يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل فيفيان لي الممثلة البريطانية المشهورة بأدوارها المسرحية والسينمائية،ولدت فيفيان لي في عام 1913 ورحلت عن عالمنا في الثامن من تموز1967وبهذه المناسبة يستعد مزاد سوثبي لعرض بعض مقتنيات الفنانة الراحلة والتي تكشف
يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل فيفيان لي الممثلة البريطانية المشهورة بأدوارها المسرحية والسينمائية،ولدت فيفيان لي في عام 1913 ورحلت عن عالمنا في الثامن من تموز1967وبهذه المناسبة يستعد مزاد سوثبي لعرض بعض مقتنيات الفنانة الراحلة والتي تكشف عن جوانب غير معروفة من شخصيتها
فاغلب الناس يحملون صورة معينة للممثلة فيفيان ليه وربما، في واحدة من أدوارها الأكثر شهرة: سكارليت اوهارا في فيلم ذهب مع الريح أو يتذكرونها في دور بلانش دوبوا بطلة فلم عربة اسمها الرغبة. و ما تزال عالقة في ذاكرتهم صورها بالأسود والأبيض التي تؤرخ مسيرتها الفنية : تلك الامرأة السمراء المبهرة، واسعة العينين ذات الوجه الجميل ، والشعر المتموج المصفوف بإحكام، والشفاه الساحرة والنظرة الفاتنة ،. وسيتذكرون ايضا نجمة هوليود، والممثلة المسرحية العظيمة، و المرأة التي فازت باثنين من جوائز الاوسكار، وتزوجت لمدة 20 عاما من لورانس اوليفييه، قبل أن تموت في سن الثالثة والخمسين بعد اصابتها بمرض السل.
وقد يعرفونها كنجمة تخللت حياتها الزوجية انواع العواصف. و عانت من اضطرابات نفسية طوال حياتها. وأولئك الأقرب لها كانوا شهودا على نوبات الأرق التي كانت تعاني منها ، والتي كانت تتبعها نوبات من الغضب والصياح تجعلها تبدو على حافة الجنون ، ثم تليها فترة من الاكتئاب العميق وتنسى فيها كل ما فعلته.
كانت تتميز بتصرفاتها الغريبة. فخلال رحلة إلى لوس أنجلوس في عام 1953، بدأت بالهلوسة وحاولت القفز من الطائرة. ثم نقلت إلى إنكلترا لتلقي العلاج في مستشفى للأمراض العقلية، حيث خضعت للعلاج الكهربائي. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت بالادمان على الشراب . ". تطلقت من زوجها الممثل والمخرج لورنس اوليفيه في عام 1960 وتوفيت فيفيان لي بعد سبع سنوات.
ولكن هناك جانب آخرفي حياة فيفيان لي الخاصة ، لم يتم الكشف عنه حتى الآن ، لكن مزاد سوثبي. في لندن سيعرض في ايلول المقبل عددا من المقتنيات الشخصية لفيفيان لي ، فضلا عن مجموعة مختارة من لوحاتها، وسيمثل ذلك فرصة لالقاء الضوء من جديد على تلك الممثلة كأمرأة غاية في الذكاء والذوق،
فقد كانت تتمتع بحس فني راق ، و كانت تمتلك مجموعة من أعمال كبار رسامي سنوات ما بعد الحرب مثل جون بايبر، ووليام نيكولسون وأغسطس جون. كما أنها كانت تمارس الرسم كهواية ومن اجل المتعة، كما يتضح ذلك من حقيبة لها تحتوي على علب الالوان الزيتية وزجاجة من سائل زيت التربنتين.
وكان واضحا أن فيفيان لي كانت تحب الحياة المنزلية، بعيدا عن الأضواء. ويحوي منزلها العديد من قطع الأثاث التي تم اختيارها بعناية وذوق رفيع، فضلا عن صور لها مع لورنس أوليفييه، تعج بالسعادة (في احدى الصور يظهر الزوجان وكل منهما يحاول ارتداء احد القمصان في نفس الوقت، وتبين الصورة التالية أنهم تمكنوا من ذلك في نهاية المطاف)، بالإضافة إلى صور يظهر فيها ضيوف عاديين في منزل الزوجين، في باكينجهامشاير.
واحدة من هذه الصور يظهر فيها ديفيد نيفن وهو يقفز الى حوض السباحة وستعرض للبيع أيضا باروكة شعر شقراء للممثلة وخاتم زواجها من من لورنس أوليفييه، محفور عليه أسمائهم وعبارة 'الى الابد'.يقول فرانسيس كريستي، رئيس مزاد سوثبي: "تظهر هذه المقتنيات جانبا مختلفا حقا من حياتها ". لم يعرفه سوى افراد العائلة والأصدقاء المقربون ويتذكر نيفيل فارينجتون حفيدها البالغ من العمر 58 عاما، ، زيارته لجدته وهو طفل وكيف شن هجوما على غرفة ملابسها ليبحث عن ملابس القراصنة. كما يتذكر بشكل واضح الجهد الذي كانت تبذله من أجل جعل الأمور جميلة.
ويتذكر ايضا قائلا"تناولنا ذات مرة الغداء في حديقة المنزل التي كانت تطل على بحيرة وكانت هناك سلة للخبز على شكل بجعة،. فقد كانت جدته، التي توفيت عندما كان نيفيل في الثامنة من العمر مغرمة بالحيوانات الأليفة
.وعندما يطلب منه أن يصفها فان الكلمة الأولى التي تتبادر إلى ذهنه . 'انسانة مرحة '. كما كانت، تقول والدته الراحلة، سوزان (وهي ابنة فيفيان لي الوحيدة، من زواجها الأول من المحامي لي هولمان)، "وكانت في بعض الأحيان، مشاكسة لكنها كانت صريحة، وذكية جدا وقارئة جيدة ايضا"..
كانت فيفيان لي فنانة مثقفة للغاية. وربما كان هذا أحد اسباب قيامها بالتمثيل بشكل صادق وبعمق. وفي العديد من النواحي، كانت سابقة لزمانها. كانت تعيش أدوارها بالكامل، حتى أنه من الصعب أن تميز الفارق بين فيفيان لي و بلانش دوبوا أو سكارليت اوهارا. وقد قالت ذات مرة أن "التمثيل بالنسبة لي هو الحياة، ، وينبغي أن يكون.كذلك "
ولكن كانت لها حياة أخرى أيضا: حياة منزلية في بيت يتكون من غرف جميلة تحوي كتبا ولوحات فنية حيث تشعر بخصوصيتها، بعيدا عن الأضواء التي لا ترحم. وكما يقول حفيدها، ربما كان أعظم أنجازات فيفيان لي هي الطريقة التي عاشت بها حياتها الخاصة.
عن: التلغراف