن يغير منتخبنا أسلوبه الآن، فنحن نملك فريقاً يشكل خليطاً بين المخضرمين واللاعبين الشباب وذوي المهارات العالية، بإمكاننا أن نلعب على نحو جيد جداً، وهو ما فعلناه في بعض مباريات التصفيات، وهذا ما نسعى لتحقيقه في كأس العالم كذلك.* وكيف تُقيّم أداء منتخبات أمريكا الجنوبية الأخرى، انطلاقاً من تجربتك الشخصية؟- الأمر يتعلق بمدارس كروية تختلف كل واحدة منها عن الأخرى، فبرغم أن الأرجنتين عانت الأمرين قبل التأهل وتحملت انتقادات لاذعة، إلا أنها تعد قوة كروية لا يشق لها غبار، إذ يضم منتخبها لاعبين من الطراز الرفيع علماً أن الفريق كان وما يزال ضمن عمالقة كرة القدم العالمية، أما البرازيل فهي غنية عن التعريف، وفي المقابل، يبدو أن تشيلي بدأت تحصد ثمار عمل جبار وطويل بقيادة بييلسا الذي أسس فريقاً شباباً وسار به على درب النجاح والتألق خلال التصفيات.أما الباراغواي، فهي تملك أسلوباً كروياً خاصاً حققت من خلاله نجاحات كبيرة على الدوام، وهي اليوم تواصل على النهج ذاته.* ماذا يعني النجاح في جنوب أفريقيا بالنسبة لك؟- لا أفكر في ذلك على الإطلاق، فالأهم هو تخطي مرحلة المجموعات وبعدها ي
فورلان: أسعى لأكون خير سفير لأوروغواي في المونديال
نشر في: 23 فبراير, 2010: 04:40 م