اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا تحزنوا لسانت ليغو المعدّل

لا تحزنوا لسانت ليغو المعدّل

نشر في: 2 أغسطس, 2017: 07:19 م

adnan.h@almadapaper.net

لا تهِنوا  ولا تحزنوا... مع أنه علامة أخرى على انحطاط مستوى العمل السياسي في العراق "الجديد" على نحو لا يفرق في الجوهر عن انحطاط  مستوى الحياة السياسية في عهود الدكتاتورية، ومع أنه لا يتوافق مع تطلعات الشعب العراقي نحو إقامة نظام حكم يجلب له أخيراً الأمن والحرية والاستقرار والتنمية والعدالة الاجتماعية.
لا تهنوا ولا تحزنوا حيال تصويت مجلس النواب على صيغة معدّلة لنظام سانت ليغو الانتخابي تعزّز دكتاتورية الاحزاب والقوى الفاشلة فشلاً ذريعاً في إدارة دولة العراق ومجتمعة على مدى أربع عشرة سنة متّصلة ومتواصلة ..  ليس جديداً أن يقف هذا المجلس بالضدّ من رغائب الشعب ونخبته الثقافية الوطنية، فهو لا يمثّل الشعب تمثيلاً حقيقياً.. الأغلبية العظمى من أعضائه صوّت الناخبون لصالح أن يكونوا خارج حرم المجلس، بيد أن رؤساء أحزابهم وكتلهم، مستعينين بقانون انتخابي هم فصلوه على مقاسهم وبمفوضية انتخابات محاصصاتية غير نزيهة، أجلسوهم على المقاعد بخلاف ارادة الشعب كيما يكونوا أدواتهم وشهودهم الزور على فسادهم الذي قوّض أركان دولة كان يمكن لها، من دونهم، أن تكون عزيزة وكريمة وقوية بقوة كرامة شعبها التي انتُهِكت وأضعِفت على نحو يندر مثيله في التاريخ، بسرقة مليارات نفطه، وبتمكين. عصابات باغية ( داعش) من احتلال ثلث مساحة البلاد من دون مقاومة، بل بأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة بالفرار، وليس الانسحاب، بالدشاديش!
صحيح كل ما قيل عن تمرير قانون انتخابات المحافظات بصيغة معدلة وهجينة لنظام سانت ليغو: تأكيد جديد على أن القوى المتنفذة  تريد الاستئثار بالسلطة، وهي غير راغبة في التعددية السياسية  والمشاركة الفعلية في إدارة البلاد، مسعى آخر لتعويق مشروع التغيير والإصلاح الذي صار مطلباً شعبياً، وترسيخ هيمنة زعماء الاحزاب المتنفذة وتقوية أدواتهم في السلطة وتغييب إرادة الناخبين وإضعاف الاستماع لمطالبهم وتطلعاتهم ..  لكن لا يتعيّن علينا أن نهِن أو نحزن،  فهذا الاجراء  ليس حكم القوي على الضعيف.. إنه حكم القوي على نفسه بالدمار والفناء.
أربع  عشرة سنة لم تحقّق لنا فيها هذه القوى وزعاماتها غير الخيبة والفشل .. لم يجلبوا غير الموت والفقر  وإهدار الكرامة وانتهاك الحقوق والمهانة والمذلّة. لو كانت لهم بقية من عقل لفكّروا في كيفية إخراج أنفسهم من المأزق.. ها هم الآن يتشبثون بفشلهم .. لندعهم يفعلوا هذا، فلن يحصدوا غير المزيد من الكراهية والاحتقار بوصفهم طغاة وبغاة لا يريدون الاعتبار بفشلهم والعودة عنه، مثلما كان يفعل سلفهم ، وربما قدوتهم ومثلهم الأعلى، صدام حسين.
لا تهنوا ولا تحزنوا....  هم  في الهاوية، على بعد متر أو مترين من قرارها.. دعوهم ينحدروا ليستقروا في أسفل سافلين، فيما أنتم الأعلون في نهاية المطاف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. ناظر لطيف

    تحية تقدير لقلمكم الشريف والشجاع في ظل فوضى الولاء والإنتماء. لقد اثبتت الطغمة المتسلطة للسلطات انها فاشلة وعابثة ومستهينه بكرامة المواطن وماله وعرضه فسلطة النواب هي لتحمي نفسها ومكتسباتها وسلطة الحكومة لحماية تمويل احزابها المتكونة منها عبر لجانها الأقت

  2. أبو أثير / بيروت

    أستاذنا الكريم .... ماذا تتوقع من رئيس وأعضاء مجلس نواب تعاقبا نصفهم على مدى ثلاث دورات أنتخابية متكررة ولم يزرعوا في العراق سوى الفساد والسرقات والفشل .. وبواسطة وأشراف مفوضية أنتخابات غير نزيهة وقانون أنتخابات عليه شوائب فساد وتزوير وتغيير في أرادة الن

  3. عبدالله عباس

    لماذا لم تجعل عنوان مقالك: لا تهنوا ولا تحزنوا؟ لأنك كررت هذه العبار عدة مرات

  4. محد سعيد

    مع احترامي الشديد لأطروحاتهم القيمة اري ان المسألة المطروحة , تتجاوز ذلك و الواجب الوطني الحق ان يصار تعبئه الشعب لممارسه حقه الطبيعي وتقرير ذاته ... وهو مقاطعه انتخابات وضع نظامها الانتخابي حفنه متنفذه جلبها الاحتلال وتصب فقط لصالح هذه

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram