صدر في فرنسا مشروع قانون من أجل إصلاح العمل السياسي من خلال فرض معايير وقوانين أكثر مراعاة للاخلاق في السياسية ..ويمنع هذا المشروع المحاباة وتوظيف النواب والوزراء أعضاء من أسرهم وأقاربهم كما انه يمنعهم من مراكمة المقاعد في المجالس النيابية والبلدية في آن واحد ويمنع ايضا النواب من الترشح لأكثر من ثلاث مرات ..
هذا مايحدث في فرنسا أما مايحدث لدينا ، فلانرى وجوهاً جديدة عدا نفس الوجوه المستهلكة منذ عدة دورات انتخابية ومازالت تشحذ الهمم لخوض جولات جديدة وكأنها ترفع جميعا شعار ( ماننطيها ) الذي رفعه رئيس الوزراء السابق وكأن السلطة حكر على فئة دون اخرى وعلى وجوه دون أخرى ..إن كانت هذه الوجوه تعتقد أن السلطة مكافأة لهم على معارضتهم للنظام السابق إن لم يكن بالفعل او بالقول فبأضعف الايمان ، فهذا اعتقاد خاطئ لأن كل مرحلة تحتاج الى دماء جديدة والى أفكار مبتكرة ربما تنتشل البلد من مستنقع الخراب الذي يخوض فيه منذ أن تعاقبت على حكمه وجوه لا همّ لها إلا التمسك بمقاعد السلطة وتصفية حسابات قديمة وجديدة على حساب الشعب الذي ينتظر الفرج فلا يرى بصيص أمل منه ..
بعد ان خرجت داعش من الانبار والفلوجة ثم الموصل ، صار من الطبيعي أن نفكر في لملمة مابعثرته الاحداث السياسية فنعمر المدن ونعيد بناء نفوس ابنائها ليحرصوا عليها وتتضافرجهودهم مع جهود الحكومة لانقاذ مايمكن انقاذه ، لكن ملامح المرحلة المقبلة بانت منذ أن بدأت نفس الوجوه التي أضاعت تلك المدن تدعو الى اعمارها والهدف من ذلك ليس الروح الوطنية بل تقاسم المكاسب والمنح المالية التي سيتم رصدها لعملية اعمار المدن ..أتساءل ، هل نسي سكان تلك المدن من كان وراء ضياع مدنهم ليسمحوا من جديد بتسليم مقاديرهم ، وهل حظي مواطنو المحافظات الاخرى بأية خدمات من نوابهم الذين انتخبوهم ليعيدوا انتخابهم ويسمحوا لهم بتصدر المشهد السياسي من جديد ؟...لو حدث هذا فلا داع للشكوى من نقص الخدمات او شيوع الفساد في البلد فلايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ، وتلك الوجوه لاتسعى لتغيير ماتحمله من ضغائن واهداف شخصية بل تسعى الى التحالف مع الشيطان ذاته ان كان يضمن لها مقعدا في السلطة !!ولاينبغي على المواطن بعد ذلك ان يستغرب صعود اقارب المسؤولين واتباعهم حتى لو كانوا معدومي الشهادات والكفاءات ، فالسياسة في العراق تقوم على المحسوبية والمنسوبية في العمل السياسي التشريعي والتنفيذي والانتخابات تقوم على عمليات تزوير لم تعد تخفى على أحد ، وبالتالي ، واذا أدرك المواطن مايحدث حوله ستتكرر لدينا نفس الطرفة التي رافقت الانتخابات الجزائرية حين حقق حزبان جديدان اعلى نسبة في الانتخابات وهما حزب المقاطعين للانتخابات ، وحزب الاوراق الباطلة !!.لكن المؤلم في الأمر ان هذه الطرفة لو تحققت فعلا فلن تكون مضحكة لأنها ستمنح المرشحين فرصة أكبر للفوز بالتزوير وستخدمهم مقاطعة الانتخابات والاوراق الباطلة ...نحن الآن أمام اختيارين احلاهما مرّ ، فنحن نقف بين البحر والعدو كما حدث في زمن طارق بن زياد وعلينا ان نعبر البحر بمهارة لننجو أو نواجه العدو بجسارة لنصمد..
طرفة انتخابية
[post-views]
نشر في: 17 يوليو, 2017: 09:01 م