الكتاب: تحيا أميركا الجنوبية تأليف:أوليفر بالشترجمة: عبد الخالق علي ربما مرت مئتا عام منذ ان قاد سيمون بوليفار الثوار الذين غيروا الكثير في النظام الاستيطاني للعالم القديم في اميركا الجنوبية , الاّ ان روح الثورة في القارة مازالت حية و متأجج.هذه هي المقدمة التي شرع حولها الصحفي اوليفر بالش برحلة أخذته من الحدود الجنوبية لشيلي و الأرجنتين الى كولومبيا و فنزويلا , موطن بوليفار ,
زار خلالها تسعة بلدان في طريقه. يقول بالش , و هو يخرج , بخطوات المحرر العظيم , في مغامرته التي استمرت عاماً كاملاً: " رغم ان معركة الافكار من المفترض ان تكون قد انطمرت مع جدار برلين , فإن السياسة المبنية على التقسيمات الطبقية و هواجس البارونات اللصوص المتسللين وسط هذه التقسيمات تبقى قوية في اميركا الجنوبية ". يعتقد بالش بأن القارة غاضبة , و يريد ان يكتشف سر هذا الغضب. النتيجة هي مزيج غريب من قصص الرحلات و القصص الأخبارية , يتعرف المؤلف من خلالها على زراعة الكوكا غير القانونية , و الاطفال العاملين في مناجم بوليفيا , و على مشاكل الأيدز و ظلم المرأة في شيلي , و الغرور السياسي في الأرجنتين، و الفساد المنتشر في البورغواي (أكثر مناطق القارة فوضويةً), و على " التحامل " و " التفرقة العنصرية " في البرازيل حيث أمضى بالش أربع ليال و هو يتحاشى افراد العصابات و يصحو على أصوات الاطلاقات النارية , و يتعرف على الكثير من الخلافات الدينية , و يصاب بالمرض بسبب تسمم الطعام أثناء سفرته الى (ماكو بيكو) في بيرو (يتناول " إنكا كوكا " و هي مشروب أصفر فوّار يشبه الفضلات المشعّة) لكي يشعر بالتحسن , و يذهب لصيد القرود العنكبوتية (طعمها أفضل من القرود الصائحة) في الأكوادور مع الصيادين الذين حلّت محلهم الشركات متعددة الجنسيات التي جاءت تبحث عن النفط و الفحم.في كولومبيا يتحدث بالش مع ضحايا أسياد المخدرات , و يواجه الإحباط مع ثورة هوجو شافيز الاشتراكية (و نقص آلات تصريف العملة) في فنزويلا , بالإضافة الى ولع (إيل كوماندانت) بمقارنة نفسه ببوليفار البطل القومي.هذا الكتاب ليس دليلاً للسيّاح , و انما هو استبصار في قارة لاتزال في حالة تغيير , حيث تبدو " القشرة الهشة للعملة الورقية الأميركية الخضراء " متعددة الأهمية.عن التايمز / 2 كانون الثاني 2010
رحلة في القارة المضطربة
نشر في: 23 فبراير, 2010: 06:17 م