يحمل ( غزوان ) عدة هويات خاصة أهمها هوية الدخول الى المنطقة الخضراء التي تؤهله الدخول وإلتحاقه بحماية أحد المسؤولين السياسيين منذ سقوط النظام السابق ، ورغم تمسكه بأذيال الحكومة وحصوله على بعض المكاسب كتسليمه سيارة خاصة ومرافقة المسؤول في بعض سفراته الى خارج العراق إلا انه يتذمر بشدة من مهنة اضطرته اليها حاجته الى راتب شهري وتقربه من " اهل السلطة " ودخوله تحت عباءة حمايتهم ...
يقول غزوان ان المسؤولين في المنطقة الخضراء لايشعرون بمتاعب رجال حمايتهم فالمسؤول الذي يعمل غزوان في حمايته يكلفه بعشرات المشاوير خلال يوم واحد ويستغرب عدم انجازه لأحد تلك المشاوير رغم إسهاب غزوان في شرح متاعب الشارع والازدحام وقطع الشوارع وكل العراقيل الاخرى التي اعتاد العراقيون على التعايش معها ، كما انه يرفض تزويده بمبالغ الوقود الاضافية حتى لو اقسم له بتراب الوطن الذي يتشدق المسؤول بحبه والتضحية في سبيله في كل مناسبة او لقاء صحفي ، مايضطره الى الانفاق من جيبه على سيارة السيد المسؤول !!
ويؤكد سعد المنضوي تحت لواء حماية احدى نائبات البرلمان مايقوله غزوان عن عدم شعور المسؤولين بمتاعب العراقيين عموما ابتداءً من رجال حمايتهم وحتى بقية أفراد الشعب فالنائبة التي قضت شطرا طويلا من عمرها في بلد اجنبي مثلا تقارن بين العراق وذلك البلد وتعترض على ماينفقه رجال حمايتها على الوقود لأنها لاتنفق مايعادله عندما تسافر الى موطنها الاجنبي وتقود سيارتها بنفسها هناك ، كما انها ترفض الانفاق على طعامهم وشرابهم فيضطرون الى انفاق جزء كبير من راتبهم على طعامهم وشرابهم ...
ويصف سعد اعضاء البرلمان ورؤساء الاحزاب ب(المسؤولين الصغار)مقارنة برئيس الوزراء ونواب رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ، ويعيب عليهم استيلائهم على جزء كبير من حصة رواتب رجال حمايتهم اضافة الى رواتبهم المرتفعة ، متسائلاً عن كيفية نزولهم الى متطلبات الشعب وهم يعيشون في منطقة مسورة تحميهم من مخاطر الشارع ويقضون عطلاتهم خارج أسوار العراق ، بينما يعود غزوان ليصف رجال الحماية الذين يواجهون المخاطر دون الحصول على بدل خطورة بالجمال التي تحمل الذهب وتأكل العاقول فهم يتمرغون ب(تراب الميري ) كما يقول المثل المصري ليضمنوا الراتب والتباهي بحمل الهويات الخاصة !!
الطريف في الأمر إن أغلب افراد الحماية من حملة الشهادات الجامعية بينما لايحمل بعض النواب تلك الشهادة او يحملون شهادة عليا مزورة ، كما أن تعاملهم مع أفراد حمايتهم هو مثال بسيط على مايضمرونه لأبناء شعبهم وبينهم الناخبون الذين أوصلوهم الى المنطقة الخضراء ، فهم يستغلون كل ماتقع عليه أيديهم من هبات مالية لدرجة أن تصبح مأساة النازحين مادة لتغذية جشعهم فهناك مَن يتهم مسؤولي المناطق المحررة باستغلال خيام النازحين والأموال المخصصة لمساعدتهم من قبل بعض الدول والمنظمات الانسانية ، اما عقود الاستثمار او الاعمار فلاتمر بين أيديهم إلا وقد وضعوا في جيوبهم عمولات دسمة..
متى يشبعون؟..تساؤل يطلقه رواد مواقع التواصل الاجتماعي حين يشاهدون أولاد المسؤولين وهم يجوبون العالم بسياراتهم الفخمة النادرة ويسمعون عن أملاكهم في الداخل والخارج ...لن يشبعوا ..أقولها لمن يتساءل ، فالعصافير في اليد اضمن من العصافير على الشجر ومايمر بين أيدي المسؤولين خاضع للاستغلال حتى لو كان خيمة نازح ..او راتب رجل حماية !!
بين الذهب.. والعاقول
[post-views]
نشر في: 31 يوليو, 2017: 09:01 م
جميع التعليقات 1
يوسف
مقالتك قيمة ومؤثرة.. ولكن كيف يتصرف رجل الحماية تجاه المواطنين العاديين؟ رجل الحماية بالنسبه لمسؤولهِ كالمسمار بالنسبه للمطرقة الثقيلة لكنه يصبح مطرقة ( ولو صغيرة ) عند تعامله ألمتعالي مع المواطنين وكأن هوية الحماية تعبر عن أمتياز وكفاءة شخصية عالية. المع