TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > راية أبو الخير والشر بعيد

راية أبو الخير والشر بعيد

نشر في: 25 يوليو, 2017: 04:08 م

لم أكن متمنياً متابعة ردة فعل بعثة نادي نفط الوسط المُشاركة في بطولة الأندية العربية لكرة القدم الجارية منافساتها في مصر بالطريقة التي تُكرّر اساليب حقبة إدارة الكرة في الزمن السابق بعدما هددت البعثة بالانسحاب من البطولة ما لم توقِع اللجنة المشرفة على حكامها العقوبة المناسبة على مساعد الحكم الثاني الليبي سليمان ابو الخير الذي حرم الفريق من هدف شرعي.
في السابق، كانت مزاجيات حاكم كرة القدم – ابن رئيس النظام - تفرض جملة من الأوامر على رئيس بعثة نادي الرشيد الذي يرأسه وحتى على مستوى المنتخب الوطني، وكلنا يتذكّر إقدامه على مهاتفة أحد إداريي البعثة المشاركة في كأس الخليج العاشرة في الكويت 21 شباط – 9 آذار 1990 بسحب المنتخب من الدورة بسبب طرد الحكم الفنلندي بالسي الكابتن عدنان درجال في مباراتنا مع الإمارات، مشترطاً إلغاء الكارت الأحمر للعدول عن قرار الانسحاب، ولم توافق اللجنة المنظمة على الإخلال باللوائح الدولية وعدّته شرطاً غير منطقي!
حسناً فعلت بعثة نادي نفط الوسط برفع خطاب احتجاج رسمي الى الاتحاد العربي لكرة القدم كما هو سائد في جميع المسابقات تعبيراً عمّا لحقه الحكم الليبي من ظلم للاعبي الفريق الذين بذلوا جهوداً مضاعفةً في أجواء حارة ومنافسات عالية المستوى لمجابهة فريق الترجي التونسي، أحد أبرز أقطاب الكرة العربية والأفريقية تاريخاً ونتائجَ وقيمة فنية كبيرة.
ثقتنا راسخة برئيس لجنة الحكام بالبطولة العربية التونسي وديع الجريء أحد أبرز القامات العربية في تخصصه أنه يحسب حساباً لهذا الخطأ الذي لا نرى فيه أيّ تواطؤ -لا سمح الله- أو قصدية من قبل حامل الراية ابو الخير الذي بدا شخصاً كميداً على الخط ومؤمناً بقراره، بدليل أنه رفع الراية قبل لحظة تسديد مؤيد العجان كرته، ليأخذ الدرس المفيد في الأدوار المقبلة، باعتبار أن الخطأ سيكلف الفرق المثابرة كثيراً وهي تسعى بجدارة للوصول الى الدور النهائي في محفل عربي نريده كرنفالاً مجتمعياً يؤكد وحدة العرب وإجماعهم على التنافس الرياضي بعيداً عن خنادق السياسة الملتهبة بالحساسية والتآمر والاقصاء وإضمار مواقف الشر لإضعاف الأمة واشغالها بهموم الاصطفافات الإقليمية لضربنا بعضاً ببعض.
ولا يمكن إهمال حالة الفوضى التي فضحتها عدسة إحدى القنوات العربية وهي تنقل انفعالات أفراد محسوبين على بعثة نادي نفط الوسط مع أحد منظمي البطولة وآخرين متجمهرين حول جهاز موبايل لإظهار سلامة هدف العجان باستياء شديد، وكأنه لا توجد طريقة أخرى نعبّر بها عن حقنا، ونسينا اننا في بطولة على قدر كبير من الاحترافية فنياً وتنظيمياً وربما تمرّ مثل هذه الحالات في الدوري المحلي، لكن ينبغي الانضباط التام في أي تصرّف كون المهمة باسم العراق ولا يجوز إبداء الاعتراض إلا عن طريق رئيس الوفد أو مشرف الفريق.
كان من المتوقع أن تبادر لجنة الحكام في الاتحاد العربي لكرة القدم الى استخدام تقنية الفيديو لإعادة اللقطات التي يشوبها اللغط اثناء المباراة، ومن حظ اللجنة أن أغلب الحكام المعتمدين لإدارة مباريات البطولة سبق لهم أن دخلوا دورة خاصة عن تلك التقنية بغية التأكد من سلامة القرار أو إعادة النظر فيه ضماناً لحقوق الفرق وانصافاً لعدالة الفرص بين المتنافسين لئلا تُسرق بغفلة من حكم الوسط أو مساعده.
ومع أن الجوائز المخصصة للفائزين بالبطولة مغرية إذ يحصل كل فريق على ٢٥ ألف دولار قبل مشاركته فى دوري المجموعات، ويحصل وصيف البطل على مبلغ قدره ٦٠٠ ألف دولار، والفائز باللقب على 2.5 مليون دولار ، لكن تبقى سمعة الفريق أغلى المكاسب إضافة الى نتائجه وانضباط أفراده والاخلاقيات الرياضية التي يتحلى بها مثلما انبهر أغلب المحللين في الاستوديوهات المخصصة لسلوك قائد الفريق صالح سدير أثناء اعتراضه على قرار أبو الخير، بوضع كلتا يديه خلف ظهره ومناقشته باحترام وتقديرعاليين من دون صراخ أو تهجم ، ذلك ما ننشده من وجود بعثة نفط الوسط في بطولة العرب التي أحسن الاتحاد العربي اختيار مصر لاحتضان مجموعاتها الثلاث وجماهيرها الشغوفة بارتقاء الكرة العربية الى مصاف الدول المتقدمة بقيادة فرسان التدريب ونجوم المستطيل الاخضر، فلنسهم بنجاحها ونزيد ثقة الاتحاد المذكور أن الكرة العراقية عائدة بقوة، وطوت صفحات القطيعة مع مخلفات الماضي ومواجعه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram