TOP

جريدة المدى > تحقيقات > وداعاً للبراشيم أهلاً بالسماعات الخفية

وداعاً للبراشيم أهلاً بالسماعات الخفية

نشر في: 18 يوليو, 2017: 12:01 ص

الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من احدى ليالي تموز القائضة، الأوقات تمر بعسرٍ على (زيد) وهو ينتظر نسمات هواء "المكيّف" بصبرٍ نافذ، فالتيار الكهربائي منقطع ولديه مايجب مراجعته لآخر مرة بتركيز عالٍ قبل امتحان البكلوريا صباح الغد.. على مسافة ليست ببعيدة

الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من احدى ليالي تموز القائضة، الأوقات تمر بعسرٍ على (زيد) وهو ينتظر نسمات هواء "المكيّف" بصبرٍ نافذ، فالتيار الكهربائي منقطع ولديه مايجب مراجعته لآخر مرة بتركيز عالٍ قبل امتحان البكلوريا صباح الغد.. على مسافة ليست ببعيدة ينام (وليد) مطمئناً وقد أكد على أمه وأبيه واخته الكبرى بضرورة إيقاظه مبكراً، خشية عدم سماعه لمنبّه الهاتف الذي وقت انطلاقه في تمام الساعة السادسة.. اُنذِر وليد مرات عدّة لعدم التزامه بحضور الحصص في المدرسة باستمرار، لكنه رُشِح بصعوبة لأداء امتحان البكلوريا النهائي للصف السادس الأدبي، سيبادر غداً للغش في الامتحان مستعيناً برقاقة الكترونية صغيرة "سمّاعة" توضع في الاذن، يمر من خلالها صوتٌ يحمل أجوبة الاسئلة التي تجمعت أمامه.

بين زيد ووليد، هناك فرقٌ في أداء الامتحان، فأحدهم يدخل الاختبار متسلحاً بما جمع من معلومات على طول السنة الدراسية، وآخر سيدخل مدجّجاً بأجهزة الكترونية لاسلكية ستتكفل بتلقينه الإجابات الضرورية للنجاح، أنه اشبه بحصان طروادة الشهير.

الحصول على معدّلات بأيّ طريقة
كان امتعاض الطالبة براء حميد (سادس اعدادي) ظاهراً عند الاستعلام عن انطباعها الشخصي حول من يستخدم "سماعات الغش" للنجاح، فقالت لـ(المدى): انهم طلبة غير كفوئين، لايستحقون النجاح والعبور الى مرحلة الجامعة، ولايسعون لتدعيم امكاناتهم العلمية والاستفادة منها في المراحل المقبلة. مبينة: أن همّهم الحصول على الشهادة وبمعدّلات عالية فقط، غير آبهين لزملائهم الذين يسهرون من أجل الحصول عليها بجهود شاقّة.. موضحة: أعرف العديد من الطلبة الذين يستعملون هذه "السماعات" من أجل النجاح والتباهي بأنهم قادرون على صنعه، انهم مخادعون وسيخدعون ويخونون وظائفهم أو مسؤولياتهم في المستقبل، اقترح على وزارة التربية تشديد الرقابة واستخدام كافة الأجهزة المتاحة حتى لايستوي أو يتفوق "الفاشل" على الناجح الذي يسهر الليالي طالباً العُلى بشقّ الأنفس في اوضاع البلد المرهقة.
أما الطالبة سجى صهيب، فقد بيّنت: أن الشخص الذي يستخدم "سماعات الغش" للنجاح من المجحف أن يسمّى طالباً للعلم، لأنه لايسعى لطلب شيء بل يسرقه، مؤكدة: في حال نجاح الغشّاش وحصوله على معدلات مرتفعة، فإنه لايستطيع المساهمة ببناء مجتمع ناجح، وربما يفشل ببناء أسرة ناجحة في المجتمع، أن هؤلاء "سرّاق الشهادات" يمثلون معاناة البلد الحقيقية في الوزارات الخدمية ومواقع المسؤولية العامة، ولكن بأعمار اكبر، وقد اسقطوا البلد في الهاوية فتكسرت أضلاعه..
وأضافت صهيب: يحتاج البلد في المستقبل الى فرق واعية، مجتهدة، مثقفة، في كل المجالات كي يستند عليها للنهوض. محمّلة وزارة التربية بملاكاتها المسؤولية الأولى والأخيرة عن تجفيف منابع هذه الظاهرة الخطرة، معتبرة استخدام الطرق الملتوية للنجاح "خيانة للوطن".
فيما أكد الطالب علي حسن: على رغبة اغلب الطلبة الذين يختلط معهم في المدرسة في الغش، لكنهم يمتنعون بسبب التفتيش والخوف من الرسوب لسنة كاملة. منوهاً: ويلحظ أيضاً أن من يحاول الغش هم من غير المهتمين بفهم المادة والتعمّق بها، اهتمامهم الوحيد هو العبور من مرحلة السادس الاعدادي، مردفاً: أما الطلبة البعيدون عن أساليب الغش مهما كانت الوسيلة آمنة ومضمونة، هم القسم المجتهد على طول مدة السنة الدراسية، "هذا النوع من الطلاب يبحثون عن فهم المعلومات ولا يهمهم العبور فقط".

السماعة وسيلة نجاح مؤكدة
البحث عن مستخدمي "سماعات الغش" مملوء بالتحفظات الشخصية، لا يريد أحد البوح بالأسباب التي تدفعه لذلك، ليس هناك من يريد التحدث، اخبرني أحد الطلبة الرافضين لاستخدامها جملة وتتفصيلاً، أن اعذارهم "واهية" وربما يخجلون من ذكرها، وهم يعرفون انك ستكشف "حججهم الساذجة" إن حاولوا اقناعك بظروف المعيشة والحرمان وغيرها.. تمكنت من اقناع بعضهم لمعرفة دوافعهم لاستخدام "سماعات الغش"  فضّلوا عدم الكشف عم اسمائهم، اتضح فيما بعد أن الخوف من "الفشل" هو دافع الأغلبية الذين لايستطيعون ترك الدراسة..
إذ يقول أحدهم: إن رغبة عائلتي بأن أصل في الدراسة الى كليات جيدة هي من تجبرني لإثبات تفوقي ونجاحي وبخاصة أن إخوتي اعلبهم من المتفوقين ومن حملة الشهادات وعليَّ اللحاق بهم والتخرج والانضمام لكلية جيدة . فيما عزا آخر أن رسوبه لأكثر من سنة في السادس الاعدادي، احبط مواضبتي على الدراسة ولا طريق إلا باستخدام "سماعة الغش" للنجاح لأثبت للجميع بأني ناجح. بينما ذكر ثالث: ليست ليّ رغبة بالدراسة، المناهج صعبة والسماعة وسيلة مضمونة للنجاح، لاتستحق المناهج الممّلة الرسوب من اجلها، وابي ينتظر تفوّقي بشغف. وكما المتحدث الأول رمى الرابع اللوم على افراد عائلته من حملة الشهادات ويجب على أن اصبح مثلهم، وإلا سينظر اليّ الاقرباء والجيران  "كفاشل" في العائلة. لكن احدى الطالبات كانت اكثر جرأة، إذ اوضحت أن الامثلة لمستخدمي السماعات كثيرة، وهي مضمونة للنجاح وقد اتخذتها وسيلتي للعبور، بتشجيع امي واخوتي، وأكدت "لايعلم أبي بذلك" أما آخر المتحدثين فقد كان صريحاً جداً حين بيّن أنه يستخدم السمّاعة  في الدروس الصعبة كمادتي الانكليزي والاقتصاد.

