الكتاب: آرثر كوستلرتأليف: ميشيل سكاميل ترجمة: ابتسام عبد اللهعاد آرثر كوستلر إلى الأخبار، أو على الأقل إلى صفحات الكتب. والسبب هو صدور سيرة حياته بقلم ميشيل سكاميل.الكثير من الأسئلة قد أحاطت بكو ستلر والجوانب المتعددة من حياته والخاصة منها بالذات والتي اصبحت في حينها، قبل عشر سنوات،
مدار اهتمام الصحف، خاصة السيرة التي كتبها عنه ديفيد سيزاراني، وركز فيها على علاقته النسائية، علماً ان في حياة كوستلر جوانب أخرى تستحق الاهتمام والكتابة عنها.كانت حياته، غير اعتيادية بأحداثها أو يتناولها معظم الاحداث المهمة التي جرت في القرن العشرين. كان كوستلر شيوعياً وصهيونياً. ولكنه بعد ان فقد اهتمامه بالشيوعية، غدا ناقداً بارزاً للاتحاد السوفيتي (التي تجول فيها في الثلاثينيات من القرن الماضي).كما ان كوستلر قد سجن من قبل فرانكو عام 1937 وبجهد نجح في الإفلات من النازيين في خلال الحرب العالمية الثانية. وكان هناك عندما انشئت " إسرائيل".وتعلق بالوجوديين في باريس، وهو ايضاً لعب دوراً اساسياً في بدء حملة الدعاية للغرب بعد الحرب العالمية، ضد السوفيت، وفيما بعد في الحملة المناهضة " للحكم بالموت" في بريطانيا. وفي الستينيات، تناول المخدرات ايضاً.rnان المؤلف في السيرة الجديدة لآرثر كوستلر يؤكد باستمرار حضور كوستلر في المقدمة أيام زمنه. شاهد مخاطر الشيوعية مبكراً وبشكل أوضح مما رآه الواقفون على اليسار. وكان من اوائل الداعين إلى نزع السلاح الذري والى مساعدة الكتاب المضطهدين. مضافاً إلى ذلك كتبه الشهيرة وفي مقدمتها،" ظلام في الظهيرة" وهي الرواية الأكثر تأثيراً سياسياً في القرن العشرين. أما اليوم، فإن آثر كوستلر، يعتبر شخصية هامشية بغرابة. لماذا يحدث هذا ؟ ان الأمر قد يعود إلى شهرته في القرن العشرين وان المعارك التي خاضها (، لم تعد معاركنا على الاطلاق، ويبدو انه قد حجب عنها، منذ وفاته عام 1983، والأحداث التي تلت بعدئذ ومن اهمها، انهيار الشيوعية والاتحاد السوفيتي.وهناك عامل آخر، يرد المؤلف على ذكره في هذه السيرة، يجعل المرء واعياً وهو الانتماء والجنسية. اذ ان كوستلر لم يحس حقاً بالانتماء الى أي مكان او بريطانيا التي أمضى فيها اغلب أعوامه بعد الحرب. وكان ذلك العامل مصدر قوة في خلال حياته، اذ كان يعني الانتقال من بلد إلى آخر والاستغراق بما يحدث فيه. ولكن الكتّاب، على المدى الطويل، في حاجة الى دعم الوطن لهم. ان عدداً من الكتّاب من أمثال جورج اورويل أو ألبير كامو كان كوستلر صديقاً لهما- يعتبران اليوم من رموز الوطنية لدولتهما. أما كوستلر، فهو على النقيض، يبقى بشكل غريب بلاجذور.عن/ التايمز
آرثر كوستلر.. عاش ومات بلا جذور
نشر في: 23 فبراير, 2010: 06:18 م