بشقّ الأنفس فعلاً لا قولاً، وبنصف درجة الغليان وتعطيل الدوام الرسمي، وصل قطار الدوري مرهقاً الى محطته الأخيرة بأطول سفرة مملة يشهد لها أهل الشأن وليس غيرهم ليستقر الدرع النخبوي في خزانة الجوية، فرحة الختام تفوق فرحة التتويج والسبب الرئيس في هذه الحالة المرضية لا يمكن أن يكون اتحاد الكرة وحده، بل تتقاسمها معه اطراف عدّة، نقول ذلك من أجل الانصاف لا المجاملة.
ولعلَّ جانب الاتحاد الذي امتاز بالضعف والتردد في قراراته هو الأكثر أثراً منذ انطلاق عجلة الدوري بالدوران وممارسة الأندية لعبة التلويح بالانسحاب من البطولة الأهم على مستوى كرة القدم العراقية وصولاً الى الانسحاب الفعلي لناديي أربيل ودهوك بأعذار غير مقبولة لا تتناسب ومكانتيهما الكبيرة وإن يكن هناك معهما في الركب من هو أضعف منهما بكثير بحساب المادة مثل اندية كربلاء والسماوة والكرخ وهي نكسة كبيرة للدوري بجميع القياسات تتحملها الأندية أيضاً ومعها أخذ يسير بعكازين واستراحات اجبارية أرهقت الملاكات التدريبية والإدارات واللاعبين والجمهور.
وصار مجرد التنبؤ بالوصول الى خاتمة الدوري ضرباً من الخيال مع تنامي الدعوات القائلة بإلغاء ما تبقى منه وتأجيلة الى موسم آخر تحت ضغوطات البُنى التحتية والتقشّف واستدعاء اللاعبين للمنتخبات الوطنية والمشاكل الكثيرة التي عصفت بجميع الأندية وأرغمت مدربيها على الرحيل والتنحية الإجبارية حتى وإن كان السبب لا يرجع اليهم أصلاً لتعذّر السير ببرنامجهم الإعدادي وما خططوا له.
انتهى الدوري بكل ما يحمل من أوجاع، واستحق الفريق الجوي التتويج بنجمة سادسة في مسيرته العريقة، ولكن الأهم من ذلك إن لا نعود الى الوراء مرة أخرى باستنساخ التجارب الفاشلة والعِبرة في الدروس التي تراكمت لدى لجان الاتحاد الكروي التي تدّعي بأنها اليوم مُرغمة على تجرّع كأس زيادة فرق الدوري وتقسيمها الى مجموعتين، ولا نعرف في حقيقة الأمر ماهية الضغوط التي يتعرّضون لها مع أن العكس هو الصحيح وفق رؤية التراخيص الآسيوية وإجراءات التقشّف التي تتطلّب النوعية وليس الكمية كونها الافضل والأجدر بالكرة العراقية مع هذا التراجع الخطير الذي نعيشه وأثّر سلباً على موقعها في التصنيف العالمي برسم منتخبنا الوطني.
إن إدارات الأندية وما تمثّله من مكانة في الهيئة العامة لدى الاتحاد مطالبة بوقفة جادة ومراجعة حقيقية بلقاءات مستمرة تجمعها للتوافق والتأثير على اتحاد الكرة كونها ذاتها من ستدفع ضريبة الترهّل وانحطاط المستوى وفقدان المتعة الكروية، فضلاً عن الوقفة المشرفة التي سترفض هذه الإجراءات، وما ينتج عنها، فلا نعود للتأخير الشاق والتراجع مرة أخرى.
مطبّات قطار الدوري
[post-views]
نشر في: 11 أغسطس, 2017: 09:01 م