100 دولار اشترك في بيج
بعد محاولات عديدة فاشلة للتحدث مع باعة الأجهزة الالكترونية الصغيرة، والذين تصلهم الاسئلة المسرّبة بانتظام، افلحت آخرها بإقناع احدهم الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، عاد معنا بذاكرته الى الأيام الأولى لبداية الطريقة التي عرفت لاحقاً "بسماعة الغش "إذ قال لـ(المدى): كانت بداية استخدام "سماعات الغش" في عام 2010 عندما تم "تحوير" لاقطات الصوت الخاصة بقليلي السمع، في مناطق مختلفة من اسواق بغداد المشهورة بالصناعات الالكترونية، والتي لم تكن معروفة كما الحال اليوم، مضيفاً: انه يتم تفكيك الاجزاء الخارجية للاقطة الصوت كبيرة الحجم الى اجزائها الصغيرة، الأمر الذي يسمح بدخولها الاذن والاختفاء، ومتصلة بجهاز موبايل حوّر لنفس الغرض مهمته ربط الاتصال الوراد عن طريق البلوتوث بالسماعة المثبتة باذن الطالب ومع الاسئلة المسرّبة يمكن رد الحلول من شخص آخر خارج مركز الامتحان وما على الطالب داخل المركز سوى كتابة الحلول. متابعاً: بعد ذلك بسنتين كانت تأتي مستوردة من الخارج خاصة بالحمايات الشخصية وقليلي السمع، فيتم اغتنامها وتحويرها لأغراض الغش والاستفادة من خاصية البلوتوث العالية التي تحتويها..
وحول عملية تسرب الاسئلة الوزارية وكيف يتم الحصول عليها صباح كل يوم امتحان بيّن: تعد الاسئلة في عداد المسربة فور تسلم الطالب لها، صورة واحدة لورقة الاسئلة من مصدر واحد، قد يكون مراقباً من داخل المركز الامتحاني أو شخص آخر من منتسبي الوزارة ينتظر رجوع شبكة الانترنت للعمل، كفيلة بانتشارها على مئات الصفحات الالكترونية داخل موقع فيس بوك واسع وسريع الانتشار، وبرامج التواصل الأخرى. مضيفاً: تنتقل الاسئلة بشكل هرمي من عدّة اطراف تبدأ من راس الهرم المسرب الأول الى الناقل الثاني وهكذا تباعاً، لتصل الى قاعة عريضة من المسربين، على موقع فيس بوك. لافتاً: الى وجود صفحات معروفة "بيجات "عملاقة  منها "بنت البياع"  و"ابن الدورة " و "كونترول علي" وغيرهم، يتم الاشتراك في بعض الاحيان بمبالغ معينة تصل الى 100 دولار على شكل ارصدة التعبئة الخاصة بأجهزة الموبايل، وأحياناً أخرى تصل مجاناً لتوفرها بكثرة وللمنافسة بين المسربين لاستقطاب اكبر عدد من المتابعين.

أجهزة الوزارة فاشلة وأب يرد الأجوبة
واسترسل بائع السماعات: أن تأثير فترة انقطاع شبكة الانترنت يكون قوياً كونه يفصل بين الطلاب داخل المركز الامتحاني وبين من يلقي على مسامعه اجابات الاسئلة من الخارج، والذي بدوره يعتمد كلياً على الاسئلة المسربة التي تنتشر على نطاق واسع، فيتم حلها سريعاً و"تلقينها" للطالب المعني داخل الامتحان. موضحاً: أن كل ذلك يتم من خلال وجود شبكة الانترنت بعد رجوعها بنحو نصف ساعة بعد توزيع الاسئلة فهنالك وقت كافٍ للغش، وضمان حصول الطالب على درجة النجاح واحياناً بمعدلات عالية.
وأضاف: أن الزخم والاقبال يتزايد على مادة الانكليزي والمواد الصعبة العلمية والادبية، وفي احيان كثيرة يعمد ابناء الاثرياء لاستخدامها في جميع الدروس، وتختلف الأسعار التي تفرض بين طالب وآخر حسب المستوى المادي لذويهم. مستطرداً: وأحياناً يلجأ العاملون بهذه الأجهزة "سماعات الغش" الى تعمد افشال ابناء الاثرياء أو المسؤولين في امتحان الدور الأول للاستفادة من أموالهم في الأدوار الأخرى عندما يكونوا مضطرين لاستخدام وسيلة النجاح هذه. مشدداً: أن الشريحة الاكثر إقبالاً هم طلاب الدراسات الخارجية والمسائية وانتشرت في المدة الأخيرة بين طلاب الصباحي.
وبشأن الاسعار والزبائن وما يجنيه من أموال قال: إن ابناء الموظفين من ذوي المرتبات العالية، والضباط، وذوي المناصب المهمة يقبلون بكثرة، لا يبالون بالأسعار سواء ارتفعت أم لا. لافتاً: كان احد زبائني مديراً لأحد المستشفيات، تعامل معي لشراء السماعات مع الاسئلة لأولاده، وعمد بنفسه الى سرد الأجوبة عليهم. مؤكداً: أن اغلب اولياء الأمور يعلمون ويشجّعون الأبناء على استخدام وسيلة النجاح هذه. مشدداً: أن اجهزة الوزارة "كاشفة الغش" المعروفة باسم (اجهزة كشف المعادن) لا تؤثر على اداء اجهزة الغش الصغيرة، وخاصة جهاز الموتريلا الخاص بعناصر الشرطة المحوّر لهذا الغرض.
واسترسل بائع سماعات الغش بحديثه لـ(المدى) والذي تطابق مع رأي مسؤول في وزارة التربية كما سيرد لاحقاً: أن بعض المراقبين يخشى على حياته من التهديد في حال كشفه لأحد الطلبة متلبساً اثناء الغش، فيغض النظر لكون الطالب قد يكون احد ابناء المسؤولين في الدولة، أو النافذين في الأحزاب السياسية، وربما أحد أبناء ذوي النفوذ والعلاقات. لافتاً: الى تكرار حالات التجاوز الجسدي التي تنتشر بين الحين والآخر ويتناقلها الجميع في مواقع التواصل الاجتماعي لبعض المدرسين والمراقبين، ادى كل ذلك الى تنامي الخوف لدى بعض المراقبين من كشف الغشاشين.
وأضاف ايضاً: أن عناصر الشرطة يعلمون بمن يلقي اجوبة الاسئلة على مسامع الطلاب داخل المراكز الامتحانية لكون محيط المركز الامتحاني الذي ادخل بعض طلبته "سماعات الغش" يشهد حالة من الفوضى حوله. مؤكداً: انه يعجّ بالسيارات وبداخلها المكملون لعملية الغش "الراد" ولكن عناصر الشرطة اثناء تجوالهم يغضون النظر، فأحدهم قد جاء بسيارة مظللة وآخر ابن المسؤول (فلان) وآخر من المعارف أو الأقارب وهكذا.

