عامر القيسينظرة متواضعة ومتفحصة للدعايات الانتخابية للمرشحين تقنعك بما لايقبل الشك ان مروجي الدعايات وصنّاعها يفتقرون الى الخبرة والمهارة والحرفية الكافية لتسويق المرشح الى الجمهور. والاساليب المستخدمة كما يقول اجدادنا مكررة ومستنسخة من " زمن العصملي "
وهي دلالة على قدم الشيء وعدم مواكبته التطورات المعاصرة. فاذا قيل لامرأة تدس انفها في كل شيء ، ان فلانة تزوجت تقول مباشرة هذا كلام من " زمن العصملي " للدلالة على قدم المعلومة التي قدمت لها. لاشيء غير الصور والملصقات الكبيرة التي تخلو من اي اثارة أو دعوة للمشاهد ان يقف ويتأمل ويقارن ويسأل ، وتتساوى في ذلك الكتل الكبيرة والصغيرة، الغنية والفقيرة ، الضامنة للمقاعد والساعية اليها . وحتى تلك الاعلانات نصبت بطريقة لم تصمد فيها امام أول زوبعة وزخة مطر فتمزقت وتهاوت وضاعت دنانيرها. وفيما يتعلق بالدعايات الفضائية فهي الاخرى " مخبوزة " اي مصنوعة بعجلة وارتباك وكأن الهدف منها هو الظهور التلفزيوني للمرشح وليس التأثير البصري والسمعي في الجمهور . البعض استخدم الاغاني الحماسية لتمجيده شخصيا فكانت الدعايات الفلمية موضع سخرية الجمهور حسب ما سمعنا من اكثر من طرف بل انها ذكّرت العراقي باغاني القائد التي كانت تمجده شخصيا وتصدم ذائقته البصرية بين دقيقة واخرى . واذا صحت الاخبار من ان احد المرشحين قد استعان بخبرة مهندس الدعاية الانتخابية للرئيس الاميركي الحالي ، والتي سلمته قيادة البيت الابيض ، فاننا لم نر تجليات تلك الخبرة اولا بل دفعتنا للتساؤل عن المبلغ الذي استلمه قائد العربة الاوبامية للبيت الابيض ثانيا. لا نريد ان نحمل الناس اكثر من طاقتهم فتجربة الدعايات الانتخابية هي ايضا جديدة على حياتنا السياسية ملتبسة ومرتبكة وتحتاج الى زمن لكي تعمل باحتراف ومهنية وقلة اخطاء وهي قضية بديهية ومفهومة .لكن الغريب هو استخدام الكلمات المشوشة داخل الملصقات الدعائية والتي تحتمل اكثر من قراءة والبعض منها تحمل طابعا ثأريا لمرشح بح صوته من كثرة الحديث عن المصالحة الوطنية وكل الوعود المكتوبة على الملصقات ذات طابع عام وهي مشتركة للجميع ، محاربة الفساد والقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل ولكن لااحد يقول لك كيف ! فيما تطالعك صورة مرشح آخر بدون اي شعار سوى صورته واسمه ورقم قائمته وابتسامته البشوشة وكأني به من المقتنعين بالمثل الذي يقول " اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " أو يعتقد السيد المرشح ان جمهوره من فتاحي الفأل وقراء "الممحي"، فيما تواجهك ملصقات اخرى لمرشح يؤشر بسبابته الى لاشيء وقد حاولت ان افسر اشارته لكنني فشلت بكل صراحة ووضوح حتى ظهر المرشح في احدى الفضائيات ليسأله مقدم البرنامج عن معنى اشارته، وقد سررت لسببين، الاول هو اني لست الوحيد الذي لم يفهم اشارة المرشح ولا هدفها والسبب الثاني زيادة قناعتي بوجهة نظري حول الدعاية المذكورة لان اجابات السيد المرشح لتفسير اشارته لم تكن مقنعة! ورغم ذلك نقول الخير فيما اختاره المروّجون وكل انتخابات دعائية وانتم بخير .
انتخبوا وغيّروا ..دعايات زمن "العصملّي"
نشر في: 23 فبراير, 2010: 07:11 م