TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وماذا عن حقوقنا في قطر؟

وماذا عن حقوقنا في قطر؟

نشر في: 1 أغسطس, 2017: 05:57 م

adnan.h@almadapaper.net

في العاصمة اللبنانية، بيروت، توجد الآن لجنة تحقيقية عراقية مكلّفة بمتابعة التحقيق في صفقات، توصف بأنها "مشبوهة"، أي فاسدة، يقف خلفها رجل أعمال لبناني كان له نشاط في محافظة البصرة التي حظي فيها بنفوذ وعلاقات متينة مع مسؤولين إداريين.
المسؤولون الإداريون  الذين لرجل الأعمال اللبناني المتهم بالفساد علاقات متينة معهم ونفوذ بينهم هم بالضرورة من أقطاب الأحزاب الإسلامية الحاكمة في المحافظة، فإدارات هذه المحافظة ، كما سائر محافظات البلاد (غير الكردستانية) تستحوذ عليها الأحزاب الإسلامية الشيعية والسنية والمقربون منها، والتي غرقت الى هاماتها في قضايا الفساد، وملف الفساد في البصرة بالذات مفتوح رسمياً الآن، والمساعي حثيثة وحامية لإغلاقه بعدم تقديم المتهمين بالفساد الى القضاء.
من مهام اللجنة الموجودة في بيروت الآن إقناع الحكومة اللبانية بالقبض على رجل الأعمال الصادرة في حقه مذكرة قبض عن القضاء العراقي. والمعلومات المتوفرة تفيد بأن هذا الشخص كان "يلعب طوبة" (كرة) بالبصرة ومشاريعها الاستثمارية، بمشاركة مع مسؤولين كبار في المحافظة.
ما فعلته الحكومة العراقية بإرسال لجنة التحقيق أمر جيد، لكنه في الواقع ليس موضوعي في عمودي اليوم. موضوعي معاد ومكرر، فقد كتبتُ فيه عند اندلاع الازمة الراهنة بين قطر من جهة والسعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة اخرى، على خلفية الدعم القطري للحركات الارهابية والمتطرفة في المنطقة.
ما من مسؤول في حكومتنا وفي قيادات القوى السياسية المتنفذة، باستثناء الحزب الإسلامي العراقي (الإخوانجي) وحلفائه،  إلا وكان يكيل التهم الى قطر بدعمها داعش، وقبله القاعدة. وسائل إعلام هذه القوى كانت تكرّس الكثير من وقتها ومساحاتها لهذه التهم، قبل ان تتوقف فجأة، بعدما توجهت حكومة قطر أخيراً نحو إيران بحثاً عن طوق نجاة.
الدول العربية الأربع المنخرطة قطر معها في الازمة أعلنت في اجتماعات رسمية لها عن توافرها على وثائق كثيرة تثبت الانغماس القطري في دعم الإرهاب ومنظماته، وبينها داعش ومن قبل القاعدة، وقدمت حكومات هذه الدول ملفات كاملة بهذه الوثائق الى الدول الكبرى والمنظمات الدولية لإثبات أنها محقّة في موقفها حيال الحكومة القطرية.  كان من اللازم  ان تسارع حكومتنا في الحال ومعها جهاز الادعاء العام الى التحرك باتجاه الدول الاربع للحصول على نسخ من وثائقها. هذه الوثائق مفيدة في تقديم شكاوى الى المحافل والهيئات والمنظمات الدولية ، ربما بينها محكمة الجنايات الدولية، لمطالبة الحكومة القطرية بوقف دعمها للإرهاب،  وبتقديم تعويضات إلى الدولة العراقية والى ضحايا الارهاب الذي دعمته الدولة القطرية، أو في الأقل إلزام دولة قطر بالمساهمة في عمليات إعادة الإعمار ، تبرعاً أو بشروط ميسّرة للغاية، تكفيراً عن ذنوبها في دعم الإرهاب. كما أن من شأن هذا أن يفتح الباب أمام مطالبات مماثلة لدول وجماعات ومؤسسات آخرى كان لها هي أيضاً في دعم الإرهاب.
موقف حكومتنا وجهاز ادعائنا من هذه القضية غريب، ومريب.. لابدّ من تفسيره لنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير / بيروت

    من الغريب ياسيدي الفاضل أن ينبري السيد علاوي ويدلي بتصريح أعلامي مؤخرا ببراءة دولة قطر من مساندة ألأرهاب وتمويله والعبث في مقدرات عدة دول عربية منها العراق ... وهو تصريح أعلامي أثار ردة فعل غاضبة من الرأي العام العربي والشارع العراقي ... وكان على السيد ع

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram