حمدي العانيفي احد الايام اخذنا الشهيد "ابو سعيد" انا ومجموعة من الشباب الى المطبعة وكان عمري وقتها لا يتجاوز الـ23 عاما ، وبدأ يكتب عموده الشهير "كلمة اليوم" ونحن نترقبه وهو يكتب، فكان ناقدا بارعا ولاذعا يتابع الاحداث اليومية ويعطينا معلومات عن الجو السياسي، وهذا الاسلوب الذي اعتمده في الكتابة جعلنا نرى عموده قطعة ادبية لم نقرأ مثلها من قبل.
كان متمرسا و قديرا ومثقفا كبيرا، ويعد اسلوبه استيعابيا اذ يستقطب مشاكل الشعب بشكل دقيق جدا. مرة كتب مقالا بعنوان "اسال الشرطة ماذا تريد... وطن حرّ ونوري سعيد" وهذا المقال اثار كثيرا من الانتقادات، اذ كانت الشرطة ترفع سابقا شعار (اسال الشرطة ماذا تريد... وطن حر وشعب سعيد ) لكن بعد ان قامت بالتعرض الى الوطنيين واعتقالهم وايداعهم السجون، لم يفلتوا من كتابات" ابو سعيد" الصريحة والمعبرة.كنا يوميا نقرأ الجريدة من الصفحة الثامنة/الاخيرة و نبدأ بمقال" ابو سعيد" ، وحتى الاعداء كانوا يقرأون مقالته اذ ياخذون الحيطة والحذر منها ومن حدتها، وكانت الجماهير في ذلك الوقت تبحث عن مقال" ابو سعيد" كونه يدافع عن مصالحها ومشاكلها.
قطعة أدبية لم نعهد مثلها
نشر في: 24 فبراير, 2010: 06:02 م