وزارة التربية لاتخفي قلقها وفرقها "تسابق الزمن"
كان الاستعداد لتدبير موعد مع المسؤولين المعنيين بمهمة التربية والتعليم يسير ببطء، ولكن اللقاء انتهى قبل أن يبدأ بعد لحظات من طرح الموضوع على احد اعضاء التربية البرلمانية وهو النائب (عادل الجبوري) الذي اجاب عبر رسالة نصية بأنه خارج بغداد، واردف بأخرى "هذه مسؤولية الجميع والأمن الوطني". فتم اللقاء دون عوائق مع مدير الاشراف بوزارة التربية سعد العكيدي، الذي كان مستعداً للحوار كونه احد المشرفين على اداء الامتحانات دون ثغرات.. اذ بيّن لـ(المدى): بات انتشار ظاهرة الغش باستخدام "السماعات" ملفتاً للنظر في السنوات الاخيرة، الأمر الذي يقلق الوزارة وفرقها التي كانت تسيطر حتى وقت قريب على وسائل الغش التقليدية، كاستخدام البراشيم أو الكتابة على اجزاء من اليد والملابس وغيرها. مستدركاً: لكن مع انتشار وسائل الغش الحديثة الالكترونية اللاسلكية باستخدام سماعات صغيرة، وادخال اجهزة الموبايل بأماكن يصعب على المراقب اكتشافها بات من الصعب الحد من العملية.
وأضاف العكيدي: ازدادت المتابعات والتحقيقات بالتزامن مع تنامي الظاهرة، فباتت الوزارة بكوادرها المختصة تعمل على مكافحة وسائل الغش بالوسائل الحديثة ايضاً، بالاضافة الى مطالبة جهاز الأمن الوطني بمراقبة نشاطات تجار اجهزة الغش الحديثة للحد منها. متابعاً: تمت بعض المداهمات بالتنسيق مع وزارة الداخلية  في سوق (الباب الشرقي ) لبغداد المعروف بكثرة تجار البضاعات الالكترونية الذكية المختلفة، وقدرة الكثير من اصحاب المحال على تحوير الأجهزة الالكترونية المستوردة. موضحاً: كان استيراد اجهزة لكشف المعادن والتأثير على الاتصال اللاسلكي من الطرق التي اعتمدناها لمكافحة هذه الظاهرة المتنامية. مؤكداً:  "تخوف" بعض المراقبين داخل المراكز الامتحانية من التهديد في حال كشف طالب يغش متلبساً، مايجبر المراقب على غض الطرف عن بعض الحالات..

