أبي.. يا أبيإني تعبتُوحقّكَ إني تعبتُوحقِّ ترابك أني تعبتُألستَ تراني تقسّمتُ نصفينِ..نصفٌ يقسّمُ نصفاً-وقد كنت مثلك واحد- أبي.. يا أبيإني تعبتُأنا ابنك.. ما تبقّى لك في الارضِلا حولَ لي سواكولا ابن لي قد يزور ترابي- -والحبيبُ يزارُينثر الآسَ ف
أبي.. يا أبي
إني تعبتُ
وحقّكَ إني تعبتُ
وحقِّ ترابك أني تعبتُ
ألستَ تراني تقسّمتُ نصفينِ..
نصفٌ يقسّمُ نصفاً
-وقد كنت مثلك واحد-
أبي.. يا أبي
إني تعبتُ
أنا ابنك.. ما تبقّى لك في الارضِ
لا حولَ لي سواك
ولا ابن لي قد يزور ترابي
- -والحبيبُ يزارُ
ينثر الآسَ فوق ترابي
ويقول: أبي.. يا أبي
إني تعبتُ
أنا ابنكَ.. يقتربُ الموتُ أقرب منكَ
لكنني ما أزالُ
ابنك الأحمقَ اللاأحدَ المتفردَ في السوقِ
حيث أبدلُ وجهيَ كل صباح
إنه السوق يا أبي
لا صمتَ يكفي هناك
لأراك
حيث يسعى البشر
حيث لا أحدٌ يراني
حيث لا أراكَ
ولستَ تراني
أوقد النورَ كيما ترانيَ..
ثمةَ شمعٌ يذوبُ على الزاوية
أنا واقفٌ فوق قبركَ أنتظرُ النورَ..
أو إطفىء النورَ..
لا صمتَ يكفي هناك
لأراك
أبي-لا أباً لك-
خذ الصوتَ حتى أراك
ألستَ تراني
أذرع الارضَ منذُ موتكَ..
أزرعها ثم أرحلُ..
أنثر الآسَ حيثُ تكون
كلها الأرضُ قبركْ
وكأنك متّ هنا.. وهناك
تعبتُ
وأنا أنثر الآسَ.. أنثر ثم أغادرُ
لكنني لا أرى سوى حجرٍ على القبرِ..
ظلاً من القبرِ فوقي
يطلّ وينسحبُ
وأرى صخرةً تتمدّد فوقكَ
حمراءَ، نسراً يطيرُ
ويهبطُ فوق الصخور
وحشائشَ تكبر فوقكَ.. فوقي
على قبرينِ تكبرُ..
قنطرةٌ من الضوء تمتدّ
بيني وبينك.. ثمّ تغيبُ
ذلك الظلّ يقبل ثانيةً
يصادقني في الصباحِ
وألقاه في المساء
يطولُ عليّ ليأخذني لترابك،
يأخذ الصوتَ حتى أراكَ..
شقيقينِ صرنا..
يا ابن أمي.. وأبي.