عبد الزهرة المنشداويدائما ما اسمع مواطنين يتكلمون عن جرائم خطف في مناطق عديدة من بغداد ليساوموا عليها ذوي المخطوف على اموال طائلة،وبعكسه تذهب حياة المخطوف على أيديهم .منذ فترة كنت في نقاش مع صديق يمتهن المحاماة فسألته عن الحكم الذي يمكن ان يوقع على الجناة في مثل هذه الجرائم .
فأجابني بالقول ان الجريمة هذه تقع تحت طائلة المادة433 من قانون العقوبات. لم يكن يهمني معرفة المادة ورقمها بقدر ما كان يهمني العقوبة التي يمكن ان تنزل بالجناة وعرفت منه انها لا تتجاوز الخمس عشرة سنة. برأيي ان الحكم بهذه المدة غير مكافئ لمثل هذه الجريمة الشنعاء وليس قاسيا كما خمنت لذلك كنت اظن انه اشد واكثر قسوة لجهلي بالقانون اولا ولتعاطفي مع من تقع عليه هذه الجريمة. جريمة الخطف اعدها من اخطر الجرائم التي يصيب بها مجتمع من المجتمعات، ولاسباب منها انه لا يمكن القيام بها لشخص واحد وتستدعي فريقا من الاشرار على درجة كبيرة من الخبث والدهاء والتنظيم فهي تستدعي مراقباً (علاساً) وخاطفاًَ ومفاوضاً ومقرراً ومكاناً منتقى بسرية كبيرة اي انها عملية يغلب عليها التنظيم والتخطيط اكثر من عمليات اجرامية اخرى كالسرقة او القتل او غيرها من الجرائم التي تقع دونما قصد.لذلك اعد جناتها اخطر المجرمين طرا في مجتمعنا واجدهم من المساهمين في نشر الفوضى والمساهمة في جعل الامور تزداد تعقيدا والاجواء غير مستقرة وتبعث على قلق المواطن في بيته وخارج بيته. الذين تحدثوا عن هذه الجرائم من الذين التقيتهم لم يسموا منطقة او محافظة بهذه الجريمة دون غيرها فهي منتشرة في كل مكان ومن الاسباب التي ساعدت عليها قيام تجمعات عشوائية انسل اليها العديد من ممتهني الجريمة ووجدوا فيها ملاذا آماناً لممارسة الجريمة بعيدا عن اعين الجهات الامنية.مناطق السكن العشوائية لابد وان تخضع لنظام يمكن التعرف من خلاله على العوائل التي تسكن في هذه الاماكن وايجاد الاشخاص الذين توكل إليهم مهمة ادارة هذه النواحي والتعرف على الموجودين من اجل ردع الذين يبيتون شرا للمواطن وردعهم قبل ان يرتكبوا جرائمهم الشنعاء . اما الجانب الاخر الذي تتوجب الاشارة إليه ونحن نتحدث عن ما يهدد مجتمعنا من مخاطر اجرامية فهو خلو المجمعات السكنية من مراكز الشرطة التي يمكن لها الكشف عن هذه العصابات والقاء القبض عليها . الآن نقاط التفتيش المتحركة للشرطة والجيش حلت محلها وواجبات هؤلاء الافراد حددت بمهام بعينها ما جعلها خارج التجمعات السكنية. ما يجلب الانتباه ان احد الضحايا ذكر بأنه تم نقله ما بين منطقتين بواسطة سيارة مرت على أكثر من نقطة تفتيش وعقد الامل على خلاصه من خلال كشف اسلحتهم التي كانوا يحملونها ولكن ذلك لم يحدث .!
شبابيك :جريمة خطف
نشر في: 23 فبراير, 2010: 05:24 م