TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ظاهرة الخطف والقتل تتجاوز الخطّ الأحمر

ظاهرة الخطف والقتل تتجاوز الخطّ الأحمر

نشر في: 23 يوليو, 2017: 05:13 م

 

adnan.h@almadapaper.net

هل محض صدفة  أن تعود عمليات الخطف والقتل في بغداد وسائر المدن الكبرى، وحتى في بعض البلدات الصغيرة، مع انطلاق عمليات تحرير الموصل، ثم تتصاعد مع احتدام المعارك ، ثم تنفلت هذه الأيام، بعد إنجاز مهمة التحرير؟
يعود الخطف والقتل الآن ليصبح ظاهرة يومية مثلما كان قبل سنوات. هذه المرة تختلط هويات المخطوفين والقتلى على نحو لا يترك مجالاً للشك في أن الأمر يتعدى كونه جرائم عادية، وأن ثمة هدفاً مركزياً لها في المجمل هو زعزعة الأمن وعرقلة استعادة الاستقرار اللازم للتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية المُستحقة في مرحلة ما بعد داعش.
ما كان لهذا أن يكون لو لم يكن هناك تهاون من الدولة ودوائرها ومؤسساتها المختلفة في فرض القانون .. من قانون المرور إلى قانون مكافحة المخدرات وسواهما.
ما كان لهذا أن يكون لولا التواكل في حظر حمل السلاح  ومنع نشوء الجماعات المسلحة خارج الدولة، وفي فرض الانضباط على مَنْ قيل إنها صارت تتبع الدولة الآن من هذه الجماعات.
ما كان لهذا أن يكون لولا الانصراف عن مكافحة الفساد الإداري والمالي وفي ملاحقة الفاسدين المتمترسين في عمق الدولة وفي قلب أجهزة الأمن ... لا تعيدوا علينا إسطوانة القضايا التي حكمت فيها محاكم النزاهة، فهذه جميعاً لا تمثّل أكثر من نقطة في بحر.. الفاسدون الكبار لم يمسّهم أحد، بل محظور حتى الاقتراب منهم ومن ملفات فسادهم الخطيرة.
المهمّ في الموضوع برمّته أن كل هذا الانتهاك للقانون وتحدّي الدولة والانفلات في ارتكاب الجريمة، تجري مع وجود نحو مليون عنصر في الاجهزة المعهودة إليها مهام حفظ النظام والأمن .. الشرطة بصنوفها المختلفة وقيادات العمليات وأجهزة الأمن الوطني والمخابرات والاستخبارات... ما الذي تفعله حشود هذه الأجهزة إن لم تستطع وقف عمليات الخطف والقتل المنفلتة، أو في الأقل الحدّ منها تدريجياً؟
والسؤال الأهم لماذا توجد هذه الأجهزة ما دامت لا تقوم بواجباتها في أدنى حدوده ومستوياته؟
والسؤال الأكثر أهمية : هل تلزمنا كل هذه الاجهزة بكل تكاليفها المالية فيما الأمن غير مستتب والنظام غير محفوظ؟
ظاهرة الخطف والقتل تجاوزت كثيراً جداً الخط الأحمر .. رئيس الوزراء والقيادات الأمنية مطالبة على نحو ملحّ للغاية بدراسة الأمر دراسة جادّة ووضع المعالجات الصحيحة ، بما في ذلك إعادة هيكلة هذه الأجهزة وتغيير قياداتها.
حفظ الأمن الداخلي بأهمية محاربة الإرهاب، والإرهاب سيكون متمكناً منّا مع انهيار الأمن الداخلي.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram