اعتاد كرار القفز إلى النهر بشكل يومي، بعد أن ينتهي من عمله بتفريغ وتحميل بعض سيارات متوسطة الحمولات بالبضائع في منطقة الشورجة، قبل أيام طلب منه أحد اصدقائه ممن يعملون في ذات المهنة مرافقته الى النهر، بعد أن قفز كرار وأخذ يعوم ويغطس ظلَّ صديقه واقفاً
اعتاد كرار القفز إلى النهر بشكل يومي، بعد أن ينتهي من عمله بتفريغ وتحميل بعض سيارات متوسطة الحمولات بالبضائع في منطقة الشورجة، قبل أيام طلب منه أحد اصدقائه ممن يعملون في ذات المهنة مرافقته الى النهر، بعد أن قفز كرار وأخذ يعوم ويغطس ظلَّ صديقه واقفاً متأملاً المنظر، طلب منه كرار القفز لكنه امتنع كونه لايجيد السباحة، اثناء ذلك جاء صديقهم الثالث ودفع به الى النهر ولولا نجدته بسرعة لكان الآن في عداد الغرقى... بعد ذلك بدقائق صاح أحدهم (غريق غريق) ذهب الجميع لنجدته، لكنهم لم يتمكنوا من إنقاذه للأسف..
منتظر شاب يبلغ 16 عاماً يعمل في سوق السراي، يتجه بعد انتهاء عمله صوب النهر للعوم وإزاحة تعب النهار، بيّن أن طريق الذهاب الى البيت يتطلب ساعة تقريباً بعد انتهاء العمل اليومي بسبب الزحام اليومي. متابعاً: لذا اتجه مع بعض الاصدقاء صوب النهر للاستحمام واللهو وقضاء الوقت. منوهاً: الى انهم يلجأون الى الأنهر بسبب غلاء الدخول إلى المسابح الخاصة.
فيما بيّن صديقه علي، أن مجمل ما يجنيه يومياً من عمله في التحميل يصل الى 25 الف دينار وسعر دخول المسابح 10 آلاف دينار، لذا افضّل الذهاب الى النهر رغم خطورة السباحة. مضيفاً: أنه يجيد السباحة مذ كان طفلاً مرافقاً لوالده. مبيناً: أن البعض من الشباب الذين لايجيدون السباحة يفضّلون البقاء على الجرف لكن الماء يسحبهم، لذا تجد الكثير منهم يتعرض للغرق.
في مثل مواسم كهذه، يفترض أن تتواجد الشرطة النهرية في المناطق التي يقصدها الشباب أو تخصيص أماكن خاصة لهذا الشأن تتوفر فيها بعض شروط الحماية من الغرق، كما يفترض أن يتم تنظيفها وكريها بين آونة وأخرى، أحمد شاب، مثلما يقول، إنه يجيد السباحة لكن في محاولة غطسه اصطدمت قدمه بقطعة حديد ماتسبّب بتشنج مفاجئ كاد أن يغرق لولا مهارته بالسباحة. موضحاً: أن العديد من حالات الغرق تحدث بسبب المخلفات التي ترمى بالنهر..
ليس ببعيد عن ذلك، يتساءل الشاب ضياء، هل يصعب على الحكومة تخصيص بعض المسابح للفقراء بدخول رمزية. لافتاً: الى أنه ومجموعة كبيرة من ابناء الفقراء، معرضون للخطر والغرق لسباحتهم في النهر من دون وجود المنقذ أو حتى دورية الشرطة النهرية. منوهاً: الى أن اغلب المسابح التي كانوا يرتادوها، احيلت الى مستثمرين قاموا بدورهم برفع أسعار الدخول والتي وصلت الى 10 آلاف دينار.
حوادث الغرق لا تقتصر على العاصمة بغداد، ففي اغلب المحافظات يتم تناقل أخبار عن حالات غرق بشكل يومي، ربما يمكن تلافي الكثير منها لو تمت متابعة أماكن السباحة وفرض طوق حولها مع وجود مفرزة للشرطة النهرية وعدد من المنقذين للتدخل في الحالات الطارئة.. وللأسف يتم تداول بعض حالات الغرق لأطفال لم يبلغوا الحلم، بسبب عدم متابعة ذويهم. مصطفى شاب يعمل في تقاطع ملعب الشعب، بيّن، يبدو أن المشقة والموت كتبا على فقراء العراق، فكما ترون وقوفنا اليومي تحت اشعة الشمس اللاهبة، واحتمال تعرضنا إلى التفجير أو الدهس في أيّة لحظة، يذهب الكثير منا غرقاً في الأنهر، لأنهم لايملكون ثمن دخول المسابح العامّة ذات الماء النظيف المعقّم والمدرب المنقذ ... تركني مصطفى واتجه صوب سيارة حديثة، أشار صاحبه إليه كي يبتاع منه كارت شحن موبايل.