استقبل مؤخراً رصيف تحميل حاويات شركة "غلفتينر" الاماراتية في العراق اكبر ناقلة حاويات ترسو في رصيف ميناء أم قصر، وفيما تبلغ حمولتها أكثـر من 2,500 حاوية، بيّنت شركة "غلفتينر" الاماراتية للتحميل أن هذا الحدث يعد انجازاً كبيراً لميناء أم قص
استقبل مؤخراً رصيف تحميل حاويات شركة "غلفتينر" الاماراتية في العراق اكبر ناقلة حاويات ترسو في رصيف ميناء أم قصر، وفيما تبلغ حمولتها أكثـر من 2,500 حاوية، بيّنت شركة "غلفتينر" الاماراتية للتحميل أن هذا الحدث يعد انجازاً كبيراً لميناء أم قصر، الى ذلك اكدت الموانئ العراقية، أن دخول بواخر عملاقة تحمل شحنات بهذا الحجم، هو تعظيم لواردات الموانئ العراقية التي يمكنها أن ترفد خزينة الدولة بمبالغ هائلة وتسهم بالقضاء على البطالة في المحافظة من خلال تشغيل الكثير من الايادي العاملة.
ناقلة الحاويات السفينة YM ويلث التايوانية، وصلت الى ميناء أم قصر وهي محمّلة بأكثر من 2,500 حاوية، حيث تقوم شركة "غلفتينر" الاماراتية بمهام تفريغ الحاويات في رصيف ميناء أم قصر وتحميلها في شاحنات النقل.
وجاء في بيان شركة "غلفتينر" بأن مدير سلطة كمارك أم قصر اسامة علي المالكي ومدير عام شركة النقل البحري الوطنية رافع يوسف عباس، كانا يشرفان على عملية تفريغ حمولات الشاحنة التي تقوم بها منشآت شركة "غلفتينر" في رصيف الميناء .
مدير شركة "غلفتينر" الاماراتية لتحميل الحاويات فليمنغ دالغارد، قال في بيان الشركة "إن وصول الناقلة YM ويلث تمثل حدثاً كبيراً للشركة، وكذلك لميناء أم قصر . إن هذا الانجاز يعزز من تعهدنا في توفير احسن خدمات منشآت تفريغ الحاويات في الموانئ العراقية ."
وأضاف دالغارد بقوله "إن الفرص الكبيرة التي يوفرها السوق العراقي لايزال يعطينا حافزاً لتطوير خدماتنا وقدراتنا في العراق لنجذب كبريات بواخر النقل العالمية للرسو في ميناء أم قصر ."
مدير الموانئ العراقية أنمار الصافي يقول في حديث لـ (المدى)، بعد تحسين اعماق القنوات الملاحية وجهات الأرصفة، بدأت هناك بواخر كبيرة وعملاقة تدخل موانئنا بحمولات مباشرة سواء من الصين ودبي ودول أخرى، مضيفاً: وتعد هذه الباخرة هي الحمولة الاكبر منذ تأسيس الموانئ العراقية وحتى الآن، حيث لم تدخل باخرة تحمل شحنة 2500 حاوية، وربما بعد تحسين الاعماق الملاحية لدينا بشكل نهائي ووصولها الى عمقها التصميمي الذي هو 12 متراً ونصف، يستطيع الميناء استقبال بواخر اكثر واكبر حمولة من هذه الباخرة، معتبراً ذلك انجازاً مهماً ليس للموانئ العراقية فقط، بل لوزارة النقل، كون البواخر كانت ترسو على موانئ اقليمية قريبة وتفرغ حمولاتها على بواخر صغيرة، اصبحت الآن كل تلك البواخر تدخل وتفرغ حمولاتها بشكل مباشر على موانئنا.
ويرى الصافي: أن الأمر يعود لجملة أمور، اولها تحسين اعماق القنوات الملاحية والأرصفة، كما أن التعاقد مع شركات التشغيل المشترك سواء من خلال الشركة المذكورة في التقرير أو الشركات الأخرى الامريكية والالمانية والفرنسية والفلبينية والبلجيكية وأخرى كثيرة، وهذه كلها شركات عالمية خبرتها كبيرة ومهمة وناجحة في ادارة الموانئ العالمية، بالتالي فإن هذا التعاون أدى الى تطوير وتأهيل الارصفة بأحدث آليات المناولة والرافعات الجسرية الجيدة، مع وجود آليات ومعدات للمناولة حديثة ومتطورة تستطيع البواخر من خلالها أن تفرغ حمولتها بسرعة قياسية.
واستدرك: بعد 2003، اتخذت الموانئ العراقية جانباً مهماً جداً في العمل من خلال طريقة التعامل بالتشغيل المشترك من خلال عقود ناجحة مع الشركات المذكورة، التي وضعت لنا حلولاً كبيرة في العمل، وبعد أن كانت بداية الأمر عقوداً قصيرة الأمد لا تتجاوز الثلاث سنوات أو خمس كحد اعلى، لكن عندما نحجت لدينا التجربة قمنا الآن، بإبرام عقود مع هذه الشركات تتجاوز الـ25 سنة.ويؤكد الصافي، أن دخول بواخر عملاقة وحمولات بهذا الحجم هو بلا شك تعظيم لواردات الموانئ العراقية بشكل كبير، مما يخدم موازنة الدولة العامة بمبالغ هائلة، كما يسهم بدعم الاقتصاد العراقي وتعزيز فكرة أن البصرة عاصمة العراق الاقتصادية، مواصلاً: وهذه الجوانب المهمة التي عملت عليها الموانئ مع النفط كي تكون داعماً للاقتصاد العراقي، لأن ما تضيفه البصرة الى موارد الدولة وخزينتها سواء من الموانئ والنفط قادر على جعلها بحق عاصمة العراق الاقتصادية.ويتابع، فعندما ترد بضائع وشحنات للعراق بشكل اكبر تشغل الكثير الكثير من الايادي العاملة، الأمر الذي نستطيع من خلاله السيطرة على الكثير من الأمور وأهمها القضاء على مسألة البطالة كونها توفر فرصاً كبيرة للعمل، سواء من خلال الاعمال اليدوية للشحن والتفريغ، أو من خلال تشغيل اعداد هائلة من الشاحنات.
وكانت شركة "غلفتينر" قد وسعت من عملياتها في العراق عام 2008 بكونها اول شركة عالمية تقيم رصيف تفريغ وتحميل حاويات في ميناء أم قصر . وبالإضافة الى عملها في رصيف حاويات أم قصر ICT فإن الشركة تعمل ايضاً في مشروع الرصيف العراقي IPT .
في عام 2015 انشأت شركة "غلفتينر" أيضاً مركز أم قصر للخدمات اللوجستية ضمن مساحة تقدر بحدود 750 الف متر مربع توفر دعماً لوجستياً مهماً لقطاع مشاريع النفط والغاز في العراق .
وكانت عمليات الملاحة والكوادر البحرية بالتنسيق مع ادارة ميناء أم قصر قد اعلنت في 17-7-2017، أن ميناء أم قصر الشمالي قد استقبل الباخرة (MSC BUSAN)وتحمل 1043 حاوية تم ارساءها على رصيف 14، كما رست في وقت سابق باخرتان الاولى تسمى الباخرة ( YM EFFICIENCY ) وتحمل 1319 حاوية وتم ارساءها على رصيف 11 ، فيما كانت الباخرة ( HANSA OFFENBURG ) تحمل 624 حاوية تم ارساءها على رصيف آخر.
وتسعى ادارة الموانئ العراقية لتطوير عمل الموانئ كونها تمثل احد اركان التنمية بمجالاتها كافة، لما يشكله هذا القطاع الحيوي من اسهام كبير من واردات وصادرات العراق، كما أن الضرورات المستقبلية تفرض علينا بحسب مختصين العمل على تسخير كل الطاقات والجهود المتاحة من اجل تطوير وتحديث عمل موانئنا لما ستحققه هذه الموانئ من منافع اجتماعية كإيجاد الآلاف من فرص العمل للمواطنين من خلال اقامة شركات ملاحية ومصانع تعتمد على الميناء ومنافع تجارية كالاستيراد والتصدير ومنافع مالية كالاستثمار الاجنبي وتدفق العملات الاجنبية ومنافع سياسية كعدم الاعتماد على دول أخرى في عمليتي الاستيراد والتصدير .
وتعد الموانئ البحرية من أهم دعائم اقتصاديات الدول نظراً لأن 95 % من حجم البضائع المنقولة عالمياً تتم عن طريق النقل البحري، لذلك فإن الحكومات تسعى دائماً لتطوير خدمات الموانئ حتى تتمكن من جذب خطوط الملاحة العالمية لجعل موانئها موانئ محورية ومراكز إقليمية للنقل البحري ليتم من خلالها إنجاز عمليات نقل البضائع إلى الموانئ الفرعية في الدول المجاورة.