اصبوحات الشعر وأمسياته، تعتبر احدى الحالات الصحية ثقافياً، فغالباً ما يحتاج المشهد الثقافي للخروج من مشكلاته أن يذهب إلى الاخيلة الجمالية بعض الشيء، حيث عذوبة الكلمة، وموسيقاها، ولا مجال افضل من الشعر يقود الروح نحو الصفاء، فضمن جلسات نادي الشعر في ا
اصبوحات الشعر وأمسياته، تعتبر احدى الحالات الصحية ثقافياً، فغالباً ما يحتاج المشهد الثقافي للخروج من مشكلاته أن يذهب إلى الاخيلة الجمالية بعض الشيء، حيث عذوبة الكلمة، وموسيقاها، ولا مجال افضل من الشعر يقود الروح نحو الصفاء، فضمن جلسات نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، ضيّف النادي مجموعة من شعراء النجف خلال اصبوحة أقيمت يوم السبت الفائت، على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد..
قدم الاصبوحة الشاعر زيد القريشي، مُعبراً عن سعادته بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية في مدينة الموصل، وقال القريشي "استضاف نادي الشعر اليوم، مجموعة شابة من شعراء النجف، الذين لهم حضور آخاذ وخاص في الملتقيات الشعرية، ويمثلون ضوءاً مهماً في الساحة الشعرية العراقية والعربية وهم ثلاثة شعراء، سيمتعون آذاننا بقصائدهم".
ضيف الجلسة الأول كان الشاعر احمد عدنان، والذي شكر نادي الشعر لدعوته، وقدم نصّاً بعنوان الحياة بوصفها ملاذًاً أخيراً، ثم اعتلى المنصّة الشاعر الشاب حسن مجدي، والذي قال "ولدت خارج العراق وعدت بعد تغيير نظام الحكم ،أردت من مواقف الحياة، أن لا تبلى وحاولت أن امسك بها شعراً، وأظن أن من الصعب أن نمسك باللحظات الأولى من وجودنا في الحياة، إلا أن يمكننا أن نستعيد الماضي بولادة أطفالنا الصغار ولهذا كتبت قصيدة "محاولات أولى".
كما قدّم الشاعر محمد باقر جميل مجموعة من النصوص العمودية للشعر...لم تخل الجلسة من النقد، فقدّم الناقد علي حسن الفواز ورقته بحق هؤلاء الشعراء الشباب قائلاً " من الصعب جداً أن يكون الناقد معلماً أو صانعاً للوصايا، لاسيما مع تجارب واصوات جديدة لها مزاج ونكهة خاصة ولا بأس من اضاءة بعض المناطق التي يمكن الحديث عنها مع اصوات، أنا انحاز لها لأنها تحمل رسالة جديدة وتهجس بوجود شعري جديد." مؤكداً أن "الشعر ازاحة اللغة من منظومتها التواصلية الى منظومة أخرى، هذه الانتقالية تُعدّ وظيفة ليست سهلة، فهي وظيفة تحتاج الى عمق وتمكين، لأن الشاعر حين يحاول أن يشتغل على اللغة ينبغي أن يحوز كل أدوات الصانع الماهر لتكون الصنعة فيها من الجمال والقدرة الشخصية التي تضفي على الشاعر خصوصية تجربته".
وأشار الفواز الى أن " الشعراء الشباب يحاولون صناعة مجال شعري جديد". ذاكراً "أن بقاء الشعر بهذه الخفّة والميوعة يترك الشاعر ويتيح للقوى الأخرى مجال التفوق، فالخطاب يعيش وسط هذه التفاصيل، وهذه الشجاعة يجب أن تلامس اسئلة الواقع، وهم امتلكوا اللغة ولكن يجب أن يصنعوا قاموساً لهذه اللغة، ويجب أن يكون الشعر شاهداً على وعيهم وتجاربهم".
ثم قدّم الناقد بشير الحاجم ورقة نقدية ثانية، وكما اعتدناها بعيدة عن كل المجاملات وقال "هنالك جلسات تقام لشعراء محترفين كبار، ورغم اهميتهم إلا أنهم يكلفون بعض النقاد للمشاركة بجلساتهم، لهذا ادعو نادي الشعر الى أن يرتّب هذه الجلسات ليهيئ ناقداً أو اثنين لإضاءة نصوص الشعراء الشباب المُحتفى بهم في هذه القاعة".
وذكر الحاجم "أن الشعراء الثلاثة في هذه القاعة نموذج لشعراء آخرين من جيلهم، وما لفت انتباهي أنهم بوعي، يلوون ذراع التجنيس لصالح الشعر، خصوصاً فيما قدّمه حسن مجيد، فهم يعون مفهوم الشعر بقصيدة عمودية أو تفعيلة أو نثر وهو شيء لافت حتى الآن، لا بأس أن شاعراً مثل حسن مجيد، حين يكتب بالعمود والتفعيلة والنثر ويتفنن في النص الواحد هذا شيء جميل، لكن على أي شاعر مثل هؤلاء أن يفكر غداً بالبصمة "بصمة الشاعر" أن تظلَّ عمودياً وتفعيلياً ونثرياً حتى الآن، لكي ترينا مهاراته شيئاً جديداً، ولكن أين انت بعد الآن، وبعد سنوات لا يجوز له أن يظل شاعراً متعدداً يجب أن يبدأ الشاعر مشروعاً معيناً".










