نظم نادي القراءة في كربلاء أمسية قدمتها شابتان ربما هي الأولى من نوعها في المحافظة التي دارت حول مناقشة كتاب (أشياء لن تسمع بها أبداً) لعالم اللغويات نعوم تشومسكي. في بداية الأمسية قالت المقدمة نور العابدي، إن الامسية اليوم هي ثقافية فلسفية وربما أيض
نظم نادي القراءة في كربلاء أمسية قدمتها شابتان ربما هي الأولى من نوعها في المحافظة التي دارت حول مناقشة كتاب (أشياء لن تسمع بها أبداً) لعالم اللغويات نعوم تشومسكي.
في بداية الأمسية قالت المقدمة نور العابدي، إن الامسية اليوم هي ثقافية فلسفية وربما أيضاً سياسية لأنها تناقش كتاباً لواحد من علماء اللغة والمفكرين العشرة الأكثر تأثيراً في العالم وله مايزيد عن الثلاثين منشوراً في اللغويات وأكثر من أربعين كتاباً في السياسة ومئات المقالات والمقابلات، وتضيف أن أصله اليهودي لم يمنعه من مهاجمة الصهيونية ولا جنسيته الأمريكية من فضح السياسات الأمريكية.. وتبيّن أن هذا الكتاب هو عبارة عن مجموعة مقالات ولقاءات أجريت معه، وفيه يعبر عن آرائه السياسية التحررية الصادقة أشد الصدق، حيث كشف لنا عن نفاق الإدارة الأمريكية في ادعائها بأنها أعظم ديمقراطية على وجه الأرض ولديه أدلة كثيرة تؤكد رأيه أن الإدارة الأمريكية تدّعي الديمقراطية ولكنها تحت شعار حماية الأيدلوجية الرأسمالية وتعمل على تطويق أيّ رأي اشتراكي.
ثم تحدثت الباحثة والناشطة نور عطا الله التي قالت إن نعوم اعتمد على التحليل الموضوعي العميق الاهتمام بالأسباب البعيدة والقريبة للظواهر والتقديم الأدلة الوثائقية.. وبينت في تعريف نعوم الساخر للإرهاب (الإرهاب هو ما يعتبره قادتنا كذلك) وكيف ميز بين إرهاب الإفراد وإرهاب الدول موضحاً بأن إرهاب الإفراد لا يشكل شيئاً إمام إرهاب الدول وإن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الارهابية القائدة في العالم وصلة المنظمات الإسلامية المتشددة بالمخابرات الأمريكية مثلما تطرق الى مسألة عسكرة الفضاء من قبل الولايات المتحدة وما البرامج الصاروخية الدفاعية إلا عنصر بسيط من هذا البرنامج الطموح، وتابعت نور الحديث عن العولمة الحقيقية التي تضع حقوق الناس الذين هم من لحم ودم على رأس أولياتها، ولا احد يعارض العولمة الحقيقية سوى بعض المتعصبين مميزاً بين المعنى التقني للعولمة الذي يتفق معه العمال والشركات والمعنى العقائدي للعولمة الذي خصصه المدافعون عن أسلوب حقوق المستثمر في التكامل وحولوها إلى ما يدعى (اتفاقيات التجارة الحرة) فهو يتحدث عن التجارة الحرة ولانتهاكاتها التي حولت منظمة التجارة العالمية إلى ضمانات تسعيرية مركزاً على مقولة ثيوسيديدس (إن القوي الذي يفعل كما يريد والضعيف يعاني كما يجب) .. وتمضي عطا الله في حديثها، أن نعوم تطرق الى مصطلح الحرب العادلة بقوله، إن أفعال العالم الحقيقي غالباً ما تفترض بديهة ثيوسيديدس وهذا ليس غير عادل بشكل لا يتقبل الشك بل هو تهديد فعلي لبقاء الجنس البشري، وإن الحقائق يتم تجاهلها حتى الواضحة جداً منها، وبينت رأي نعوم في مسألة التغير الاجتماعي الذي لم يكن خطياً.