شهادة اختراع جهاز جديد ولكن؟!
وبشأن الجدوى من اجهزة كشف السماعات، ذكر مدير الاشراف في الوزارة: تبيّن فيما بعد أن الاجهزة المستوردة "اجهزة كشف المعادن" غير فعّالة وقد كلّفت الوزارة الكثير من الأموال. مردفاً: جراء ذلك قام أحد المشرفين في مديرية الاشراف التابعة للوزارة، مختص في مجال الحاسبات والاجهزة الالكترونية بتطوير جهاز فعّال لكشف "سماعات الغش" والتأثير على عملها وفضحها في حال تواجدها داخل المركز الامتحاني. موضحاً: أن هذه الاجهزة صنعت من ادوات محلية متاحة وبفعالية عمل بنسبة 80 ‎%‎ الأمر الذي وفّر على الوزارة الكثير من الدولارات التي من الممكن أن تستورد بها أجهزة من الخارج..
وتابع العكيدي: بعد نجاح عمل الجهاز الخاص بفرق الوزارة عرض على مجلس الوزارة في "هيئة الرأي" وكان موضع ترحيب من قبل الوزير بعد اثباته تفوقاً على الاجهزة المستوردة في امتحانات الثالث المتوسط، فتم تشكيل فرق من المشرفين من اختصاص الفيزياء لصنع مزيد من النسخ عن الجهاز والذي اصبحت كفاءته في العمل بعد تعديله بنسبة 100‎%‎. موضحاً: علماً أن النسخة الواحدة منه تكلف الوزارة اقل من 25 الف دينار عراقي يصنع من قطع متوفرة في الأسواق المحلية، فتم صنع ورشة خاصة لمتابعة تصنيع الجهاز في ورشة الابتكارات العلمية، مشيراً: الى "قلة نسخ الجهاز" حيث تم تخصيص عدد معيّن من الاجهزة لكل مديرية، فيضطر المشرفون لعمل جولات في المراكز المشتبه في احتوائها اجهزة للغش، مؤكداً حصول الوزارة على براءة اختراع للجهاز.

كيف تُسرّب الأسئلة؟
وفيما يخصّ اجراءات الوزارة لغرض لحفظ الاسئلة من التسرب بيّن العكيدي لـ(المدى): تعتمد وزارة التربية على كوادر موثوق بها جداً بعملية حفظ الاسئلة من التسرب، ويتم انتقاء اعضاء اللجان الفرعية بشكل حسّاس واعتماد السيرة الذاتية الخاصة بكل عضو. متابعاً: بالاضافة الى القوانين الصارمة التي تصل الى الحبس لمدة سبع سنوات والاعفاء من الوظيفة في حال تورط أحد الاعضاء المراقبين بموضوع تسرب الاسئلة، واعتباره فعلاً مخلاً بشرف الوظيفة. مرجحاً:  تسرب الاسئلة الى احتمالين اثنين "أما بقراءة الطالب للأسئلة كي يتسنى لمن يلقنه الحلول من خارج المركز الامتحاني سماعها ليبدأ بعملية ردٍ للأجوبة.
واستطرد العكيدي: من خلال التقصي اتضح أنه احتمال غير مقنع لأن الطلاب كما اكد بعضهم، لايستطيعون رد الاسئلة عن طريق الصوت وانتظار الصوت المقبل حاملاً الاجابة. مردفاً: لأن مراكز الامتحانات تعجّ بالمشرفين الذين يمشطون ممرات القاعة ذهاباً واياباً بشكل مستمر، فيسيطر خوف الرسوب لسنة كاملة على من يحاول التسريب بهذه الطريقة. مسترسلاً: أما الاحتمال الثاني يعمد بعض المراقبين من ضعاف النفوس الى تسريب الاسئلة عن طريق الصور وارسالها عبر برامج التواصل المتصلة بشبكة الانترنت. وهو الاقرب بعد التقصي والاطلاع على تجمعات المسربين في مواقع التواصل الاجتماعي. مؤكداً بأن الوزارة لديها تحقيقات مستمرة لمتابعة ظاهرة التسرب للوقوف عند المتورطين بذلك سواء كانوا من ملاكاتها أو غيرهم.
اثناء الحديث مع بائع السماعات، سألته عن جدوى قطع الانترنت، إذ بيّن: ان اجراء قطع شبكة الانترنت كان غير حاسم وقد اشتكت شركات الانترنت من تعرضها لخسائر كبيرة، بالاضافة لتوقف العمليات المختلفة للمواطنين ودوائر الدولة التي تعتمد على شبكة الانترنت. موضحاً: وفي حال قطع الانترنت لساعات اكثر، فإنه قد يعرض الوزارة للمقاضاة من قبل الشركات المتضررة، فعلى الرغم من تعاون شركات الانترنت مع الوزارة لغرض سلامة عملية اداء الامتحانات بمدة قطعها للشبكة، إلا أن المدة ليست كافية للسيطرة على عمليات التسرب واستخدام الاجهزة الالكترونية في الغش.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram