الكتاب: أعظم الأفلام عن بونابرت، لكنه لم يصنع قطتأليف: ستانلي كيوبركترجمة: ابتسام عبد اللهفي أعوام الستينيات، كتب المخرج ستانلي كيوبرك نصاً للسينما عن حياة نابليون بونابرت، وانتبهت شركة مترو جولدين مايرلذلك العمل الذي يعتبر أفضل أعمال المخرج الكبير. وتم في تلك الشركة السينمائية بحث وتقدير ميزانية الفيلم وتبين إن المبلغ سيكون حوالي 5،2 مليون دولار،
وهو يعادل بحسابات اليوم حوالي 100 مليون دولار، ولذلك السبب صرفت النظر في انتاجه فيلماً. وكيوبرك الذي نال منه الاحباط، انصرف إلى قراءة رواية قصيرة للكاتب السويدي آرثر شنيتزلر بعنوان،" قصة حلم"، كتبها في عام 1926، محاولاً تحويلها للسينما. تلك القصة بقيت بين أوراق كيوبرك، حتى كتب لها النص السينمائي وتحولت إلى فيلم بعنوان،" عينان مفتوحتان على سعتهما"، وكان ذلك في عام 1999، وهو الفيلم الأخير من إخراجه اذ توفي بعد أشهر من إنهاء التقطيع النهائي له في انكلترا.أما النص الكامل الذي كتبه كيوبرك في الستينيات عن نابليون بونابرت، اخيراً عن دار تاسجن، في كتاب ضخم يضم عشرة كتب، ويباع بـ450 باوند. وقد اشرف على نشر كتاب كيوبرك، قريبه وصديقه جان هارلان، الذي عمل مع المخرج الكبير سنوات طوالاً في أشهر أفلامه ومنها:" باري ليندون – 1965،" البريق "، عام 1980، " جاكيت من الفولاذ" – 1987، و"عينان مفتوحتان مع سعتهما" – 1999.ويضم الكتاب إضافة إلى النص، جميع الوثائق الخاصة بالمفاوضات حول إخراجه، تمثيله وتصويره، وهناك ايضاً العديد من الصور الفوتوغرافية التي التقطها كيوبرك عند اختياره أماكن التصوير، أو للممثيلن الذين رشحهم للعمل – حوالي 15,000 صورة. كان ستانلي كيوبرك في أعماله مهتماً بإبراز النواحي المختلفة لحماقة الفرد، ويظهر ذلك الاتجاه بوضوح في أفلامه. ويقول جان هارلان، إن نابليون شخصية مؤهلة تماماً لبحث حماقة الانسان. وكان يقول باستمرار:" مادمنا جميعاً منقادين بعواطفنا، فإن الاعتقاد من سيطرة عقولنا، وهم كبير: وكان يتعجب كيف ان نابليون الرجل الكفوء يخضع لأهواء امرأة مثل جوزيفين اللعوب، اويخطط لغزو روسيا في تلك الحملة التي انتهت بالفشل.ويتحدث الكتاب عن حب ستانلي كيوبرك للبحث والقراءة. ومن اجل كتابة فيلم" 2001 – فهرنهايت" قرأ كثيراً وقابل أهم العلماء والفلاسفة وناقش معهم موضوع،" القضاء"، ولذلك كان يعرف الكثير عن الخلق والتطور البشري والفضاء والفلك والحياة بشكل عام. أما بصدد نابليون، فقد قرأ تقريباً كل كتاب صدر عنه باللغة الانكليزية وعن تلك المرحلة التاريخية، والتقى بعدد من الاساتذة والمؤرخين، بل تشكلت في جامعة اوكسفورد لجنة خاصة من أهم الباحثين للإجابة عن جميع أسئلته عن بونابرت.ويبدأ النص السينمائي الذي تحول إلى كتاب بمشهد لبونابرت، وعبر الأجزاء الأخرى يتناول مراحل من حياته ومنها حصار طولون 1793 الذي صنع اسمه ورحلاته إلى ايطاليا ومصر. ومن المشاهد المؤثرة، دخوله إلى مدينة موسكو، 1812، المهجورة، بعد غزوه روسيا، واخيراً معركة واترلو. ويقول أليسون كاسل، الذي اعدّ النص للطبع، إن كيوبرك لم يكتب عن صديقة نابليون ماري فاليفسكا، متجنباً اختيار ممثلة لتقوم بدورها، الذي قامت غريتا غاربو بأدائه عام 1937. ويضيف ايضاً إن من يقرأ هذا النص (500 صفحة)، لايستطيع معرفة إن كان كيوبرك مع نابليون أو ضده.ويضم الكتاب، العديد من المقالات التي كتبت من المخرج الكبير وأفلامه والتي كانت محفوظة في " أرشيفه الخاص". لقد سحر ستانلي كيوبرك عشاق السينما بأفلامه المتميزة، وستبقى كذلك، محتفظة بخصوصيتها، ومشاهدها.ويقول أليسون كاسل في الكتاب" لقد اتصلت بعدد من المخرجين لتحويل النص إلى فيلم سينمائي ومنهم رايدلي سكوت وانج لي، ومن يدري فقد يرى الجمهور ذلك الفيلم يوماً.عن/ النيويورك تايمز
كيوبرك، وفيلم عن بونابرت لم ينفّذ
نشر في: 23 فبراير, 2010: 06:21 م