رجل في منتصف عقده السادس، قطع طريقي فجأة أثناء توجهي الى عملي في الصحيفة، ماسكاً يديّ بقوة وهي تهتز نتيجة إصابته بمرض الرعاش، فقد بان على وجهه الانفعال وفي عينيه الحيرة، ثم وجّه السؤال بصوتٍ عال (معقول .. معقول ما يجري في الرياضة .. لماذا يخرج احمد راضي عن طوره بعد كل سنين الغياب عن نادي الزوراء وانشطة الكرة الأخرى، وينوي مهاجمة الاتحاد وتكسيره مع خمسين شخصاً.. هذا عمل لا يليق به.. فهو نجمي المفضّل، وانا أحبه ولا يمكن أن يتحدّث بمنطق زعيم "عصابة")!
حقيقة أحزنني تساؤل الرجل ، برغم أني خفّفت الدهشة على محياه وصَدمة ما تحدث به نقلاً عن أحد رفاقه الذين يجالسهم في مقهى محلته، وقلت له (من نقل لك هذا .. أبداً أنه لا يقصد القيام بعمل سلبي يعرّضه للمساءلة القانونية، بل أراد أن يعبّر عن استهجانه تجاهل اتحاد الكرة لثلة من نجوم اللعبة ممن يرغبون خدمتها بعد اعتزالهم منذ سنين خلت، ولا يمكن أن يتصرّف بعدوانية أو يخدش تاريخه بموقف لا يليق بشخصيته كأحد أبناء العراق المساهمين في إهدائه أغلى الكؤوس التي أسعدت شعبنا في أكثر من محفل خليجي وقاري وعالمي.. أطمئن أنه أحمد راضي نفسه .. لن يتغيّر).
ترى كم مشجعاً يستمع لما ينقل له بأسلوب مشوّه، وربما بخبثٍ يستهدف تسقيط أي نجم، مزعزعاً ثقة الناس به في حال تقدّم مستقبلاً بمشروع لخدمة بلده في الموقع الذي ينسجم مع افكاره وطموحاته وبرنامجه ؟ الحق يُقال أن أحمد راضي يسمح احياناً لمثل هؤلاء المغرضين بترويج حكايات أقل ما توصف أنها مسيئة ضده، بل ومفبركة من نسج خيالهم أو (زيادة حبتين) كما يقول إخواننا المصريون ، وذلك من خلال مناكفاته المنفعلة والموجهة ضد أعضاء في اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة، لفضح سياسة عمل قاصرة أو إهمال ضمّ أعضاء جُدد في الجمعية العمومية الكروية أو سكوت رعد حمودي عن أخطاء شنيعة في منظومة العمل الأولمبي أو غياب الإصلاح الحقيقي في القوانين واللوائح والإجراءات التي يفترض أن تكون ملزمة للجميع وليست منفلتة عند هذه الجهة أو تلك، وهي نقاط مشخّصة من الإعلام ومحط انتقاد مستمر وصل الى حد السخرية بشخصيات رياضية في رسوم كاريكاتيرية ومقالات تنال من قيمة ومواقع اصحابها، وبإمكان أحمد راضي تحليل أسبابها وتقديم أفضل الحلول لمعالجة الظواهر المستهجنة التي تعانيها رياضتنا في جميع المجالات، بدلاً من تعصّبه وتوعّده اللذين يقع بسببهما في كمين التصريح الغريب.. والمعيب!
احمد راضي يكمل اليوم (53 عاماً و4 أشهر و9 أيام) من عمره، لم يدخل نفق النسيان مثل عشرات اللاعبين ومنهم كانوا نجوماً في أزمانهم، لأنه بكل واقعية وإنصاف " نجم النجوم" بمسيرته الباهرة مع المنتخبات والأندية، ومنجزاته اللامعة فوق منصات التتويج كأحد أمهر مهاجمي آسيا، وجمعه المجد من أطراف المغرب العربي الى مشرقه، ولم يكتف بذلك بل خلّده الاتحاد الدولي لكرة القدم ضمن هدافي بطولته الأولى "المونديال" بهدفه التاريخي الذي شهده ملعب تولوكا المكسيكي يوم 8 حزيران 1986 في مرمى الحارس البلجيكي جان ماري بفاف، عليه أن يحسب حساب ذلك لأنها مسؤولية تتطابق مع خلقه الرفيع وكفاءته وثقافته وكاريزماه التي أهلته ليكون الرياضي العراقي الوحيد حتى الآن الفائز بمقعد برلماني عام 2008.
اتحاد الكرة يعرف قيمة أحمد راضي الإنسان المعطاء والمُحب لوطنه والرافض لمحاصصة مناصب اللعبة وفق الطوائف وإثارة الأحقاد التي أراقت الدماء ومزّقت الشعب في حقبة ولّتْ ولن تعود، ينبغي على الاتحاد أن يستفيد منه ومن رفاق الملاعب والتدريب بالأمس القريب من خلال تعديل اللوائح وإظهار حُسن النية فيها ضمن الاستعدادات التي يجريها قبيل انعقاد المؤتمر الانتخابي المقبل في أيار 2018.
وفي المقابل، آمل من أخي الكابتن أحمد، أن يتوجّه لرفع سماعة الهاتف لبضع دقائق على قناة دجلة التي ظهر في برنامجها (ستوديو الجماهير) ليقدم اعتذاره لاتحاد الكرة والجمهور لما صرّح به وفُسِّر وتأوَّل تهجمّاً سافراً على أحد المقار المنضوية للمؤسسة العالمية (الفيفا) الزاخرة بلاعبي القرن من طراز أحمد راضي.
"المهاجم" أحمد راضي!
[post-views]
نشر في: 29 يوليو, 2017: 04:55 م
جميع التعليقات 1
أبو أثير / بيروت
لا ألوم ولا أنتقد أو أستهجن ما صرح به اللاعب الدولي احمد راضي والسبب في ذلك هو أن الوضع الرياضي المزري التي وصت اله الرياضة العراقية بات من غير اللائق السكوت عنها من قبل المواطن العادي الغير رياضي ...!!! فكيف أذن والحال مع شخصية رياضية عملت في الوسط الريا