ارتفعت أسعار النفط، أمس الاثنين، بعد تراجعها بشكل كبير في جلسة التعاملات السابقة، بعد أن عززتها توقعات بأن الاجتماع المشترك الذي تعقده دول أوبك وأخرى من خارجها قد يعالج ارتفاع إنتاج نيجيريا وليبيا، العضوين في أوبك، والمعفيتين حتى الآن من خفض الإنتاج.

ارتفعت أسعار النفط، أمس الاثنين، بعد تراجعها بشكل كبير في جلسة التعاملات السابقة، بعد أن عززتها توقعات بأن الاجتماع المشترك الذي تعقده دول أوبك وأخرى من خارجها قد يعالج ارتفاع إنتاج نيجيريا وليبيا، العضوين في أوبك، والمعفيتين حتى الآن من خفض الإنتاج.
ويجتمع وزراء من أوبك ومن دول منتجة للنفط من خارج أوبك في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، لبحث اتفاقية خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية آذار 2018.
وقد توصي اللجنة بحد أقصى مشروط لإنتاج نيجيريا وليبيا من النفط، وذلك حسبما قالت مصادر مطلعة على المحادثات، على الرغم من إبداء بعض المحللين شكوكهم العميقة في أن تقوم المجموعة بمثل هذه الخطوة.
وقال كانيم جوكون، وهو مخطط ستراتيجي لمؤسسة أوكاتو شوجي للسمسرة في اليابان، إن "اللجنة قد تصدر بياناً بشأن التعاون في تخفيضات الإنتاج، لكن خفض ليبيا ونيجيريا إنتاجهما يعد أمراً صعباً، نظراً لأن ليبيا بدأت للتو الخروج من أزمتها على سبيل المثال".
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله، إنه يجب وضع حد أقصى لإنتاج ليبيا ونيجيريا عند استقرار إنتاجهما.
وارتفع سعر خام برنت القياسي تسليم شهر ايلول 24 سنتاً إلى 48.30 دولار للبرميل بحلول الساعة 03:16 بتوقيت غرينتش الاثنين.
وكان سعر التعاقد قد انخفض عند الإغلاق يوم الجمعة 1.24 دولار أو 2.5 في المئة، بعد توقع شركة استشارية حدوث ارتفاع في إنتاج أوبك خلال تموز على الرغم من التعهد بكبح جماح الإنتاج.
وارتفع سعر خام غرب تكساس الأميركي الوسيط تسليم شهر ايلول 17 سنتاً إلى 45.94 دولار.
من جانبها قالت السعودية العضو البارز في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) امس الاثنين، إن المنظمة ستعالج بسرعة ضعف مستوى الالتزام بخفض الإنتاج من جانب بعض الدول الأعضاء وإنها ستراقب زيادة إنتاج نيجيريا وليبيا المعفاتين من تقليص الإنتاج.
واتفقت أوبك مع عدد من المنتجين بقيادة روسيا على تقليص إنتاج النفط بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً بدءاً من كانون الثاني 2017 وحتى نهاية آذار العام المقبل. لكن جرى إعفاء ليبيا ونيجيريا من الاتفاق لمساعدتهما في التعافي بعد سنوات من الاضطرابات.
وقاد اتفاق تقليص الإنتاج أسعار الخام إلى الارتفاع فوق 58 دولاراً للبرميل في كانون الثاني، لكن الأسعار عاودت الانخفاض منذ ذلك الحين إلى نطاق بين 45 و50 دولاراً للبرميل، حيث أخذت جهود تقليص المخزونات وقتاً أكثر مما كان متوقعا.
وبددت زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي أثر خفض الإمدادات كما هي الحالة بالنسبة لإنتاج ليبيا ونيجيريا المتنامي.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، خلال اجتماع لجنة مراقبة اتفاق أوبك مع المنتجين المستقلين "يجب أن نقر بأن السوق تحولت إلى الهبوط وسط عدّة عوامل أساسية تقود هذه المعنويات".
وإلى جانب السعودية، تضم اللجنة كلاً من روسيا والكويت وفنزويلا والجزائر وسلطنة عمان وتتمتع بسلطة إصدار توصيات بإجراءات لمنتجين آخرين منخرطين في الاتفاق وفق أوضاع السوق، ومن المنتظر أن تعلن اللجنة موقفها في وقت لاحق من يوم الاثنين.
وقال الفالح، إن ضعف مستوى الالتزام من جانب بعض أعضاء أوبك وزيادة صادرات المنظمة يساعدان على انخفاض الأسعار.
في سياق متصل، أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن موسكو "التزمت اتفاق خفض إنتاج النفط، ليبلغ متوسط انتاجها 10.947 مليون برميل يومياً في تموز الجاري».وعن التزام خفض 300 ألف برميل يومياً وفقاً للاتفاق مع دول «أوبك»، قال «وصلنا حالياً إلى تقليص إنتاج النفط بمقدار 300 ألف برميل يومياً مقارنة بمستويات إنتاج تشرين الأول (أكتوبر)، وذلك منذ بداية أيار (مايو) الماضي، حتى بلغ هذا الشهر نحو 10.947 مليون برميل يومياً".
وكان وزير النفط الكويتي عصام المرزوق، وصف أول من أمس، التزام الدول الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة خفض الإنتاج بأنه «جيّد»، ملمحاً إلى إمكان حدوث خفض أكبر للإنتاج. وقال للصحافيين، إن لجنة فنية من دول «أوبك» والبلدان غير الأعضاء "تشعر بالرضا إزاء التقارير الواردة من ليبيا ونيجيريا".