TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ابو سعيد ومذكرات السجون

ابو سعيد ومذكرات السجون

نشر في: 24 فبراير, 2010: 05:45 م

محمد علي الشبيبي في سفرتي الوحيدة للعراق قبل أشهر، عثرت بين أوراق الوالد على بعض الصور الفوتوغرافية النادرة. كان من بينها صور لشقيقه الشهيد حسين الشبيبي (صارم)، وزكي محمد بسيم (حازم)، وصور جماعية لمعتقلين شيوعيين وديمقراطيين أخذت عام 1948 في الموقف العام تجمع بعض قادة الحزب الذين أعدموا وشخصيات وطنية وشيوعية أستشهدوا على أيدي فاشست حزب البعث وأيتامه.
 صور نادرة لم يسبق أن نشرت، وأعتقد أن نشر هذه الصور في هذه الظروف ضرورة يقتضيها الوفاء لكل شهداء الحركة الوطنية والشيوعية وخاصة لقيادات الحزب الشيوعي التي وضعت اللبنات الأولى في بناء الحزب. حيث الظروف القاسية والأهمال وعدم الأهتمام في جمع تراث قادة الحزب وشهدائه أدى الى فقداننا حتى لصورهم، حتى أصبحنا لانملك من صورهم إلا مستنسخات أفقدها كثرة الأستنساخ قيمتها. ربما تكون الدعوة من على موقعكم الموقر حافزاً، لجميع الطيبين ممن تتوفر لديهم صور نادرة شخصية أو في السجون لبعض قادة الحزب ممن ضحوا في حياتهم من أجل أن يواصل الآخرون المسيرة الشاقة والطويلة، ليرسلوا وينشروا كل ماتوفر لديهم من صور وكتابات نادرة تخلد وتحيي ذكرى شهداء الحزب للحفاظ على تراثهم الشخصي وتراث الحركة الوطنية والحزب. قد يتساءل البعض ويستغرب من هذه الدعوة ويستنكرها معترضاً، فربما يجد فيها أتهاماً بالأهمال لجهة أو لأشخاص. ولكن للرد أتساءل؟ كم صورة شخصية لمؤسس الحزب يوسف سلمان يوسف (فهد) نشرتها الجهات المعنية والمحبين للشهيد، فقط صورتين أوثلاثة لآ أكثر لأنها لاتملك غيرها! وكم مخطوطة من مخطوطاته اليدوية وصلت ألينا؟ وكم من الجهد بذل رفاقه للوصول الى ذلك، وخاصة بعد ثورة 14 تموز؟!. ونفس الشيئ يقال عن عضو المكتب السياسي الشهيد زكي محمد بسيم (حازم). هذا الشهيد المتواضع، ماذا قدمنا له؟! لانملك إلا صورتين له؟ هل حاول الآخرون في الأتصال بعائلته أو هل نعرف من هي عائلته، شقيقه وربما له أكثر من شقيق للحصول على صوره وتحريكهم للحديث عنه؟ هل فكرنا بطريقة لجمع المعلومات عنه؟ ماكتب ونشر في صحافة الحزب عنه لايتعدى أسطر مجترة ومتكررة عنه، لاتتناسب ودوره وتضحيته! أن ماكتب عن مواقف بعض الأعضاء في الحزب (وهذا جيد)، أضعاف ماكتب عن الخالد زكي بسيم وبعض القادة!؟ ولاتبرر الظروف القاسية التي مرت بها الحركة لهذا التقصير، فقد مررنا بظروف جيدة، بعد ثورة 14 تموز عام 1958 ولم يكن قد مرّ على استشهاد قادة الحزب أكثر من عشرة أعوام، ولابد على كل من يبحث بجد وحرص أن يجد رفاق وزملاء وأصدقاء وأقارب ومعارف يتذكرونهم بألم وحسرة، وعاشوا معهم فترة النضال في السجن وخارجه، ويمكنهم أن يتحدثوا عن هؤلاء الأبطال الشهداء، فهل حقاً بذلنا جهداً مدروساً ومبرمجاً من أجل ذلك؟ وماهي النتائج؟. ولو أستعرضنا معظم شهداء الحزب القياديين لوجدنا حيفاً شمل معظمهم، وخاصة من ترك وراءه عائلة بسيطة وأقارب لاتجيد الكتابة والبحث والنشر وربما غير متحمسة لفكرهم، ولكن لو قابلناهم وتحدثنا معهم لحصلنا منهم على معلومات ليست بالبسيطة، ولكانت المعلومات وحتى الصور التي سيوفرونها لنا ومن ثم نشرها بكتابات ودراسات تعكس بعض الوفاء المتواضع لشهادتهم وتضحيتهم. ماينطبق على الشهيد زكي بسيم، ينطبق عل كثير من قادة وكوادر الحزب، كالشهداء، عبد الجبار وهبي، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، جورج تلو رحيم شريف والقائمة طويلة. وبالمناسبة أثمن جهد السيدة الفاضلة ثمينة ناجي يوسف قرينة الشهيد الخالد سلام عادل وجهود زميلها (نزار زكي) في مؤلفهما الرائع (سلام عادل/سيرة مناضل) الذي يصور حياة ودور الشهيد الخالد سلام عادل وما أحتواه المؤلف من وثائق حزبية نادرة وشهادات من رفاقه. ولو لم تكن السيدة ثمينة وراء أصدار هذا الكتاب لكان حظ الشهيد سلام عادل لايختلف عن حظ مؤسسي الحزب الذين أعدموا عام 1949، طبعاً ساعدها على ذلك توفر بعض الوثائق الحزبية التي لم تتوفر لآخرين إلا القليل منها.طبعاً أثارني لكتابة هذه السطور ما لاحظته أثناء زيارتي لبعض مقرات الحزب في داخل الوطن، وربما هذه الظاهرة موجودة في معظم المقرات. أن أجد عشرات الصور لرفاق وأصدقاء أستشهدوا، وهذا جيد ويجب أحياء وتمجيد بطولاتهم، ولكن وللأسف لم أجد صورة بارزة للشهيد زكي بسيم أو لحسين الشبيبي؟! وعندما تساءلت ... كان العذر غريب وغير لائق! لاتوجد لدينا صور لهم؟! حتى في أحتفالاتنا في الخارج في يوم الشهيد، أو في ذكرى تأسيس الحزب، أذا لم يحمل قريب للشهيد صورته لوضعها بين الصور فلا وجود لصورته! وكأنما هذه مهمة عائلته وليست مهمة الحزب الذي ضحى من أجله! وحتى الصور التي نشرت على المواقع الأكترونية والتي يتم فيها أستعراض شهداء الحزب في يوم الشهيد، كانت تفتقد لبعض الصور المتميزة لقادة الحزب الشهداء.وشيء آخر أود التحدث عنه، وهي معاناة الحزب من حملة مسمومة قديمة حديثة، في أتهامه بمعاداة الدين، وهي حملة خبيثة تتبناها قوى ظلامية ومخالفة للحقيقة لخداع الناس البسطاء. هذه الحملة تتطلب منا نشر وأبراز دور ومواقف وصور كثير من الشخصيات الوطنية المرموقة ممن كانوا علماء دين وساهموا في الدفاع عن الحزب ومواقفه أمثال الشيخ الجليل عبد الكريم الماشطة، والخطيب الحسيني الشيخ محمد الشبيبي والد الشهيد حسين (صارم) وأعتقد ان مثل هذه الأسماء والشخصيا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram